اخبار

غزة: 71 شهيدا منذ الفجر

 طغى لون الدماء التي نزفت من ضحايا الغارات الإسرائيلية على بقع كبيرة من المناطق المستهدفة في قطاع غزة، في مشهد وثّق حجم المجازر الخطيرة التي تقترفها قوات الاحتلال، وذلك في ظل التصعيد الخطير الذي تشهده كافة مناطق القطاع منذ يومين.

وذكرت مصادر طبية أن 71 فلسطينياً استشهدوا في مناطق عدة في قطاع غزة منذ فجر الثلاثاء.

وأعلنت وزارة الصحة في وقت سابق عن وصول 100 شهيد و513 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليرتفع بذلك عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 61,599 شهيدًا و154,088 إصابة منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023.

ودلّت اللقطات المصوّرة للحظات الأولى لاستهداف الطيران الحربي الإسرائيلي مجموعة من المواطنين في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، على حجم الجريمة، حيث غطّت بقع الدماء التي تشكّلت بعد أن سالت من أجساد الضحايا لأمتار في ذلك المكان. ووسط حالة من الصدمة، شرع الأهالي بنقل الضحايا – وهم أربعة شهداء وعدد كبير من المصابين- في عرباتهم الخاصة على عجل إلى مشافي المدينة.

وذكر شهود من المنطقة أن غارة جوية استهدفت مجموعة من المواطنين قرب بركة الشيخ رضوان، حيث دوى في المنطقة صوت انفجار كبير أحدث حالة من الخوف والهلع في صفوف السكان والنازحين القاطنين هناك، قبل أن يتضح حجم المجزرة الخطير. وقال أحد الشهود لـ «القدس العربي» ممن حضروا إلى المكان لانتشال الضحايا، إن حجم الدماء التي نزفت من الضحايا كان كبيرًا جدًا، وذلك بعد أن أصابت شظايا الصواريخ الكثير ممن وجدوا في المكان، مضيفاً: «كنا نسير فوق بقع الدماء»، مشيراً إلى أن الإصابات كانت خطيرة، وأنهم واجهوا صعوبات في نقل الضحايا إلى المشافي.

وقد جاءت هذه المجزرة في الوقت الذي كان فيه جيش الاحتلال يصعّد بشكل خطير من المجازر والهجمات ضد قطاع غزة، حيث ارتقى أربعة شهداء وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في حي الدرج وسط المدينة. كما ارتقى ثلاثة شهداء وأصيب آخرون بجراح مختلفة جراء استهداف طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين في محيط شارع المغربي في حي الصبرة جنوبي المدينة.

أما في حي الزيتون، حيث يواصل جيش الاحتلال هجماته العنيفة من أجل ترحيل السكان قسراً، فقد استشهد 7 مواطنين جراء استهداف منزلين في الحي، وتلا ذلك ارتقاء 4 شهداء وعدد من المصابين جراء قصف طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة الحصري قرب مسجد الفاروق في الحي الواقع جنوب شرق المدينة.

وفيات جديدة تجويعا بينهم أطفال… وعمليات للمقاومة

وفي قصف آخر استهدف المنطقة الغربية للمدينة، ارتقى شهيدان وأصيب عدد من المواطنين جراء قصف من مسيّرة إسرائيلية على مجموعة من المواطنين قرب مفترق العباس.

وفي ظل المجازر التي ضربت غالبية أحياء المدينة، كان الطيران الحربي يشن غارات جوية استهدفت عدة منازل ومناطق في المدينة، من بينها منزل لعائلة دلول في حي الصبرة، أسفرت – حسب الدفاع المدني – عن عدة إصابات، كما قصف الطيران الحربي منزلًا في مخيم الشاطئ، وعدة مناطق في حيي الشجاعية والتفاح شرقًا، حيث استُهدفت بالطيران الحربي والمدفعية، ولا يزال الجيش الإسرائيلي يتوغّل على أطراف الحيين القريبة من الحدود.

استهداف المجوّعين

وترافقت تلك الغارات مع استمرار عمليات نسف المنازل القريبة من منطقة التوغّل، حيث سُمع دوي انفجارات عالية ناجمة عن عمليات النسف، تلاها تصاعد للدخان الكثيف، مما يزيد من حجم المأساة الإنسانية هناك، بعد أن دمّر الجيش الإسرائيلي أكثر من 80% من منازل المناطق الشرقية، كما جرت عمليات نسف لمنازل أخرى في محيط شارع 8 جنوبي مدينة غزة.

وفي وسط قطاع غزة لم يكن المشهد مختلفًا عمّا تعانيه مدينة غزة، حيث أعلن «مستشفى العودة» في مخيم النصيرات عن استقبال 3 شهداء و7 إصابات جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي تجمعات المواطنين بالقرب من نقطة توزيع المساعدات على شارع صلاح الدين، في المنطقة القريبة من «محور نتساريم». كما أُعلن عن استشهاد مواطن في استهداف مسيّرة إسرائيلية مركبة في مدينة دير البلح.

وفي المحيط، استهدفت قوات الاحتلال بغارة جوية منطقة شرق مخيم البريج، كما قامت طائرة مروحية بإطلاق النار على المنطقة القريبة من الحدود، وتعرضت كذلك المناطق الشمالية لمخيم النصيرات لقصف مدفعي عنيف.

