فايننشال تايمز: “قيادة نتنياهو فاشلة”
نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” افتتاحية قالت فيها إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فشل في القيادة، وسط مظاهر من عدم الارتياح الأمريكي من طريقة إدارته الحرب وغياب الخطط لمستقبل غزة.
ففي الوقت الذي عول فيه نتنياهو وهو يشن الحرب ضد حماس في غزة على الدعم الأمريكي الذي لا ينضب، إلا أن حليفة إسرائيل القوية أصبح لديها شكوك مع استمرار القصف وتزايد أعداد القتلى في القطاع.
وفي الأسبوع الماضي وصف الرئيس جو بايدن حكومة نتنياهو باليمينية المتطرفة وانتقد “القصف العشوائي” على غزة وقال إن على رئيس الوزراء الإسرائيلي “التغير”.
وتعكس تعليقات بايدن عدم الارتياح المتزايد في واشنطن بشأن إدارة إسرائيل الحرب، والدمار الهائل وتزايد حصيلة القتلى التي يقول الفلسطينيون إنها وصلت إلى 18700. كما وتعبر التعليقات عن مظاهر القلق الأوسع بشأن رئيس الوزراء والسلطة التي يمارسها المتطرفون على التحالف الذي يقوده.
وتعلق الصحيفة أن الغرب كان وبشكل عام متحدا في دعمه لإسرائيل منذ هجمات حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر، إلا أن عددا متزايدا من الدول يريد توقف حملة القصف. وتتوقع الولايات المتحدة تحول إسرائيل إلى مرحلة أكثر استهدافا والتي تعني عددا قليلا من جولات القصف وضحايا أقل بين المدنيين.
وكلما قاوم نتنياهو النصيحة الأمريكية، كلما زادت مخاطر عزلة إسرائيل. وتدفع الولايات المتحدة باتجاه خطة لما بعد الحرب، وتأمل باستخدام الكارثة التي تتكشف من أجل حرف الانتباه لرؤية سياسية وحل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني. هو ما سيساعد في استرضاء الحلفاء العرب ومساعدتهم على تخفيف غضب شعوبهم بشأن الكارثة الإنسانية في غزة. ولكن نتنياهو لا يسير مع الخطة، ويرفض العمل لتحقيق فكرة قيام دولة فلسطينية، مع أنها تظل الحل الوحيد والبعيد المدى لتسوية النزاع.
وتريد الولايات المتحدة والدول العربية تعزيز السلطة الوطنية الفلسطينية لتكون البديل الموثوق عن قيادة حماس المتشددة. ويعمل نتنياهو لتقويض السلطة الوطنية التي تدير مناطق محدودة في الضفة الغربية، ولم يقدم أية خطة لغزة غير تعهده بمحو حماس. وأصبح نتنياهو وقبل هجمات حماس، قوة تدمير في إسرائيل، ولتأمين وصوله إلى السلطة، انضم في كانون الأول/ديسمبر إلى قوى قومية وما فوق قومية متشددة وشكل أكثر الحكومات تطرفا في تاريخ إسرائيل. ثم تابع بعد ذلك محاولة تقويض استقلال القضاء والقيم الديمقراطية مما أثار حملة تظاهرات واسعة.
ويتهم النقاد نتنياهو بعدم معالجة تهديد حماس خلال هيمنته على السياسة الإسرائيلية في الـ14 عاما الماضية، فقد حاول احتواء خطر المتشددين خلف السياج الأمني، وفي الوقت نفسه استخدم حكم حماس لتقسيم الفلسطينيين وقاوم دعوات إحياء العملية السلمية. ومع ذلك شنت حماس، وتحت ناظريه هجوما قاتلا على إسرائيل. واعتذر قادة الأجهزة الأمنية عن الخطأ لكن نتنياهو لم يعبر عن ندم.
وطالما استمرت الحرب، فسيظل نتنياهو آمنا في منصبه، رغم تراجع شعبيته، وحال توقفت، فستعقد انتخابات أو تعود التظاهرات ضد قيادته. ولن يتحرك أي شيء طالما ظل في منصبه وجالسا مع المتطرفين على رأس الطاولة. ومن المرجح ألا تغير حكومة جديدة الديناميات مباشرة في بلد مصدوم. وقد قللت هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر من إيمان الإسرائيليين بالسلام، ولكنه الخيار الآمن والضامن للسلام مع الفلسطينيين، مع أنه ليس محتملا في الوقت الحالي. وفي وقت الذعر والفزع يتطلع الناس لقادة يعترفون بهذا الواقع ومستعدين للدفاع عن حالة حل الدولتين، ولم يكن نتنياهو أبدا ذلك القائد.
ورأى أنشيل بيفر في صحيفة “التايمز” أن نتنياهو يتمترس في الحكومة مع دعوات وقف إطلاق النار. وقال إن إسرائيل ومنذ هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر فشلت في المواءمة بين هدفها الأساسي في تدمير حماس وقدراتها على الحكم في غزة بهدف تحرير 240 رهينة لدى حماس. وكما أظهر قتل ثلاثة من الرهائن يوم الجمعة، فتحقيق الأمر صعب جدا. وقررت حكومة الحرب اتباع استراتيجية القوة المفرطة والتفاوض مع حماس من خلال قطر، وقد نجحت المحادثات في الشهر الماضي وأفضت لتحرير 110 من الرهائن، منهم 86 اسرائيليا و24 أجنبيا أفرج عنهم أثناء الهدنة المؤقتة. ومنذ نهاية الهدنة، وبقاء 130 رهينة فرضت حماس شروطا أصعب من تلك التي طلبتها في السابق وتتعلق بكيفية وقف الحرب.
أنشيل بيفر: إسرائيل ومنذ هجمات 7 أكتوبر فشلت في المواءمة بين هدفها الأساسي في تدمير حماس وقدراتها على الحكم في غزة بهدف تحرير 240 رهينة لدى حماس
ويتعرض نتنياهو لضغوط من الحلفاء الغربيين وتحقيق وقف إطلاق نار مستدام، كما جاء في تصريحات وزيري الخارجية البريطاني والألمانية. لكن نتنياهو لم يغير موقفه وأكد أن مواصلة العمل العسكري سيؤدي لتحرير الرهائن و”سنظل نقاتل حتى النصر”، وربما كان حديث القتال موجها لقاعدته التي تظهر الاستطلاعات أنها تخلت عنه.
ويتحدث المسؤولون الدفاعيون الإسرائيليون عن تغير بالإستراتيجية في الأسابيع المقبلة وبأساليب متحركة وعدد أقل من الجنود على الأرض، وعلى أمل تخفيف مخاوف الحلفاء وفتح المجال أمام مفاوضات مع حماس لتحرير الرهائن أو القيام بعمليات إنقاذ فعالة. وحتى يحين هذا، فإن الرهائن سيكون قد مضى عليهم أكثر من مئة يوم في محور الحرب، وربما تأخرت محاولة إنقاذهم