دراسة تحذّر: 70% من البكتيريا بغزة مقاومة للمضادات

كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة (ذا لانسيت) الطبية أن نسبة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية في قطاع غزة بلغت نحو 70%، نتيجةً للأزمة الإنسانية المتفاقمة التي يشهدها القطاع.
وأوضحت الدراسة أن هذا الارتفاع يعود إلى نقص المطهرات، وعدم انتظام إمدادات المضادات الحيوية، إضافة إلى تضرر البنية التحتية بفعل العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي سياق متصل، حذّر فريق بحثي من قطاع غزة من تفشّي أزمة صحية صامتة، بعد توثيق معدلات مقلقة من العدوى المقاومة للأدوية بين الجرحى والمصابين في مستشفى الأهلي العربي بمدينة غزة بين نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وأغسطس/آب 2024.
وشملت الدراسة، التي قادها الدكتور عبد الرؤوف المناعمة بمشاركة الباحثين هدى أبو دلال وبلال عرفان، تحليل أكثر من 1300 عينة سريرية معظمها من جروح الحرب، وأظهرت أن أكثر من ثلثيها تحتوي على بكتيريا متعددة المقاومة مثل الزائفة الزنجارية والمكورة العنقودية الذهبية والكليبسيلا.
وبيّنت النتائج ارتفاع معدلات مقاومة المضادات الحيوية الشائعة، مثل “أموكسيسيلين – كلافولانيك”، و”سيفوروكسيم”، و”ميروبينيم”، إلى جانب انتشار واسع لبكتيريا MRSA بنسبة قاربت 66%.
كما رُصدت حالات مقاومة للفانكومايسين، وهو ما يضيّق هامش الخيارات العلاجية المتاحة أمام الأطباء.
ويرى الباحثون أن تردي الأوضاع الصحية، بما في ذلك نقص التعقيم وانقطاع الكهرباء والمياه النظيفة، ساعد على تفشي العدوى داخل المستشفيات وبين الأهالي، محذّرين من أن هذه الأزمة قد تؤدي إلى ارتفاع معدلات البتر والوفيات، وربما تمتد آثارها خارج غزة إذا لم تُتخذ تدابير عاجلة.
وطالب الفريق المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف العدوان ودعم المختبرات الطبية في غزة، إضافة إلى توفير المضادات الحيوية المناسبة استناداً إلى بيانات المقاومة التي تم توثيقها ميدانياً.
وفي السياق نفسه، وصفت صحيفة (الغارديان البريطانية) النتائج بأنها “إنذار خطير” يعكس واقعاً مروّعاً يهدد الصحة العامة في القطاع المحاصر.
من جانبها، نقلت قناة (كان) الإسرائيلية عن الدراسة ذاتها تحذيرها من أن تفشي البكتيريا المقاومة قد يشكّل خطراً صحياً يمتد إلى الأسرى والمستوطنين داخل إسرائيل.
وأشارت القناة إلى أن الأسرى المصابين بجروح مهددون بمضاعفات خطيرة قد تهدد حياتهم، فيما حذّر خبراء من مركز تاوب للصحة العامة من أن الأزمة قد تطال أيضاً المستوطنين، داعين السلطات الإسرائيلية إلى التعاون مع الهيئات الدولية لمواجهة تفاقم مقاومة البكتيريا ومعالجة تبعاتها الصحية.