حماس: أطنان المساعدات مكدسة في معبر رفح بينما غزة تموت جوعا

استنكرت حركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، الأحد، الوضع في قطاع غزة من تكدس آلاف الأطنان من المساعدات في معبر رفح جنوبا جراء الحصار الإسرائيلي، بينما “يموت الناس في غزة من الجوع والعطش والمرض”.
وقالت الحركة في بيان، إن ما يجري في قطاع غزة “جريمة كبرى يُستخدم فيها القتل والتجويع والتعطيش أداة للتطهير العرقي والإبادة الجماعية” التي ترتكبها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأوضحت أن الإبادة “تستدعي من العالم تحركا فوريا لوضع حد لهذه المأساة الإنسانية التي تُمعن حكومة الاحتلال (الإسرائيلي) بقيادة مجرم الحرب (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو في تعميقها”.
واستنكرت الوضع في القطاع المحاصر قائلة: “كيف يرضى العالم وكل من له ضمير حي ببقاء آلاف الأطنان من المساعدات متكدّسة خلف معبر رفح، بينما يموت الناس في غزة من الجوع والعطش والمرض؟!”.
وتابعت: “كيف يصمت العالم عن وفاة أكثر من سبعين طفلا بسبب سوء التغذية، وأغلب سكان قطاع غزة يتعرّضون للموت الجماعي، جرَّاء الحصار وسياسة التجويع المُعلَنة التي يفرضها الاحتلال على القطاع منذ مائة وأربعين يوما”.
وفي 27 مايو/ أيار الماضي، اعتمدت تل أبيب وواشنطن خطة لتوزيع مساعدات محدودة بعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
وفاقمت هذه الآلية معاناة الفلسطينيين في غزة، حيث يطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على المصطفين لتلقي المساعدات ويجبرهم على المفاضلة بين الموت جوعا أو رميا بالرصاص.
وتسببت هذه الآلية، التي باتت توصف بأنها “مصائد للموت”، في استشهاد 995 فلسطينيا، وإصابة 6 آلاف و11 آخرين، إضافة إلى 45 مفقودا منذ 27 مايو الماضي، وفق آخر بيان للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الأحد.
كما نددت الحركة بالمجزرة التي ارتكبها “جيش الاحتلال الإرهابي بحق المدنيين المجوّعين في نقطة توزيع المساعدات قرب منطقة زيكيم شمال قطاع غزة”، وأسفرت عن عشرات القتلى والجرحى، صباح اليوم الأحد.
وقالت إن تلك المجزة تعد “إمعانٌ في حرب الإبادة الوحشية، واستخدام المساعدات والتجويع لاستدراج الأبرياء وقتلهم والتنكيل بهم”.
وارتفعت حصيلة ضحايا المجزرة الإسرائيلية ضد المجوعين شمال غرب مدينة غزة إلى 73 فلسطينيا، إثر استهداف الجيش منتظري المساعدات الإنسانية في محيط منطقة السودانية بقصف مدفعي وإطلاق نار من الآليات.
وحملت حماس “الاحتلال الصهيوني والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة” عن تلك الجرائم.
وطالبت بتحقيق “دولي وعاجل” في الآلية الأمريكية الإسرائيلية المشبوهة لتوزيع المساعدات في القطاع، والتي قالت حماس إنها “تحوّلت إلى آلية للقتل الممنهج للمدنيين”.
ودعت حماس الأمم المتحدة وكل المؤسسات الإنسانية إلى “التحرّك الفوري لوقف الكارثة”، وطالبت بفتح معبر رفح “فورا لإدخال المساعدات المتكدسة، بعيدا عن تحكّم الاحتلال” الإسرائيلي.
كما دعت الدول العربية والإسلامية إلى “تحمّل مسؤولياتها الدينية والقومية والإنسانية، والتحرّك العاجل لفكّ الحصار عن غزة وإسناد شعبنا الفلسطيني الصامد المرابط على أرضه”.
ومنذ 2 مارس/ آذار 2025، تغلق إسرائيل جميع المعابر مع القطاع وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.
وتشن إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 200 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.