اخبار

صحيفة عبرية : النفط من أذربيجان يصِل لأنقرة وبعدها لإسرائيل..

نقلاً عن محافل إسرائيليّة رسميّةٍ، وُصِفَت بأنّها رفيعة المستوى، كشف موقع (غلوبس) العبري في تقريرٍ على موقعه الرسميّ أنّ صادرات النفط من أذربيجان إلى إسرائيل عبر تركيا ما زالت مستمرةً رغم المقاطعة، التي أعلن عنها الرئيس التركيّ، رجب طيّب أردوغان، في شهر أيّار (مايو) من العام الماضي، والتي أكّد فيها قطع جميع العلاقات التجاريّة مع دولة الاحتلال احتجاجًا على العدوان ضدّ قطاع غزّة.
وقال الموقع العبريّ، المتخصص في الاقتصاد، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، إنّ تركيّا لم توقف بعد تحميل ناقلات النفط من ميناء جيهان في تركيا إلى إسرائيل، حيث يصل النفط من خلال أنبوب من باكو (أذربيجان) – تبليسي (جورجيا) – جيهان (تركيا) ثم يتم تحميله في ميناء جيهان على ناقلات النفط إلى حيفا.
وأفاد، نقلاً عن المسؤولين الإسرائيليين ذاتهم، بأنّه وفي كانون الثاني (يناير) من العام الفائت، على سبيل المثال، احتلت إسرائيل المركز الأول في جدول أهداف صادرات النفط الأذربيجانيّة بواقع 523.5 ألف طن بقيمة نحو 297 مليون دولار.

 

وأشار موقع (غلوبس) إلى أنّ أذربيجان تعد موردًا مهما للنفط إلى إسرائيل إلى جانب كازاخستان، كما تعتمد تل أبيب أيضًا على مصادر أخرى للنفط مثل نيجيريا.
وأوضح الموقع العبري أنّ السبب وراء عدم مساس تركيا بإمدادات النفط إلى إسرائيل لا يكمن في مصلحة أنقرة مع تل أبيب وإنّما في مصلحتها مع أذربيجان.
وأوضح (غلوبس) في السياق أنّ الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف يتمتع بعلاقةٍ ممتازةٍ مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ولكن ليس أقل من ذلك مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

 

وبشكلٍ عامٍ، العلاقات بين أنقرة وباكو عميقة وتقوم على فكرة “أمة واحدة، دولتان” (بير ملت، إيكي دولت)، وفق ما ذكره الموقع العبري.
هذا، وأكّد موقع (غلوبس) أنّ إسرائيل تعد موردًا مهمًا جدًا للمعدات العسكرية لأذربيجان وتشمل هذه مجموعة واسعة من المنتجات بدءا من الطائرة دون طيار (هاروب)، وصواريخ (لورا) وحتى شراء أذربيجان نظام الدفاع الجوي (باراك إم إكس) من الصناعات الجوية الإسرائيلية في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي مقابل 1.2 مليار دولار.
ويمكن أنْ يضاف إلى ذلك بيع قمريْن صناعييْن من قبل شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية إلى أذربيجان في أكتوبر مقابل 120 مليون دولار.
جدير بالذكر أنّ أنقرة أعلنت يوم الخميس الثاني من أيّار (مايو) من العام الفائت رسميًا قطع جميع العلاقات التجارية مع إسرائيل، وشددت على أنّه لن يتم التراجع عنه إلّا بعد ضمان عدم انقطاع إمدادات المساعدات الإنسانيّة إلى القطاع.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكّد في أيّار (مايو) الفائت أنّ بلاده لا تسعى إلى العداء أو الصراع مع أيّ دولةٍ في المنطقة.
وتعليقًا على قرار وقف التجارة مع إسرائيل، قال أردوغان خلال استقباله مجلس إدارة جمعية الصناعيين ورجال الأعمال المستقلين (موصياد) في قصر دولمة بهجة بإسطنبول: “لا نسعى إلى العداء أو الصراع مع أيّ دولةٍ في منطقتنا، كما لا نريد أنْ نرى الصراع والدماء والدموع فيها”.
وأضاف “سنتابع نتائج هذه الخطوة بالتنسيق والتشاور مع عالَم الأعمال لدينا”، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه “لدينا هدف واحد هو إجبار حكومة بنيامين نتنياهو الإسرائيليّة التي خرجت عن السيطرة بدعمٍ عسكريٍّ ودبلوماسيٍّ من الغرب، على وقف إطلاق النار في قطاع غزة”.
وأشار أردوغان إلى أنّ الخطوة التركية ستكون مثالاً للدول الأخرى المنزعجة من الوضع الحالي في غزة.
وكان الرئيس التركيّ قد صرح بأنّ حجم التجارة السنويّ مع إسرائيل كان 9.5 مليار دولار لكنّنا اعتبرنا أنّ هذه التجارة غير موجودة وبدأنا مرحلة جديدة بقطع العلاقات التجارية.
وذكر في تصريحات للصحفيين: “ما يحدث من تطورات من طرف إسرائيل بحق الفلسطينيين لا يمكن قبوله، وإسرائيل قتلت حتى الآن نحو 40 ألف فلسطيني.. كمسلمين، لا يمكننا الصمت على هذه الجرائم”.
وتابع: “خطوة قطع العلاقات التجارية مع إسرائيل كانت لازمةً، وتمّ اتخاذها، حجم التجارة السنويّ مع إسرائيل كان 9.5 مليار دولار، ونحن اعتبرنا أنّ هذه التجارة غير موجودة، وبدأنا مرحلة جديدة”، على حدّ تعبيره.
واليوم، بات واضحًا وجليًّا أنّ الكلام عن المقاطعة لا يتعد كونه فارغًا من أيّ مضمونٍ، وأنّ التعاون الإسرائيليّ-التركيّ ما زالت مستمرًا وبنفس الوتيرة، علمًا أنّ تركيّا كانت أوّل دولةٍ إسلاميّةٍ تعترف بالكيان في الأمم المُتحدّة عام 1949، وهي عضو في حلف شمال الأطلسيّ (الناتو) وصديقة حميمة جدًا لرأس الأفعى، أمريكا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى