اخبار

قراءة أولية في نتائج الحرب على ايران ودعوة لاستخلاص دروسها..

بعد الضربة الموجعة والقاسية جداً التي وجهتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية الى الكيان الصهيوني خلال أيام حرب ال (12) يوماً التي شهدتها المنطقة، وفيما تتعالى أصوات المتخاذلين من اجل استغلال هذه المعركة التي أبلى فيها الإيرانيون البلاء الحسن رغم التشويش – الانكار الأميركي والصهيوني، لتعميم منطق الهزيمة.
من حقنا، بل من واجبنا أن ندعو لاستكمال هزيمة تل أبيب وداعميها من اجل استكمال الانتصار على الاحتلال في فلسطين، لا سيّما بعد الضربات الموجعة التي الحقتها بها المقاومة الفلسطينية البطولية في غزة والضفة الغربية.
في ظل هذه الهزيمة التي لحقت بحكومة نتنياهو وحلفائها، نستطيع ان ندعو الحكومات العربية والإسلامية الى مراجعة جريئة لسياساتها تجاه العدو الإسرائيلي ، فيخرج اكثرها من خوف غير مبرر والدخول في تضامن عربي واسلامي  متكامل مع كل دول وقوى التحرر في العالم لإجبار تل أبيب، ومعها الدولة العميقة في واشنطن، على تلبية حد أدنى من الشروط التي فرضتها موازين القوى التي أسفرت عنها هذه المواجهة، والتي جعلت مسؤولين أمريكيين  كبار يتحدثون عن اقتراب وقف اطلاق النار في غزة لإدراكهم إن استمرار الحرب الصهيونية – الفلسطينية لن تقود إلاّ الى المزيد من الخسائر بل الهزائم للكيان وحلفائه…

ان أعداء فلسطين والأمة تلقوا ضربة قاسية هذه الأيام، وهم يسعون الى  اخفائها بالأكاذيب الإعلامية، وقد باتوا ” خبراء ” في اطلاقها، وعلى المسؤولين العرب والمسلمين، أيّاً كانت مواقفهم في المراحل السابقة، والتي كانوا يبررونها بالخلل في موازين القوى لصالح العدو، ان يبادروا اليوم الى عقد قمة عربية – إسلامية – تحررية تدرس سبل الاستمرار في الضغط على الكيان الصهيوني وحلفائه من اجل تلبية المطالب المشروعة لشعب فلسطين  وهو الذي أثبت منذ عشرات السنين، ولا سيّما في ملحمة “طوفان الأقصى” قبل حوالي العامين، بطولات استثنائية في مواجهة الاحتلال .
 ان الحكومات العربية والإسلامية، وقبلها القوى الشعبية العربية والإسلامية، مدعوة الى قراءة سليمة لنتائج حرب (12) يوماً بين ايران والكيان الصهيوني وداعميه، وإعادة النظر في كافة السياسات التي كانت متبّعة والتصرف على قاعدة الثقة بالنفس والقدرة على الانتصار…
فهل تجرؤ حكوماتنا على ذلك وتخرج من ” التعثر” الذي تعيشه.

 كيف لا وقد قاد جمال عبد الناصر الامة في قمة الخرطوم في آب – أغسطس عام 1967 وبعد شهرين من نكسة مدوية في حزيران – يونيو  الى رفع شعار (لا صلح لا تفاوض لا اعتراف) مؤسساً مع سورية والدول العربية كافة لحرب تشرين المجيدة عام 1973..
وكيف لا تستطيع الامة بعد بطولات استثنائية مستمرة في غزة وعموم فلسطين منذ السابع من اوكتوبر عام 2023…وصمود تاريخي للمقاومة اللبنانية…وحرب مظفرة لإيران ضد الكيان وحلفائه دامت (12) يوماً بالتمام والكمال، ومشاركة يمنية كبرى ومستمرة منذ ” طوفان الأقصى “، ومشاركة شعبية ضخمة من شرفاء الامة واحرار العالم، ان تفرض معادلة استراتيجية جديدة. تعيد الكيان الغاصب الى حجمه تمهيدا لاقتلاعه من ارضنا…
ان ما جرى، رغم كل ما حل ويحل بنا في فلسطين ولبنان واخرها العدوان على النبطية في جنوب لبنان كما على مناطق عدة في غزة والضفة الغربية وما اوقعه من خسائر بشرية ودمار في عدة مجالات، وقراءته في اطار التطور التاريخي للصراع مع الصهاينة يشير الى ان الهزيمة النهائية للعدو لم تعد بعيدة ، وان النصر التاريخي للامة بات قريبا بإذن الله.
كاتب لبناني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى