رئيس قبرص يبحث مع نتنياهو التطورات الإقليمية والعلاقات الثنائية واتفاقات الطاقة

ناقشت إسرائيل وقبرص، التطوّرات الإقليمية، والوضع في سورية ولبنان، بحسب ما قال رئيس قبرص، الأحد، خلال لقائه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والذي أشار إلى أن هناك دولة “جارة، تحاول التسبب في مشاكل” بالمنطقة.
جاء ذلك بحسب بيان صدر عن مكتب نتنياهو، مساء اليوم الأحد، وذكر أن نتنياهو قد التقى مع الرئيس القبرصي، نيكوس خريستودوليديس، في مكتب رئيس الحكومة في مدينة القدس المحتلة.
ووفق البيان، فقد “عقد الزعيمان في البداية، اجتماعا خاصّا، أعقبه اجتماع موسّع”.
وحضر الاجتماع من الجانب القبرصيّ كل من: وزير الخارجية كونستانتينوس كومبوس، ووزير الطاقة والصناعة جورج باباناستاسيو، ونائب وزير الشؤون الأوروبية مارلينا راون، ومستشار الأمن القومي تاسوس زيونيس، والسفير القبرصي لدى إسرائيل كورنيليوس كورنيليوس.
ومن الجانب الإسرائيليّ، شارك وزير الطاقة إيلي كوهين؛ ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، والناطق باسم رئيس الحكومة، والسفير الإسرائيلي في قبرص.
وخلال اللقاء، قال نتنياهو بحسب بيان صدر عنه، إن “هناك صداقة طويلة الأمد بين قبرص وإسرائيل، وسنتحدث عن تعاوننا في العديد من القضايا؛ السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والأمنية”.
مؤتمر ثلاثيّ مرتقب بين إسرائيل وقبرص واليونان؟
وأشار إلى أن المنطقة “تشهد تحوّلا هائلا”، مضيفا: “لقد أدت أفعالنا في الحرب إلى تغيير أشياء كثيرة على خريطة الشرق الأوسط، ولكننا لا نزال مُهدّدين من قِبل القوى المتطرفة من اتجاهات عديدة”، على حدّ وصفه.
نتنياهو ورئيس قبرص
وأضاف رئيس الحكومة الإسرائيلية “باعتبارنا دولتين ديمقراطيتين في شرق البحر الأبيض المتوسط؛ لدينا قيم ومصالح مشتركة، ونريد تأمين مستقبلنا بأفضل طريقة من شأنها تعزيز الرخاء والأمن لشعبينا”.
وذكر أن “أحد الأفكار التي تحدثنا عنها هو مشروع IMEC، وهو مشروع ثوريّ نريد تأسيسه، وقد تحدثت عن هذا الأمر مع رئيس وزراء الهند، (ناريندا) مودي، قبل بضعة أيام فقط”.
والمشروع “الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا” (IMEC)، هو شبكة شحن تتضمن نقلًا بحريًا وعبر السكك الحديد.
وأضاف نتنياهو “نريد أن نبدأ نقاشًا مشتركًا معهم، ونريد أيضًا عقد مؤتمر ثلاثيّ في إسرائيل بين إسرائيل وقبرص واليونان؛ لقد فعلنا هذا على مرّ السنين، ونريد تجديده في أقرب وقت ممكن، وهذا أحد الأشياء التي سنفعلها”.
تكرار أن “العالم أجمع” مُهدَّد من قبل الحوثيين
وقال نتنياهو إنه “في ما يتعلق بطرق التجارة، فمن المؤكد أننا والعالم أجمع مهددون من قبل الحوثيين، بما في ذلك الهجوم الشرس الذي نفذوه اليوم بالقرب من مطار بن غوريون”.
وأضاف: “لن نتسامح مع هذا، وسنتخذ إجراءات مضادة قوية للغاية ضدهم، وسنتذكر دائمًا أنهم تصرفوا بناءً على تعليمات، ودعم من راعيتهم إيران”.
وتابع: “سنفعل كل ما هو ضروري لضمان أمننا، والرد بشكل فعال، وإرسال تحذير مناسب إلى إيران بأننا لن نتسامح مع مثل هذا الأمر”.
وقال رئيس قبرص، نيكوس كريستودوليديس: “أنا هنا لمناقشة اتفاقياتنا الثنائية الممتازة. إننا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود في مجالات الأمن والاستخبارات والسياحة والتجارة”.
وأضاف: “سنعمل أيضًا على زيادة السياحة القبرصية إلى إسرائيل، ونحن بحاجة إلى مناقشة التطورات الإقليمية، في ما يتعلق بالوضع في سورية ولبنان”.
وذكر أن “هناك دائمًا جار يحاول التسبب في مشاكل في منطقتنا، وسنتبادل الانطباعات حول ذلك، وسوف نناقش أيضًا اتفاقيتنا المشتركة مع اليونان، وحتى تشمل دولًا أخرى مثل الهند، أو الولايات المتحدة، كما فعلنا في الماضي”.
وقال إنه “اعتبارًا من الأول من كانون الثاني/ يناير 2026، سنتولى رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي، ونريد أن نزيد الوعي حول أهمية المنطقة في بروكسل، لذلك لدينا جدول أعمال كامل لمناقشته”.
الاتفاق على التوقيع على مشروع مد كابل كهرباء من إسرائيل لقبرص
وذكر بيان مشترك صدر عن مكتب نتنياهو ووزارة الطاقة الإسرائيلية، أنه “في اللقاء الدبلوماسي الذي عقد اليوم بين نتنياهو والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس بمشاركة وزير الطاقة إيلي كوهين، ونظيره القبرصي جورج باباندريو، تم الاتفاق على التوقيع هذا العام على مشروع مدّ كابل الكهرباء، الذي سيربط البلدين في المستقبل من قبرص إلى أوروبا”.
وأضاف البيان أن “مدّ كابل الطاقة، يعدّ ذا أهمية كبيرة من حيث أمن الطاقة، حيث تعتبر إسرائيل ’دولة جزيرة’ من حيث مفهوم الطاقة، ولأن ممرّ البنية التحتية، سيشكل اتصالا بين الشرق والغرب، وبين الهند وأوروبا”.
كما ناقش الاجتماع “اتفاقية تقسيم حقل الغاز ’أفروديت-يشاي’ بين البلدين، والتي وصلت إلى مرحلة متقدمة من المفاوضات، ومن المتوقع توقيعها خلال الشهرين المقبلين”، وفق البيان ذاته.