اخبار

حرائق ضخمة تلتهم جبال القدس.. إسرائيل تطلب مساعدة دولية وبن غفير يتهم الفلسطينيين

 تواصلت لليوم الثاني على التوالي الحرائق الضخمة التي اندلعت في مناطق واسعة من جبال القدس، وسط فشل طواقم الإطفاء في السيطرة عليها، وتبادل للاتهامات السياسية، فيما استنجدت إسرائيل بالمجتمع الدولي للمساعدة في إخماد النيران المتسارعة بفعل الأجواء الخماسينية الحارة والجافة.

واتهمت جهات إسرائيلية، الأربعاء، مواطنين فلسطينيين بالمسؤولية عن إشعال الحرائق، التي توسعت بشكل هائل في مدينة القدس المحتلة ومحيطها. وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير إن “مشعلي الحرائق يجب أن يُعاملوا كإرهابيين كبار بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إذ حاولوا قتل آلاف المواطنين، وبالتالي يجب إنزال أقسى العقوبات بحقهم”، على حد تعبيره.

 

وفي المقابل، كشفت قناة “كان” الإسرائيلية أن السلطة الفلسطينية عرضت على الحكومة الإسرائيلية تقديم المساعدة في إخماد النيران التي اقتربت من عدد من المستوطنات، إلا أن الحكومة لم ترد على العرض حتى الآن.

 

ميدانيا، تواصل الحرائق اشتعالها في ستة مواقع مختلفة في منطقة جبال القدس، تتركز بشكل خاص في محيط بلدة “واحة السلام”، حيث تكافح فرق الإطفاء الإسرائيلية للحد من تمددها. وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن عدة سيارات احترقت على الطريق السريع رقم (1)، الرابط بين القدس وتل أبيب، وسط مشاهد لسائقين يفرون سيرا على الأقدام من ألسنة اللهب المتقدمة.

وأعلنت سلطات الإطفاء حالة الطوارئ القصوى، وهي أعلى درجات التأهب، مع صدور أمر بالتعبئة العامة لجميع فرق الإطفاء في أنحاء البلاد. ووفقا لقناة “كان”، تشارك 119 فرقة إطفاء و13 طائرة في عمليات إخماد النيران.

وأفادت التقارير الطبية بتسجيل عدة إصابات طفيفة جراء استنشاق الدخان، بينما تشير المعطيات إلى أن ألسنة اللهب تواصل التمدد بسرعة نحو المناطق السكنية والطرق الحيوية.

 

في تطور لافت، وجه عضو الكنيست تسفي سوكوت رسالة عاجلة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال فيها: “مع توسع رقعة الحرائق، تنتشر على الشبكات العربية دعوات لإشعال النار في الأحراش، واستنادا إلى تجارب سابقة لمحاولات فلسطينية مشابهة، أطالب بفرض حظر تجول فوري في مستوطنات الضفة، وفرض طوق على القرى الفلسطينية المجاورة”.

بالتزامن، وجهت إسرائيل نداءات إلى عدد من الدول المجاورة طلبا للمساعدة، أبرزها اليونان، إيطاليا، قبرص، كرواتيا وبلغاريا. وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأن تلك الدول استجابت مبدئيا، ومن المتوقع أن تبدأ طائراتها بالعمل اعتبارا من يوم الخميس، نظرا لقيود الطيران الليلي المفروضة على هذا النوع من المهام.

وبحسب بيان مشترك صدر عن مكتب رئيس الحكومة ووزارتي الأمن الوطني والخارجية، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كلف مجلس الأمن القومي بقيادة الجهود الدولية لاستجلاب طائرات إطفاء، بالتنسيق مع الجهات المختصة، لتسريع وصول الدعم.

وكانت الحرائق قد بدأت صباح الأربعاء في حرش قريب من بلدة “واحة السلام” بجبال القدس، ثم اتسعت بشكل كبير بفعل الظروف المناخية القاسية. ويُذكر أن منطقة جبال القدس شهدت قبل أسبوع حرائق مماثلة استغرقت طواقم الإطفاء أكثر من 21 ساعة للسيطرة عليها في محيط “بيت شيمش”.

 

وعلى الإثر، أعلنت إسرائيل إلغاء جميع فعاليات ما يُعرف بـ“يوم الاستقلال”، التي كانت مقررة مساء الأربعاء.

و”يوم الاستقلال” هو ذكرى إعلان قيام إسرائيل عام 1948 على أنقاض المدن والقرى الفلسطينية، وهي المناسبة التي يحييها الفلسطينيون في المقابل باعتبارها “يوم النكبة” بعد قامت العصابات الصهيونية بتهجيرهم من أرضهم عبر ارتكاب مجازر.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى