رئيس أركان جيش الاحتلال يلوّح بالحرب: نجبي ثمنا متصاعدا من حزب الله
لوح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، اليوم الأحد، بشن حرب شاملة ضد حزب الله اللبناني، وذلك في حالة فشل الاحتلال في “خلق واقع مختلف” تسمح بعودة سكان البلدات الإسرائيلية الواقعة في المنطقة الحدودية مع لبنان، والتي جرى إخلاؤها في إطار المواجهات المتواصلة مع حزب الله، على خلفية الحرب على غزة.
جاء ذلك في تصريحات صدرت عن هليفي خلال جولة ميدانية تفقد خلالها قواته العاملة في الضفة الغربية المحتلة، شدد خلالها على أن “عام 2024 سيكون مليئا بالتحديات، سنكون في حرب في غزة طوال العام، هذا أمر مؤكد، وهذا الأمر سيلقي بظلاله على جبهات أخرى؛ بما في ذلك في الضفة الغربية حيث ستتعزز الرغبة في إطلاق العنان للإرهاب”.
وتابع “سيكون في أيدينا إلى حد كبير مقدار ما سنتمكن من منعه، وما مدى قدرتنا على إحباطه. ما هو دورنا؟ أقصى درجات الحسم في القتال، في الإحباط، في محاربة الإرهاب، في الدخول للبيت، في قتل الإرهابي”، وقال “في الشمال، حزب الله قرر الدخول في هذه الحرب، ونحن نفرض عليه دفع أثمان باهظة، لقد دفع بالأمس سبعة قتلى، ودفع بالأمس (مهاجمة) هدفين مهمين جدًا جدًا”.
وأضاف “نحن نزيد الثمن الذي يدفعه، إن الأمر سينتهي بأن لدينا مسؤولية والتزام بإعادة سكان الشمال سالمين، هذا سيحدث إما عن طريق الضغوط التي نمارسها الآن والتي ستتزايد وسوف تقوم بالمهمة وتخلق واقعًا مختلفًا تمامًا، أو أنها سينتهي فينا الأمر بحرب أخرى. سنفعل ذلك بامتياز، على الرغم من أننا سنكون بعد معركة طويلة بالفعل”.
وأقرّ الجيش الإسرائيلي بأن هجوما صاروخيا نفذه حزب الله، أمس السبت، قد تسبّب بأضرار لقاعدة مراقبة جويّة إسرائيليّة في جبل الجرمق “ميرون”.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه “لا يوجد أي ضرر على استمرارية عمل نظام الدفاع الجوي”، مضيفا أنه بدأ بالتحقيق في الحادث، في محاولة للتحقق من كيفية الحد من حوادث من هذا النوع، وما إذا كان من الممكن منعها.
إسرائيل تبحث عن حملة عسكرية “شرعية” ضد “حزب الله”
حمَّلت الحكومة الإسرائيلية مبعوث الرئيس الأمريكي، عاموس هوكشتاين، رسالة بأنها ماضية في المسار الدبلوماسي؛ لإبعاد “حزب الله” عن الحدود، لكنها غير متفائلة من هذا المسار، وفق ما أكدته صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
وقدَّرت الصحيفة في تقرير لها، أن حالة من التشاؤم تسود أروقة السياسة الإسرائيلية بشأن رجاحة الموقف الأمريكي وتقديم واشنطن للحل الدبلوماسي. لكن أسباب التعاطي الإسرائيلي مع الموقف الأمريكي بشكل إيجابي هو أنها “تريد أن تحظى بشرعية قبل أن تقرر الذهاب لحملة عسكرية في الشمال”.
وطلب هوكشتاين من الحكومة الإسرائيلية التمسك بالحل الدبلوماسي، والذي يسعى إلى وقف جميع صور إطلاق النار، ثم الذهاب إلى مفاوضات وتفاهمات بين الجانبين.
ووفق الصحيفة، عبَّرت إسرائيل عن قناعتها بأن الضغوط الأمريكية عليها للمضي في المسار الدبلوماسي قد لا تسفر عن النتائج المرجوة، وأنها ستجد نفسها وقد اضطرت لتفعيل الخيار العسكري؛ لدفع الميليشيا اللبنانية لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701.
ولفتت إلى أن هوكشتاين بدا أكثر تفاؤلًا، وأبلغ الحكومة أن هناك قناعة بأن انتقال الجيش إلى المرحلة الثالثة من الحرب في غزة، من شأنه أن يقود “حزب الله” للكف عن التصعيد.
الحل العسكري
وأشارت الصحيفة، إلى أن الرسالة التي حملها هوكشتاين إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، أكدت على رغبة إسرائيل بنجاح الحل الدبلوماسي، ولكنها شدَّدت على أنها ستنتقل للحل العسكري لإبعاد “حزب الله” عن جنوب لبنان حين يفشل الحل الأول.
وحذَّرت تل أبيب من أنه في حال لم ينسحب مقاتلو ميليشيا “حزب الله” من الجنوب؛ فإنها لن تتمكن من إعادة مستوطني الشمال إلى ديارهم، حيث يرفضون العودة طالما مازال التهديد قائما، ومن ثم فإن هناك حاجة لحل، سياسيا كان أو عسكريا.
موقف موحد
وكان هوكشتاين قد التقى خلال الساعات الـ 48 الأخيرة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس هيئة الأمن القومي، تساحي هانغبي، والوزير رون ديرمر، ورئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي والوزير بلا حقيبة، عضو مجلس الحرب بيني غانتس.
وأوضحت الصحيفة أنه قبيل وصول المبعوث الأمريكي، اتفق المسؤولون الإسرائيليون على توحيد الموقف، والحرص على أن تكون لغة خطابهم موحدة. فيما أشارت إلى أن هوكشتاين لم يكن بحاجة لشيء آخر سوى معرفة موقف إسرائيل قبل توجهه إلى لبنان. لكنه في النهاية لم يتجه إلى بيروت، ويبدو أنه سيحدد موعدا آخر.
“حزب الله”: استهداف قاعدة ميرون حمل عدة رسائل وهناك ردرود إضافية على الاحتلال انتظارها
كشف رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” اللبناني هاشم صفي الدين عن رسائل وجهتها المقاومة باستهداف قاعدة ميرون الجوية الإسرائيلية أمس السبت.
وقال صفي الدين خلال “الاحتفال التكريمي الذي أقامه الحزب لشهيده “على طريق القدس” حسين هادي يزبك في حسينية بلدة برج الشمالي”: “استهداف قاعدة ميرون الجوية له عدة رسائل، أولا أن هذا الموقع هو موقع لهداية الطائرات، وفيه رادرات، ودعم لسلاح الجو الإسرائيلي الذي قصف الضاحية.. استهداف قاعدة ميرون هو استهداف لسلاح الجو الذي استهدف الضاحية، وهذه رسالة مباشرة”.
وأضاف أن “استهداف جبل ميرون له دلالة أنه هو أعلى مرتفع في فلسطين المحتلة، وقد اعتبره الإسرائيلي أنه محيّد أو أنه غير مكتشف أو غير معروف”.
وتابع قائلا: “حينما استهدف العدو الإسرائيلي القائد في حركة حماس الشيخ صالح العاروري وإخوانه في الضاحية الجنوبية لبيروت، أراد أن يحقق هدفا بالنسبة إليه كما قال قادته بقتل قيادي في حركة حماس. ومن أجل أن نحمي أهلنا وبلدنا.. كان الرد ضروريا وحتميّا”.
وأضاف أن “ما حصل بالأمس كما جاء في بيان المقاومة الإسلامية بأن هذا هو رد أوّلي وليس كل الرد على استهداف الضاحية، وهذا يعني أن هناك ردوداً إضافية، وعلى العدو أن ينتظرها”.
وشدد على أنه” ليس هناك قواعد محيّدة أو مستورة أمام صواريخ وقدرات المقاومة.. كل المواقع في الكيان الصهيوني هي تحت مرمى صواريخ المقاومة، وهي أهداف يمكن أن تصل إليها المقاومة.. إذا كان الإسرائيلي يعتقد في يوم من الأيام أن المقاومة لا تلجأ لاستهداف قواعد أساسية واستراتيجية كقاعدة ميرون، فنحن نقول له اليوم، إننا نستهدف أي موقع وأي قاعدة يمكن أن نرى الخطر فيها على بلدنا وشعبنا وأمتنا”.
وأوضح أن “هذه بداية الرسالة القوية، وسوف نبقي على مستوى قوتنا وإرسال الرسائل القوية من أجل أن نردع هذا العدو”.