غالانت: لن تسيطر “إسرائيل” على غزة بأيّ طريقة مدنيّة..
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال لقائه وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، اليوم الإثنين، إن الهجمات التي يشنّها الحوثيون في البحر الأحمر؛ “تهديد لحرية الملاحة في العالم أجمع”، فيما قال الأخير إن واشنطن “تقود قوة عمل متعددة الجنسيات لدعم المبدأ الأساسي لحرية الملاحة”، فيما قال وزير الأمن الإسرائيليّ، يوآف غالانت، إن إسرائيل “لن تسيطر على غزة بأيّ طريقة مدنيّة”،كما أنها “لن تتردّد بالهجوم بلبنان بحال تعذُّر حلّ دبلوماسيّ” مع حزب الله.
جاء ذلك في تصريحات أدليا بها، قبيل بداية الاجتماع الموسّع مع أعضاء “كابينيت الحرب”، في مقرّ وزارة الأمن الإسرائيلي في تل أبيب.
وقال نتنياهو: “إننا نخوض حربا حضارية ضد البربرية. أستطيع أن أقول إنني عندما تحدثنا أشرت مجدّدا إلى التزام إسرائيل بتحقيق النصر الكامل على حماس”.
وأضاف: “نعتقد أن هذه ليست حربنا فقط، بل حربكم أيضًا من نواحٍ عديدة، لأنكم تقودون قوى الحضارة في العالم”.
وتابع: “إنها معركة ضد المحور الإرهابي الإيراني الذي يهدد الآن بإغلاق المعبر البحري في مضيق باب المندب؛ وهذا يشكّل تهديدا لحرية الملاحة في العالم أجمع. وإنني أقدر حقيقة قيامكم باتخاذ الإجراءات اللازمة لفتح المضيق. وهذه ليست مصلحة إسرائيلية فحسب، بل مصلحة العالم المتحضّر برمّته”.
وقال نتنياهو: “أشكركم على الدعم الذي تظهرونه باستمرار، وأرحّب بفرصة مناقشة الأشياء الأخرى التي نقوم بها لتعزيز مصالحنا”.
أوستن: نحتاج إلى توزيع المساعدات في غزة بشكل أفضل
بدوره، قال أوستن: “هذه هي زيارتي الرابعة لإسرائيل كوزير للدفاع، والزيارة الثانية منذ ذلك اليوم الرهيب في السابع من (تشرين الأول) أكتوبر”.
وأضاف: “أنا هنا لأؤكد على ما قاله الرئيس (جو) بايدن مرارا وتكرارا: إن التزامنا تجاه إسرائيل لا يقبل الشكّ”.
وقال: “أعلم أن إسرائيل دولة صغيرة ومتماسكة، وأعلم أن جميع مواطني إسرائيل تأثروا بالشر الهائل الذي ارتكبته حماس… أنا هنا أيضًا لأقف إلى جانب عائلات الذين لا يزالون في غزة، بما في ذلك المواطنين الأميركيين”.
وذكر أن “التزام أميركا تجاه إسرائيل قويّ؛ ولا تدع أيّ شخص أو منظّمة أو بلد يختبر تصميمنا (على ذلك)”.
وأشار إلى أن واشنطن في البحر الأحمر “قوّة عمل متعدّدة الجنسيات، لدعم المبدأ الأساسي المتمثل في حرية الملاحة… ويجب أن يتوقف دعم إيران لهجمات الحوثيين على السفن التجارية”.
وشدّد على مواصلة “تزويد إسرائيل بالمعدات اللازمة حتى تتمكن من الدفاع عن بلدك، بما في ذلك الذخيرة، والمركبات التكتيكية، وأنظمة الدفاع الجوي”.
وأضاف أوستن: “سنواصل دعم مهمة إسرائيل في تحديد مكان جميع المختطَفين وإطلاق سراحهم. وأنا هنا أيضًا حتى نتمكن من مناقشة السبل التي يمكننا من خلالها دعم إسرائيل على أفضل وجه في طريقها إلى الأمن المستدام، وهذا يعني الاهتمام بالاحتياجات العاجلة أولا، وعلينا أن نضمن وصول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى مليوني نازح في غزة، كما نحتاج إلى توزيع هذه المساعدات بشكل أفضل”.
وشارك في الاجتماع الموسع من الجانب الإسرائيلي بالإضافة إلى نتنياهو، كل من وزير الأمن، يوآف غالانت، والوزير في “كابينيت الحرب” بيني غانتس، والوزير غادي آيزنكوت، وعضو الكنيست أرييه درعي، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، وسكرتير الحكومة، يوسي فوكس، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، والسكرتير العسكري لرئيس الحكومة، آفي غيل، والمستشار السياسي، أوفير فليك.
فيما شارك من الجانب الأميركيّ كل من أوستن ورئيس هيئة الأركان المشتركة، تشارلز براون، والمبعوث الخاص للشؤون الإنسانية، دافيد سترافيلد،ونائب السفير الأميركي لدى إسرائيل ستيفاني آلت.
غالانت: لن تسيطر إسرائيل على غزة بأيّ طريقة مدنيّة.. لن نتردّد بالهجوم بلبنان
وقال غالانت في المؤتمر الصحافي المشترَك مع وزير الدفاع الأميركي، إن “حماس وحزب الله والحوثيين يتم تمويلهم وتدريبهم من مصدر شرّير واحد؛ إيران”، على حدّ وصفه.
وأضاف أن “عمليات الجيش الإسرائيلي ضد قيادة حماس في خان يونس تتجاوز مراحل الحرب، وستستمر حتى تحقيق الهدف؛ العالم يراقب وكذلك جيراننا”.
وقال إنه “تم استثمار ملايين الدولارات في غزة، وتم تحويل الأموال المخصصة للبنية التحتية المدنية إلى مشروع الأنفاق… وسنستمر حتى نحقق أهدافنا. كلانا يعرف مدى تعقيد الحرب وأنها تستغرق وقتا”.
وفي ما يخصّ الوضع على الحدود الشمالية للبلاد، وتوصُل تبادل إطلاق النار مع حزب الله، قال غالانت: “لن نتردد في الهجوم إذا لم يتم التوصل إلى حل دبلوماسيّ مرضٍ للحدود الشماليّة”.
وأشار إلى أن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، “ليست سوى جهد ثانوي لإيران؛ وتتركز جهودها الرئيسية على الحصول على سلاح نوويّ”.
وأضاف: “نحن ندرك ذلك، ومستعدّون للدفاع عن أنفسنا، وأعداؤنا يراقبوننا. نحن صامدون وسننتصر في كل جبهة”.
وقال غالانت إن “إسرائيل والولايات المتحدة لم يكن لديهما مثل هذه الأهداف المشتركة على الإطلاق.
وزعم أن “هذه الحرب ليست حربًا ضد مواطني غزة. نحن نقاتل عدوا قاسيا يختبئ وراء مواطنيه”. وأضاف: “نحن نعمل على تقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين، ونعمل أيضًا على إيصال المساعدات الإنسانية”.
وأشار غالانت إلى أنه “في كل مرة نتحدث عن المشاكل الإنسانية، يجب أن نذكر المختطفين (الرهائن الإسرائيليين) الـ129 في غزة”.
عن “اليوم التالي” في غزة
وأشار غالانت إلى ما يُصطَلح على تسميته بـ”اليوم التالي” للحرب، قائلا إنه “من المهم إنشاء شيء آخر في غزة، ولهذا السبب عقدنا هذه الاجتماعات مع الأميركيين”.
وأضاف: “نعلم أن حماس لن تسيطر على غزة. ونعلم أنه ستكون لدينا الحرية في تحييد أي تهديد مستقبليّ، وأنه لن يكون هناك تهديد عسكري لإسرائيل من غزة”.
وذكر أن “إسرائيل لن تسيطر على غزة بأي طريقة مدنية”، مضيفا: “نحن نبني البنية التحتية (تمهيدا) للسيطرة (على قطاع غزة) من قبل كيان دوليّ”.
أوستن: يتوجّب على طهران “التراجُع خطوة إلى الوراء”.. ومحاكمة المستوطنين المعتدين بالضفة
وفي المؤتمر المشترك أشار إلى أوستن إلى عنف المستوطنين “المتطرفين” في الضفة الغربية المحتلة، وقال إن “الهجمات التي يشنها المتطرفون في الضفة الغربية يجب أن تنتهي، ويجب تقديم المهاجمين إلى العدالة”.
وأضاف: “لقد دفع الجميع ثمنا مؤلما للغاية للعودة إلى واقع السادس من تشرين الأول/ أكتوبر. إن الإسرائيليين والفلسطينيين يستحقون الأمل، وسنواصل العمل مع الإيمان بأن الدولتين تصبّ في المصلحة المشتركة للإسرائيليين والفلسطينيين”.
وذكر أن “عدم الاستقرار وانعدام الأمن لا يصب إلا في مصلحة حماس”، مشيرا إلى أن “الولايات المتحدة تعمل على التأكُّد من أن الصراع لا يعبر حدود غزة”.
وقال إن “واشنطن ليست معنيّة بالحرب، وندعو إيران إلى التراجُع خطوة إلى الوراء”.
وأضاف أن “تكون الديمقراطيات قوية وآمنة عندما نتصرف وفقًا لقوانين الحرب. وسنواصل دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها إلى جانب تقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين، وتقديم المساعدات الإنسانية”.
غانتس: إسرائيل لن تقبل تهديد حزب الله… نشدّد على الدور الحاسم للمجتمع الدوليّ
في السياق، التقى غانتس أوستن، قبيل بدء الاجتماع الموسّع، وشكره على “زيارته لإسرائيل وعلى التزامه والرئيس بايدن بأمن إسرائيل وعودة المختطفين، ووقوفهما إلى جانب إسرائيل في هذا الوقت”.
وبحسب بيان صدر عن مكتبه، فقد أشار غانتس إلى “أهمية مواصلة تطوير البنية الإقليمية، مع التركيز على الساحة البحرية، من أجل الحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط بأكمله”.
وذكر غانتس أن “إسرائيل لن تكون قادرة على قبول التهديد الذي تشكله منظمة حزب الله الإرهابية على حدودها الشمالية، وشدد على الدور الحاسم للمجتمع الدولي في هذا الشأن”.