اخبار

سوليفان: على “إسرائيل” إنهاء الحرب بالكامل ووقف المجاعة في غزة

دعا مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، جيك سوليفان، الحكومة الإسرائيلية إلى إنهاء الحرب على غزة بشكل كامل وتنفيذ تبادل أسرى، وألمح إلى أن إسرائيل هي المسؤولة عن المجاعة في غزة وعليها أن تمنعها، حسب مقاله المنشور في صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم، الجمعة.

وكتب سوليفان مخاطبا المواطنين الإسرائيليين أن “على قادتكم أن يضعوا على الطاولة مقترحا جديدا وإعادة جميع المخطوفين إلى الديار مقابل وقف إطلاق نار دائم، وإنهاء مطلق للقتال”.

وأضاف أن “إسرائيل قوية اليوم، وأعداءها ضعفاء. لكن إسرائيل لم تترجم إنجازاتها العسكرية إلى إستراتيجية تضمن أمنا طويل المدى لمواطنيها. القادة الإسرائيليون يتطلعون إلى حرب بلا نهاية، ستحقق إنجازات عسكرية ضئيلة، تكاد تكون غير مرئية، بثمن كارثة إنسانية متواصلة وقتل رهيب لفلسطينيين أبرياء. وعزلة إسرائيل الدولية تنتشر وتتعمق وتشتد، وهذا الأمر يمس بأمنها ورفاهيتها في المدى البعيد. كما أن استمرار القتال يمنع أي إمكانية لرؤية إيجابية للاستقرار والتطبيع الإقليمي”.

وشدد سوليفان على أن “الهدف الإسرائيلي في المفاوضات ينبغي أن يتجاوز وقف إطلاق نار لستين يوما فقط وأن يشمل مقترحا شجاعا وفوريا: إنهاء الحرب، مقابل إعادة سريعة لجميع المخطوفين الأحياء وغير الأحياء. وبدون نقاشات أخرى حول مراحل. وبدون تصريحات أخرى لوزراء إسرائيليين بموجبها بالإمكان استئناف الحرب بعد شهرين. وبهذا المقترح، حماس تنقل السيطرة الإدارية في غزة إلى جهة فلسطينية مدعومة من دول المنطقة. والمجتمع الدولي سيساعد في المهمة الهائلة لإعادة إعمار غزة”.

وتابع أن “حماس ستكون ملزمة بالموافقة على صفقة كهذه، خاصة إذا جندت الولايات المتحدة العالم لدعمها ولممارسة ضغط كبير على حماس”.

وحول بقاء مقاتلي حماس في غزة، اعتبر سوليفان أن “وقف إطلاق النار في جنوب لبنان أثبت أن بإمكان إسرائيل أن تشعر آمنة بدون قتل جميع مخربي حزب الله، وهذا هدف عسكري غير قابل للتحقيق أصلا. وبإمكان إسرائيل أن تعمل بالطريقة نفسها مقابل حماس أيضا”.

واعتبر أنه في حال أعادت حماس تسليح نفسها، بإمكان إسرائيل “تطبيق الإستراتيجية التي تتبعها في لبنان، لمنع نقل أسلحة إلى حزب الله، في غزة. وعمليا، إسرائيل موجودة في موقع أفضل من أجل منع إعادة تسلح حماس، لأن لديها سيطرة أوسع بكثير على حدود غزة من سيطرتها على حدود لبنان. كما أن بإمكان إسرائيل أن تبلور إستراتيجية دبلوماسية مع الدول العربية التي دعت لأول مرة إلى نزع سلاح حماس”.

وأشار سوليفان إلى أن “البديل لإنهاء الحرب هو استمرار حرب لا نهائية، بثمن أخلاقي وإستراتيجي باهظ لإسرائيل، من دون إنجاز حقيقي باستثناء الهدف الحقير وغير المقبول لليمين المتطرف: تدمير غزة بالكامل وتقليص سكانها، وإقامة مستوطنات. وعلى إسرائيل أن تثبت أنها لا تسعى إلى ذلك، وإلا سترى أن أصدقاءها يتحولون إلى منتقديها”.

وشدد على أن “التعقيدات التي تواجهها إسرائيل في ميدان القتال هذا لا تبرر الواقع الصادم الذي فيه يتضور الأبرياء جوعا. لا شيء يبرر ذلك. واستمرار الحرب يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية. وأنا على اتصال مع مسؤولين إسرائيليين بشأن المعاناة العميقة لفلسطينيين أبرياء، وخاصة الأطفال. وشاهدنا في الأشهر الأخيرة حصارا متواصلا على دخول منتجات أساسية إلى القطاع كله، وبعد ذلك تطبيق خطة غير منظمة لتوزيع مساعدات والتي أضرت بصورة مخزية بالمواطنين الفلسطينيين وتسببت بثمن بشري رهيب”.

ورفض سوليفان ادعاءات إسرائيل بعدم مسؤوليتها عن التجويع في غزة، وأكد على أن “الحقيقة هي أن إسرائيل هي التي تسيطر عسكريا على غزة، ولذلك ملقاة عليها المسؤولية لإنشاء ظروف تسمح لأفراد إغاثة إنسانية مهنيين بتوزيع مساعدات لمواطني غزة بصورة آمنة”.

وأضاف أن “الخطوات الأخيرة، مثل هدن إنسانية، هي خطوات في الاتجاه الصحيح. لكن المقياس الوحيد الهام هنا هو ليس المجهود وإنما النتيجة. وإذا كانت المساعدات لا تصل إلى من يحتاجها، يتعين على إسرائيل أن تعمل من أجل وصولها للمحتاجين. فعندما تقرر إسرائيل حل مهمة معقدة وخطيرة وشائكة، فإنها تثبت مرة تلو الأخرى قدرتها على تنفيذ ذلك. وأنت لا تسمع قادة إسرائيل يقولون إن ’هذا ببساطة صعب للغاية’ حول أمر يهمهم. وهذه إجابة غير مقبولة لهذه الأزمة الإنسانية”.

وتابع سوليفان أن “أساس المشكلة، بالطبع، هو استمرار الحرب. والمعاناة لن تنتهي طالما أن الحرب لا تنتهي. وأقول مرة أخرى، لا توجد لهذه الحرب غايات أخرى هدفها الدفاع عن أمن إسرائيل. ولذلك أدعو إلى تغيير التوجه الإسرائيلي، وإنهاء الحرب بالكامل وإعادة جميع المخطوفين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى