اخبار

حماس تتقدم بمذكرة قانونية للطعن بتصنيف جناحها السياسي ببريطانيا كـ”منظمة إرهابية”

كشف موقع “ميدل إيست آي” في تقرير أعده أريب أن حركة حماس الفلسطينية قررت الاستئناف ضد قرار تصنيف جناحها السياسي كمنظمة إرهابية عام 2021. وأكد التقرير أنه اطلع على أوراق قانونية تكشف أن موسى أبو مرزوق، رئيس مكتب العلاقات الخارجية لحماس، كلف محامين باستئناف قرار مثير للجدل اتخذته وزيرة الداخلية البريطانية السابقة بريتي باتيل بحظر الجماعة بالكامل. وكانت الحكومة البريطانية قد حظرت الجناح العسكري لحماس، كتائب القسام، منذ أكثر من عقدين من الزمان، إلا أن باتيل قررت توسيع الحظر ليشمل المنظمة بأكملها، بحجة أنه لم يعد هناك تمييز بين الجناحين السياسي والعسكري للجماعة. وقدم

فهد أنصاري، مدير شركة ريفر واي للمحاماة، التي تقود الطعن؛ مع دانيال غروترز، المحامي في مكتب وان بامب كورت تشامبرز، وفرانك ماغينيس، المحامي في مكتب غاردن كورت تشامبرز، قدموا طعنا من 106 صفحة إلى وزيرة الداخلية، إيفيت كوبر، يوم الأربعاء الماضي. وأكد المحامون في طعنهم أن قرار عام 2021 “سعى بوضوح إلى تحقيق أهداف سياسية من قبل وزير في الحكومة متواطئ سياسيا”.

وشدد المحامون المشاركون في القضية على أن حماس لم تدفع لهم أو للخبراء والمحامين الذين قدموا الأدلة اللازمة، إذ يحظر قانونا تلقي أموال من جماعة مصنفة كمنظمة إرهابية. وكان ماغينيس، أيضا عضوا في مجموعة من المحامين الذين قدموا يوم الاثنين شكوى تتعلق بجرائم حرب ضد 10 بريطانيين يشتبه في ارتكابهم جرائم حرب محتملة أثناء خدمتهم في الجيش الإسرائيلي في غزة.

 وفي المذكرة القانونية التي قدمتها قالت حماس إن الحظر أعاق قدرتها على التوسط في حل سياسي للصراع وخنق الحوارات الرامية إلى ضمان تسوية سياسية طويلة الأمد، وجرم الفلسطينيين العاديين المقيمين في غزة.

واستدل الاستئناف بمثال المؤتمر الوطني الأفريقي في جنوب أفريقيا والجيش الجمهوري الأيرلندي في أيرلندا الشمالية، حيث أكدت الدعوى أن الحظر “يقوض إمكانية التوصل إلى تسوية سلمية”. كما زعمت الجماعة أن تصنيفها كجماعة إرهابية ينتهك الحقوق الأساسية وله تأثير غير متناسب على حرية التعبير وحرية التجمع والمناقشة المفتوحة والتعبير السياسي، مما يخلق تأثيرا مخيفا على الأوساط الأكاديمية والصحافة والخطاب العام حول تصرفات إسرائيل في فلسطين. وبموجب قانون الإرهاب البريطاني فتوصيف جماعة ما كمنظمة إرهابية  يعني تلقائيا توصيف كل من ينتمي إلى الجماعة، أو يرتدي أو ينشر رموزها، أو يعرب عن دعمه لها أو يدعو إليه، أو ينظم اجتماعا لدعمها بأنه يرتكب عملا جنائيا.

وجاء في مذكرة حماس القانونية: ” لا تنكر حماس أن أفعالها تندرج ضمن التعريف الواسع لـ “الإرهاب” بموجب قانون الإرهاب لعام 2000. بل تشير إلى أن التعريف يشمل أيضا جميع الجماعات والمنظمات حول العالم التي تستخدم العنف لتحقيق أهداف سياسية، بما في ذلك القوات الإسرائيلية والجيش الأوكراني، وحتى القوات المسلحة البريطانية”. وجاء في المذكرة: “بالطبع، ليست كل هذه الجماعات محظورة، لأن هذ يخضع في نهاية المطاف إلى  تقدير وزير الخارجية، كما أن الانتقال إلى العملية السياسية يعوقه وصف الإرهاب، لأن التحدث مع الإرهابيين يعد من المحرمات”.

وذكرت الجماعة أيضا أن الحظر يؤثر على إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، إذ يمكن تصنيف أي شكل من أشكال المساعدة  بأنه”إرهاب” إذا “اعتبر داعما لجماعة مصنفة إرهابيا”.

وقال غروترز، أحد المحامين الثلاثة: “هناك حاجة ملحة إلى حوارات صادقة وذكية ودقيقة حول الوضع في فلسطين”. و “بغض النظر عن رأيك في حماس، فإن السياسة التي تؤدي إلى خنق النقاش غير مجدية وتشكل عقبة كبيرة أمام التوصل إلى تسوية سياسية طويلة الأمد”.

وبموجب المادة 4 من قانون الإرهاب، يمكن لأي جماعة مصنفة إرهابيا تقديم استئناف لإزالة اسمها من قائمة الحكومة للمنظمات المحظورة. ويتمتع وزير الداخلية بسلطة تقديرية لإضافة أو إزالة أي جماعة مشاركة في نزاع مسلح من قائمة المنظمات المحظورة. وإذا رفض وزير الداخلية الطلب، يمكن لحماس أن تستأنف أمام لجنة استئناف المنظمات المحظورة، حيث يمكن الطعن في القرار  بناء على أسس المراجعة القضائية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى