قتيلان و27 جريحاً في بلدة مجد الكروم بالجليل إثر إسقاط صواريخ قادمة من لبنان
أعلن مستشفى نهاريا في الجليل الغربي، اليوم الجمعة، وفاة شخص يبلغ من العمر 22 عاماً وسيدة تبلغ من العمر 25 عاماً، كانا قد نُقلا من بلدة مجد الكروم في حالة حرجة إثر إصابتهما بشظايا رشقة صاروخية أطلقت من لبنان، مضيفاً في بيان محدّث أنه استقبل 27 مصاباً آخرين. وكان تحديث سابق لفرق الإسعاف الإسرائيلية تحدّث عن تقديم العلاج الأولي لتسعة مصابين ونقلهم إلى مستشفى نهاريا ومستشفى رمبام في حيفا جراء إصابتهم بشظايا.
في التفاصيل أسفر سقوط أحد الصواريخ في بلدة مجد الكروم عن مقتل الشابة أرجوان مناع من البلدة نفسها، والشاب حسن سواعد من قرية البعنة المجاورة متأثرين بجراحهما، فيما راوحت باقي الإصابات الأخرى بين المتوسطة والطفيفة وحالات هلع. وسقط صاروخان في موقعين آخرين في بلدة مجد الكروم أسفرا عن أضرار من دون إصابات.
تقع مجد الكروم في منطقة الشاغور على شارع 85 الفاصل بين الجليلين الأعلى والأسفل. وسقطت الصواريخ عليها من الرشقة التي أعلن حزب الله اللبناني أنه استهدف فيها كرمئيل القريبة من بلدات الشاغور. وليست هذه المرة الأولى التي تسقط فيها صواريخ وشظايا صواريخ اعتراضية على القرية وفي محيطها، كما باتت صفارات الإنذار ودوي الانفجارات جزءاً من المشهد اليومي خاصة في الأسابيع الأخيرة. وتعيد هذه الضربات إلى أذهان الأهالي حرب 2006، التي شهدت بدورها سقوط عدة صواريخ على القرية، أسفرت عن مقتل شخصين وعدة جرحى عدا عن الأضرار في الأملاك.
من جانبه أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه رصد نحو 30 صاروخاً أطلقت من الأراضي اللبنانية نحو كرمئيل والجليل والأعلى، تم اعتراض جزء منها وسقط جزء آخر. بدوره، قال رئيس مجلس مجد الكروم المحلي سليم صليبي للصحافيين: “في الأسبوعين الأخيرين بشكل خاص، نلاحظ التصعيد ونعرّض أنفسنا للخطر عندما نخرج من البيوت. أمامنا كحد أقصى 30 ثانية للوصول إلى أماكن آمنة منذ سماع صفارات الإنذار، لذلك لا داعي لمغادرة المنزل إن لم تقتض الضرورة ذلك”. وأشار صليبي إلى نقص الملاجئ والأماكن المحمية في القرية على غرار مختلف بلدات المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني.
سياسات التهميش والإهمال
عممت الهيئة العربية للطوارئ في الداخل الفلسطيني، بياناً جاء فيه: “في ظلّ التصعيد الحاصل على الجبهة الشماليّة، واشتداد وتيرة القصف على المناطق الحدوديّة، بما في ذلك من سقوط مباشر على بلدات الشاغور، تعرب الهيئة العربية للطوارئ، المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربيّة واللجنة القطريّة لرؤساء السلطات المحلّيّة العربيّة، عن دعمها وتضامنها الكامل مع الأهل في مجد الكروم، الّذين تعرّضوا هذا اليوم لقصف صاروخي، أسفر عن ضحايا وإصابات عديدة متفاوتة الخطورة، بينها حالات حرجة”.
وأضاف البيان “وتتقدّم الهيئة بخالص التعازي والمواساة لذوي الضحايا، ولعموم الأهل في بلدات الشاغور، داعين الله أن يرحم من فقدنا، وأن يمنّ على الجرحى والمصابين بالشفاء التام والعاجل. إلى جانب ذلك، تؤكّد الهيئة العربيّة للطوارئ أنّ ما حدث اليوم في مجد الكروم، يعكس تماماً حجم ونتائج سياسات التهميش والإهمال الّتي تعانيها البلدات العربيّة، والّتي تتمثّل بالنقص الحادّ في أعداد الملاجئ والمنشآت الوقائيّة وأدوات التعامل مع حالات الطوارئ، بسبب غياب الدعم الحكومي”. وأوردت الهيئة “مقارنة بين مجد الكروم، والملاجئ العامّة الستّة فيها، والّتي تخدم أكثر من 15 ألف نسمة، أي بمعدّل ملجأ لكلّ 2500 نسمة، بينما في مدينة كرمئيل المجاورة، هناك ملجأ لكلّ 375 نسمة، ممّا يبرز حجم الفجوة في توفير الحماية، بين البلدات العربيّة مقارنة باليهوديّة!”.