لا هي حرب غزة ولا المفاوضات حول غزة.. إبراهيم ابراش

قلنا ونكرر إن أخطر الأكاذيب في الحرب الدائرة بأنها حرب على قطاع غزة وحركة حماس وأن هدفها استعادة المختطفين والقضاء على القدرات العسكرية لحركة حماس وفصائل المقاومة، وأن المفاوضات التي جرت مباشرة بعد بدء الحرب هي لتحقيق هذين الهدفين.
بعد عشرين شهرا من الموت والدمار والجوع والكذب والتضليل يجب مواجهة الشعب بالحقيقة. لا توجد مفاوضات حقيقية بين الإسرائيليين وحركة حماس حول المختطفين ووقف الحرب، لا مباشرة ولا غير مباشرة، وكفى للجزيرة والفضائيات الشبيه وجيش مهرجيهم ومرتزقتهم تنظيرا حول المقاومة وصمودها والمفاوضات وصعوبتها، والشروط والتعديلات المتبادلة وحدوث تقدم أو تعطيل لها وما يقال عن تدخل الوسطاء، غير الوسطاء شهود الزور، وانتقال المفاوضات مرة في الدوحة وأخرى في القاهرةوالحديث اليوم عن مكان آخر للمفاوضات وكأن المشكلة في المكان الخ والمصيبة الأكبر عندما تسمي هذه الفضائيات ما يجري بأنها مفاوضات فلسطينية إسرائيلية!.
نعم أهلنا في قطاع غزة الأكثر تضررا من الحرب وما يعانونه لم يعانيه أي شعب في التاريخ، والحقد اليهودي الصهيوني عليهم لأنهم حافظوا على الهوية الوطنية وروح الثورة والنضال بعد النكبة، وإن كان لنا أن نضع أولويات لوقف هذه الحرب فوقف المجاعة والموت والمرض وإذلال الناس في قطاع غزة هي الأولى وبعد ذلك لكل حادث حديث.
ولكن، إسرائيل التي خططت للحرب وفقدت أكثر من ٩٠٠٠ قتيل من جنودها وضباطها منذ بداية الحرب حسب الإحصاءات الرسمية الإسرائيلية والمقاومة تقدرهم بأضعاف ذلك بالإضافة إلى خسائرها المادية وخسارة سمعتها في العالم، كما حيدت ايران وحزب الله من المواجهة العسكرية واستباحت سوريا، لنتحفل أو تهتم بأرواح عشرين مختطفا، وهي ورقة القوة التي تهدد بها حماس.
ما يجري هو توظيف أكاذيب نتنياهو حول حقيقة ما جرى في السابع من أكتوبر واقتحام غلاف غزة (طوفان حماس) وحول المخطوفين وقدرات حماس العسكرية لاستكمال مخطط مرسوم مسبقا ،ليس لقطاع غزة وتهجير سكانه فقط بل ما هو أكبر وأخطر من ذلك وهو إطالة أمد الحرب حتى تستكمل إسرائيل مخطط السيطرة والضم للضفة الفلسطينية كما فعلوا في القدس ومحاولة الهروب من الازمة الوجودية التي تعاني منها دولة الكيان، ليس بسبب المقاومة وسلاحها ولا إيران ومحور مقاومتها بل بسبب الحقيقة الفلسطينية المتواصلة والمتجذرة منذ آلاف السنين وهي وجود الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين وعددهم يفوق عدد اليهود.
وللأسف فإن حركة حماس وجماعة (الإخوان غير المسلمين) وقطر وتركيا تحديدا شركاء في إخفاء الحقيقية وفي إطالة أمد الحرب كما تريد إسرائيل، دون إسقاط المسؤولية عن الآخرين.