في الموازاة، استمرت هجمات الاحتلال أيضًا على مدينة خان يونس جنوبي القطاع، حيث ارتقى 5 شهداء – بينهم نساء – من عائلتي الشواف وأبو لطيفة، بينهم رجل وزوجته ونجله من العائلة الثانية، كما أصيب آخرون، جراء قصف من مسيّرة إسرائيلية على خيمة تؤوي نازحين في حارة المجايدة في مواصي غربي المدينة.

ونعت المديرية العامة للدفاع المدني ضابط الإطفاء في مركز بني سهيلا عبد الرحمن ماهر أبو لطيفة، الذي ارتقى في المجزرة مع والديه، وقالت إنه باستشهاده يرتفع إجمالي شهداء الدفاع المدني في محافظات القطاع إلى 137 شهيدًا منذ حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة.

كذلك وصل شهيدان – أحدهما طفل – وعدد من الإصابات إلى «مستشفى الكويت التخصصي الميداني» جراء قصف إسرائيلي استهدف خيام النازحين في محيط منطقة الصناعة غربي المدينة، كما استشهد مواطن بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من مركز مساعدات الطينة جنوبي مدينة خان يونس.

واستشهد 5 مواطنين من عائلات المسلمي وعواد والشاعر ونعنع – بينهم نساء – وأصيب عدد آخر، جراء قصف استهدف منطقة مواصي خان يونس.

كما شن الطيران الحربي عدة غارات على مناطق وسط المدينة التي تتعرض أيضًا لتوغّل بري، وأبلغ مواطنون عن غارة جوية استهدفت أبراج «مدينة الشيخ حمد» السكنية، وكذلك حي الأمل الذي تعرض أيضًا لقصف مدفعي. وترافق ذلك مع عمليات قصف مدفعي وإطلاق نار كثيف على المناطق الشرقية التي تتعرض أيضًا لهجوم بري عنيف، حيث سُمع دوي انفجارات عالية جراء نسف مبانٍ في تلك المناطق.
وأطلقت قوات الاحتلال سراح 10 أسرى كانت قد اعتقلتهم خلال فترة الحرب الماضية من مناطق عدة في قطاع غزة خلال عمليات التوغّل البري. وعلى الفور، نُقل الأسرى المفرج عنهم إلى «مستشفى شهداء الأقصى» في دير البلح، حيث خضعوا لكشف طبي، واشتكى الأسرى المفرج عنهم من تعرضهم للتعذيب الشديد ومن ضعف أجسادهم بسبب سوء التغذية وحرمانهم من العلاج.

وفيات الجوع

وفي دلالة على حجم المأساة واستمرار التجويع جراء الحصار الإسرائيلي، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل خمس وفيات – بينهم طفلان – نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 227 شهيدًا، من بينهم 103 أطفال.
وطالب عدنان أبو حسنة، الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا»، بالسماح للأمم المتحدة – بما في ذلك منظمته الأممية التي تعد أكبر منظمة أممية عاملة في قطاع غزة – بالقيام بعملها المنقذ للحياة في غزة. وأكد «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية – أوتشا» أن الهجمات المتواصلة على غزة تعرض المدنيين للخطر مع تفاقم سوء التغذية.

هجمات المقاومة

وتصدّيًا لهجمات الاحتلال، أعلنت «كتائب الشهيد عز الدين القسام» – الجناح العسكري لـ «حركة حماس» – أن مقاتليها أبلغوا بعد عودتهم من خطوط القتال عن تمكنهم من قنص 3 جنود إسرائيليين، وإيقاعهم بين قتيل وجريح داخل بيارة الحاج عادل في شارع المنصورة شرق حي الشجاعية بتاريخ التاسع من الشهر الماضي، وأنهم قصفوا موقع قيادة وسيطرة الاحتلال في شارع المنصورة شرق حي الشجاعية بالأسلحة الرشاشة وقذيفة مضادة للأفراد وصاروخ «رجوم» بتاريخ 16 من الشهر الماضي أيضًا.
كما تبنت «القسام» استهداف دبابة «ميركفاه» بقذيفة «الياسين 105» داخل شرق حي الشجاعية بتاريخ الرابع من الشهر الماضي، واستهداف منزل تحصّن بداخله عدد من جنود الاحتلال بـ 3 قذائف مضادة للأفراد، ما أوقعهم بين قتيل وجريح في اليوم التالي، وكذلك استهداف دبابة «ميركفاه» وجرافتين عسكريتين من نوع «D9» بقذائف «التاندوم» و»الياسين 105» بتاريخ 25 من الشهر الماضي في الحي نفسه.

كما تمكن مجاهدو القسام بالاشتراك مع مجاهدي سرايا القدس أمس الاثنين من دك تجمع لجنود وآليات العدو بمنطقة السطر الغربي شمال مدينة خانيونس بقذائف الهاون من العيار الثقيل.
وبثّت «سرايا القدس» – الجناح العسكري لـ «حركة الجهاد الإسلامي» — مشاهد من قصف مقاتليها «كيبوتس ناحل عوز» و»كفار سعد» في غلاف غزة بالصواريخ.

كما أعلنت سرايا القدس عن تدمير آآلية عسكرية صهيونية بتفجير عبوة (ثاقب) -شديدة الانفجار- خلال توغلها في شارع الأرنب بمنطقة الكتيبة وسط مدينة خانيونس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى