“قلق أميركي” من هجوم إسرائيلي على رفح
التقى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، اليوم الأربعاء، رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في القدس الغربية المحتلة، وذلك في وقت تبحث فيه إسرائيل ردّ حركة حماس على مقترح للتهدئة في قطاع غزة، مع دخول الحرب في القطاع شهرها الخامس.
وذكر موقعا “أكسيوس” الأميركي و”والاه” الإسرائيلي أن بلينكن أبلغ نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت أن الإدارة الأميركية “تشعر بقلق بالغ” إزاء احتمال توسيع العملية البرية الإسرائيلية في مدينة رفح جنوبيّ قطاع غزة.
ولفت الموقع الأميركي إلى أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من أن “عملية للجيش الإسرائيلي في المدينة دون إجلاء المدنيين إلى مناطق آمنة ستؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا”، وتشعر واشنطن كذلك بـ”القلق من أن عملية من هذا النوع ستدفع عشرات الآلاف من الفلسطينيين نحو مصر”.
ووفق مصادر الموقع، فإنّ بلينكن عبّر كذلك عن مخاوفه بشأن فشل التواصل بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والمنظمات الدولية، و”عدم القدرة على تفادي الاشتباك”، ما أدى إلى استهداف موظفي الأمم المتحدة الذين كانوا يقومون بتوصيل المساعدات.
وناقش الاجتماع أيضاً الجهود الأخيرة لضمان الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، وفق المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، فضلاً عن “الرؤية الأميركية للسلام طويل الأمد والأمن في المنطقة”.
بدوره، ذكر موقع “والاه” أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي، الذي شارك في الاجتماع، أكد أن الجيش سيعمل في رفح، لأنه لم يحلّ بعد كتائب “حماس” الموجودة في المدينة، والتي لم تتعرض لأذى يذكر منذ بداية الحرب.
في المقابل ذكرت القناة الـ12 العبرية أن بلينكن أبلغ نتنياهو قلق بايدن من وجود أكثر من مليون فلسطيني في رفح لا يعرفون إلى أين يذهبون في حالة عملية عسكرية هناك.
وأشارت “القناة 12” الإسرائيلية إلى أن “نتنياهو أبلغ بلينكن أن إسرائيل لا تستطيع إنهاء الحرب دون القضاء على قوّة حماس في رفح وأنها واعية لهذه المشكلة”.
وفي وقت سابق، قال ميلر، عبر منصة “إكس”: “اليوم، وزير الخارجية أنتوني بلينكن موجود في إسرائيل للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والرئيس إسحاق هرتسوغ، ومسؤولين حكوميين آخرين”.
وأضاف ميلر أن الاجتماعات تأتي لـ”مناقشة الجهود المبذولة لضمان إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس، وأهمية ضمان السلام والأمن للإسرائيليين والفلسطينيين على حدّ سواء”.
وإسرائيل هي المحطة الرابعة في جولة بلينكن التي شملت حتى الآن السعودية، وقطر، ومصر، ومن المقرّر أن يزور لاحقاً الضفة الغربية، على أن يختتم جولته غداً الخميس.
وهذه هي الزيارة الخامسة لوزير الخارجية الأميركي لإسرائيل منذ بداية الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأمس الثلاثاء، أعلنت “حماس”، في بيان، تسليم ردّها لقطر ومصر بشأن “اتفاق الإطار” لمقترح تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأكد رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مؤتمر صحافي مع بلينكن، الثلاثاء، أن الدوحة تسلّمت ردّ “حماس” على مقترح الهدنة في قطاع غزة، وهو “إيجابي ويتضمن ملاحظات”.
وأشار بلينكن خلال زيارته الدوحة إلى أنه “لا يزال هناك عمل كثير يتعيّن القيام به. لكننا ما زلنا نعتقد أن الاتفاق ممكن وضروري، وسنواصل العمل بلا كلل لتحقيقه”.
واعتبر وزير الخارجية الأميركي أن المقترح الذي جرى التوصل إليه خلال اجتماع في باريس نهاية يناير/ كانون الثاني يفتح الأفق أمام “تهدئة طويلة الأمد” وأمام “الإفراج عن رهائن وزيادة المساعدات” إلى غزة التي تواجه أزمة إنسانية “كارثية” وفق الأمم المتحدة، وقد شدد على أن هذا الأمر “سيكون مفيداً للجميع”.
وقال متحدث مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، للصحافيين، الثلاثاء أيضاً: “نعتقد أنه طُرح مقترح جاد لهدنة طويلة، وما زلنا في طور محاولة توقيع هذا المقترح وتنفيذه”.