رويترز: رئيس أركان الجيش الإسرائيلي عارض توسيع نطاق الحرب في غزة

أفادت وكالة “رويترز” بأن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير عارض خلال جلسة مشاورات أمنية يوم أمس الثلاثاء مقترح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول الاحتلال الكامل لقطاع غزة.
ونقلت الوكالة عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين قولهم: “عارض زامير اقتراح نتنياهو السيطرة على بقية المناطق التي لا يسيطر عليها الجيش في غزة، وذلك في اجتماع شابه التوتر استمر ثلاث ساعات يوم الثلاثاء”.
وأفادت المصادر ذاتها، التي اشترطت عدم الكشف عن هويتها، بأن زامير حذر من أن تنفيذ هذا التوجه قد يفضي إلى انخراط طويل الأمد للجيش في القطاع، الذي كان قد انسحب منه قبل نحو 20 عاما، كما قد يُعرض حياة الرهائن المحتجزين في غزة للخطر.
وبحسب المصادر، ردّ نتنياهو الذي يدفع باتجاه توسيع العمليات العسكرية على تحذيرات زامير بالإشارة إلى أن الجيش لم ينجح حتى الآن في تحرير الرهائن.
وفي السياق ذاته، نقلت “رويترز” عن مصدر رابع أن رئيس الوزراء يعتزم تصعيد الحملة العسكرية في غزة بهدف زيادة الضغط على حركة “حماس”.
من جانبه، قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس، في منشور عبر منصة “إكس” اليوم الأربعاء: “من حق، بل من واجب رئيس الأركان، التعبير عن رأيه، لكن في نهاية المطاف، الجيش سينفذ قرارات الحكومة حتى تحقيق كافة أهداف الحرب”.
وأكد مكتب رئيس الوزراء انعقاد اجتماع بين نتنياهو وزامير، لكنه امتنع عن التعليق عليه، كما لم يصدر رد من الجيش الإسرائيلي على استفسارات “رويترز”.
ومن المتوقع أن يواصل نتنياهو مناقشة الخطط العسكرية بشأن غزة مع وزراء آخرين يوم الخميس، في ظل تزايد الضغوط السياسية داخل ائتلافه الحاكم، الذي يُعدّ الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، وسط تهديد بعض الشركاء بالانسحاب من الحكومة في حال توقف الحرب.
ومساء الاثنين الماضي، نقلت القناة “12” العبرية الخاصة عن مسؤولين بمكتب نتنياهو لم تسمهم، أن الأخير اتخذ قرارا بالاحتلال الكامل لقطاع غزة، وتوسيع العمل العسكري بضوء أخضر أمريكي ضد “حماس”، لمناطق يُعتقد أن الأسرى الإسرائيليين موجودون فيها.
وكان نتنياهو قد صرّح في مايو الماضي بأن إسرائيل “ستسيطر على غزة بالكامل”، فيما تشير تقديرات الجيش إلى أنه يفرض حاليا سيطرته على نحو 75% من القطاع، بعد ما يقرب من عامين على اندلاع الحرب، التي بدأت في أكتوبر 2023.
وفي رد فعل دولي، أعربت الأمم المتحدة عن “قلق بالغ” إزاء التقارير التي تتحدث عن احتمال توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، إذا ما تأكدت صحتها.
يذكر أن الجيش الإسرائيلي ينفذ منذ 17 مايو الماضي، عدوانا بريا باسم “عربات جدعون”، يتضمن التهجير الشامل للفلسطينيين من مناطق القتال، بما فيها شمال غزة إلى جنوب القطاع، مع بقاء الجيش في أي منطقة يحتلها.