اخبار

“كأن زلزالا دمره”.. 45 ساعة من اجتياح مخيم طولكرم

قال شهود عيان فلسطينيون إن العملية العسكرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي طوال 45 ساعة في مخيم طولكرم شمال الضفة الغربية، قلبت المخيم رأسا على عقب و”كأن زلزالا مدمرا ضربه”.

وبحسب الشهود، فإن العملية أسفرت عن خراب ودمار كبير في كل حي وزقاق بالمخيم، حيث هُدمت بيوت وأُحرقت محال تجارية، ودُمرت مركبات، ونبشت شوارع، وكأن زلزالا مدمرا ضرب مخيم اللاجئين الفلسطينيين.

وبدأت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي فجر الأربعاء، عملية عسكرية واسعة في المخيم، أسفرت عن مقتل 8 فلسطينيين، وإصابة عشرات بجروح، واعتقال مئات، بحسب السلطات الفلسطينية.

ألف منزل مدمر

فيصل سلامة، رئيس اللجنة الشعبية في المخيم، قال إن الجيش دمر نحو ألف منزل فلسطيني بمخيم طولكرم، بينها 20 هدم كامل، والبقية تدمير واجهات وممتلكات ونوافذ، وباتت جميعها غير صالحة للسكن.

وأضاف: “ما حدث في المخيم كارثة حقيقية، وكأن ما يجري في غزة تم تطبيقه هنا في طولكرم، قصف بطائرات مسيرة، اعتقالات بالمئات وتحقيق ميداني تحت الضرب المبرح، إجبار عائلات على النزوح، تخريب البنية التحتية بصورة كاملة”.

وقال: “الجيش دمر كافة شوارع المخيم الداخلية والمحيطة به، ودمر شبكات المياه والكهرباء، والصرف الصحي والاتصالات”.

ولفت سلامة إلى أن 50 فلسطينيا ما يزالون معتقلين لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي حتى الساعة 13:20 (ت.غ).

من جانبه، قال المسنّ محمد سليم (68 عاما)، للأناضول: “حتى الأشجار تم تجريفها، عشنا أياما صعبة تحت التهديد وتخويف النساء والأطفال، اقتحموا المنازل وحولت لنقاط عسكرية”.

وأضاف: “بعد الانسحاب كأن المخيم ليس هو، وكأن شيئا كبيرا حدث له”.

أما أحمد غراب، الذي كان يتفقد منزله مع زوجته المريضة، فقال إن نحو 150 جنديا اقتحموا المنزل وأجبروهم على تركه وتحويله لنقطة عسكرية.

وتابع: “عدت إلى المنزل فوجدته مدمرا بالكامل، حطموا كل شيء، تم سرقة معدات عمل كهربائية، ومبلغ مالي (..) الدمار في كل مكان، المخيم دمر بصورة مهولة”.

وأشارت زوجة غراب إلى أن الجيش الإسرائيلي منعها من الحصول على علاجها رغم أنها تعاني من أمراض الضغط والقلب.

وأضافت: “طردنا الجيش من البيت بصورة همجية، وتم اعتقال 3 من أبنائي”.

الجيش الإسرائيلي: فتشنا ألف مبنى

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق الجمعة أنه أنهى “حملة دامت حوالي 45 ساعة، شاركت فيها قوات من الجيش وحرس الحدود ووحدة المستعربين وجهاز الأمن العام”.

وقال: “فتشت القوات حوالي 1000 مبنى، واستجوبت المئات من المشتبه بهم الذين اعتقِل منهم ما يزيد عن 37 مطلوبًا”.

وأضاف: “عثر الجنود ودمروا بشكل استباقي ما يزيد عن 400 عبوة ناسفة، وصادروا 27 قطعة سلاح والكثير من العتاد العسكري ودمروا 5 مختبرات لصناعة العبوات الناسفة وأربع غرف لعمليات استطلاع”.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن إصابة جندي احتياط بجروح بالغة، الأربعاء، إثر إطلاق النار عليه من قبل فلسطينيين.

ومنذ اندلاع حربه المدمرة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، كثّف الجيش الإسرائيلي عملياته في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، فقتل العشرات واعتقل آلاف الفلسطينيين.

الأناضول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى