رئيس الموساد السابق: “إسرائيل” متورطة في كارثة
في حديث متلفز بثتّه القناة العبرية 12، أطلق رئيس الموساد السابق تامير فاردو تحذيرات غير مسبوقة في حدّتها ووضوحها، بالقول إنه من أجل تفكيك دولة لا حاجة لإيران فإسرائيل متورطّة في كارثة.
جاءت تحذيرات فاردو في حديث مطوّل على خلفية السجال الإسرائيلي الساخن، والانقسام المتصاعد حول «الإصلاحات القضائية» الحكومية، التي تعتبرها المعارضة عملية انقلاب سياسي وتأسيساً لنظام دكتاتوري وفاشي.
وضمن حملته الشرسة على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو، قال فاردو إنه أسيرٌ بيد شركائه في الائتلاف الحاكم، وإنه توقّف عن الإصغاء للآخرين، والنتيجة: «انكسار كبير بدأ يتغلغل الآن، حتى إلى داخل الموساد والمؤسسة الأمنية».
وقال فاردو إن هناك تسويات وحلولاً وسطاً لم تعد ممكنة الآن، وإن نتانياهو فاقدٌ للسيطرة، وإنه يخشى «نقطة اللاعودة». إذا احتاج رئيس الموساد أن يقرّر لمن يمتثل، لرئيس الوزراء أم للقانون، فإنه، حسب رأيي، من المفترض أن يمتثل للقانون، وهذه معضلة مرعبة».
وأضاف: «بكلمة واحدة؛ نحن في مصيبة تحدث الآن، وهي في حالةِ تَكَوّن. في هذا الشهر سأبلغ السبعين من عمري، ولو كان أحدهم قد سألني قبل سنة أو سنتين أو ثلاث أن هذه ستكون صورة إسرائيل الحالية لقلت له: «أنت تهذي»، لأن إسرائيل لن تبلغ أبدا لهذه النقطة فهذا غير ممكن، ولكن ها نحن نقف أمام الخطر الوجودي الأكبر منذ 1948».
وقال فاردو إن الأعداء يجلسون على الجدران، والإيرانيين لم يلقوا بعد قنبلة نووية، ومن أجل هدم دولة وتفكيك دولة لعناصرها الأولى لا حاجة للإيرانيين، يمكن فعل ذلك بشكل مهني جداً وذاتي». وتابع: «لو شهدتْ دولةٌ معادية ما نشهده اليوم لقلت لرئيس حكومتي: اسمع، أنا لا أريد أي ميزانيات من أجل مواجهة هذه الدولة المعادية، فهي قرّرت القيام بنفسها بتفعيل جهاز التدمير الذاتي. ويمكن شطبها من قائمة أهدافنا، ولم تعد تهمني، فهي دولة في مسيرة تَفكّك، ولا حاجة للاستثمار في مواجهتها. ولا بد أن المخابرات الأميركية ستطرح صورة مشابهة عن إسرائيل للرئيس الأميركي. لا شك عندي أن هذا ما يفعلونه اليوم في طهران وفي بيروت وغزة وفي كل الدول العربية».
ويؤكد فاردو أن «الخيول قد هربت، والحظيرة التي كانت داخلها تحترق.. هذا إلغاء غلبة السلطة القضائية واستقلاليتها، وجعل كل السلطات الثلاث بيد الحكومة، كما حصل في هنغاريا وبولندا، وهذا يعني أننا نمزق «وثيقة الاستقلال» إرباً إرباً، وأساس توافقنا كإسرائيليين تم تدميره».
وضمن هجومه على نتانياهو، استذكرَ فاردو أن الأخير «سبق وأعلن سلّم أولوياته بمواجهة إيران، مكافحة غلاء المعيشة، وتسوية أزمة السكن، وتوسيع اتفاقيات التطبيع، لكن كل هذا غير موجود، وهو منشغل بإحداث انقلاب على النظام السياسي».
وتابع: «نتانياهو لا يستطيع وقف هذا الانقلاب، ولا يريد له أن يتوقف، بسبب وضعه الشخصي من الناحية القضائية. نتانياهو تغيّرَ كثيراً جداً، خصوصاً بعد انتخابات 2015، التي بدأ بعدها يتصرف كأنه هو شخصياً فاز وتغلبَ على الجميع بمفرده، وليس حزبه، ومن وقتها يتصرف بثقة مفرطة بالنفس، ولا يرى أحداً أمامه أو إلى جانبه، ويبدو أن هذه مفاعيل شعور لا ينتهي بالعظمة».
ثم سئل فاردو: «هذا يعني أنك لا ترى نتانياهو الآن يستطيع أو يرغب الضغط على دوّاسة الفرامل؟». عن ذلك قال، محلّلاً صورة الوضع الدقيق المركّب الذي تورطت فيه إسرائيل: «هو لا يريد، وهو لا يستطيع، لعدة أسباب ترتبط بما نتج خلال وبعد الانتخابات الأخيرة. فقد قام ائتلاف يريد ما نحن فيه: وزير القضاء ياريف لافين، ورئيس لجنة الدستور، سمحا روطمان، يمتلكان حلماً بتغيير النظام السياسي، وهما مصممان على ذلك، ولذا لا أرى فرصة للتفاهم، فبالنسبة لهما هذه صفقة من نوع إما تنجز أو يستقيلا ويذهبا للبيت. الأمر الثاني متعلّق بوزير الداخلية والصحة المقال والمدان بالفساد آرييه درعي، معني لدوافعه بإضعاف الجهاز القضائي، كي يتمكن من العودة لمقعد الوزير.
أما سموتريتش وبن غفير فيشكلان العنصر الأخطر في هذا الوضع، فهما يدفعان نحو تأسيس دولة شريعة، ودولة فصل عنصري أبرتهايد، وتغيير الجهاز القضائي هو وسيلة تمكّنهما من مأربهما، لأن المحكمة العليا الآن تحول دونه. أما العنصر الرابع فهم اليهود الحريديم، الذين يناصبون العداء الشديد للمحكمة العليا، ويريدون إضعافها وتقزيمها».