ماذا يجري في رفح؟.. قتل بدم بارد وشهداء في الشوارع وحصار خانق للسكان ومنع سيارات الإسعاف من دخول المدنية

صعدت إسرائيل، الأحد، من إبادتها الجماعية المتواصلة في غزة حيث حاصرت مدنيين في الحي السعودي بتل السلطان غرب مدينة رفح جنوب القطاع، ووضعت حاجزا للتفتيش الأمني على طريق النزوح بعد فترة وجيزة من إنذارها بإخلاء المنطقة.
كما حاصر الجيش الإسرائيلي طواقم للإسعاف تتبع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وطواقم للدفاع المدني في منطقة “البركسات” بتل السلطان، فيما انقطع الاتصال مع تلك الطواقم وبات مصيرهم مجهولا.
وشهدت المناطق الغربية من مدينة رفح الليلة الماضية قصفا إسرائيليا مكثفا ما أسفر عن استشهاد وإصابة فلسطينيين، الكثير منهم لا يزال في الشوارع.
**محاصرة تل السلطان
وأفاد مراسل شهود عيان بأن الجيش الإسرائيلي حاصر مئات المدنيين الفلسطينيين في الحي السعودي بعدما أنذرهم بالإخلاء فورا من المنطقة.
وفي وقت سابق السبت، أنذر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين بتل السلطان بالإخلاء الفوري تحت تهديد النيران.
وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش في بيان، إن الجيش بدأ هجوما في تل السلطان الذي يعد “منطقة قتال خطيرة”، زاعما “ضرب المنظمات الإرهابية”.
وحدد أدرعي شارع أطلق عليه اسم “غوش قطيف” كمسار زعم أنه “إنساني للاستخدام من قبل الفلسطينيين للانتقال إلى منطقة المواصي”، كما توعد كل من يسلك طرق أخرى أو يتحرك بالمركبات أو يبقى في المنطقة بتعريض نفسه للخطر.
وقالت مصادر فلسطينية أنه وبعد فترة وجيزة من إنذار الفلسطينيين بالإخلاء تقدمت الآليات الإسرائيلية وشرعت بإطلاق النيران صوبهم ما أعاق عملية نزوحهم خارج الحي.
وقال شهود عيان إن الجيش وضع حاجزا للتفتيش الأمني في طريق النزوح الذي حدده لمرور الفلسطينيين، الأمر الذي نشر حالة من الذعر في صفوف المواطنين.
وأفادت مصادر محلية أن الجيش الإسرائيلي استهدف عربات (تجرها حيوانات) وعشرات النازحين خلال خروجهم من حي تل السلطان ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
ولم يصدر بيان فوري من وزارة الصحة حول أعداد ضحايا هذا القصف.
**محاصرة طواقم إسعاف ودفاع مدني
وبالتزامن، قالت جمعية “الهلال الأحمر” الفلسطيني، في بيان، إنها “ما زالت تنتظر الضوء الأخضر للوصول إلى طاقمها المحاصر برفح”.
وأضافت، إن الجيش الإسرائيلي يواصل حصاره لـ”4 مركبات إسعاف تابعة للجمعية”، مؤكدة أن الاتصال مفقود مع الطاقم المحاصر.
وأوضحت في بيان سابق بأن عدد من مسعفيها أصيبوا جراء اعتداء إسرائيلي، فيما ما زالت تجهل مصيرهم.
بدوره، قال الدفاع المدني الفلسطيني في بيان، إنه فقد الاتصال مع طاقمه لدى محاولته التدخل لإنقاذ طاقم الهلال الأحمر الذي تعرض لاستهداف إسرائيلي في منطقة “البركسات” غرب رفح.
وفي بيان آخر، حذر المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، من وجود “خطر محدق يتهدد أرواح ما يزيد عن 50 ألف مواطن في منطقة البركسات غرب محافظة رفح بعد أن تم محاصرتهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي”.
كما حذر من المساس بطواقمه المحاصرة في المنطقة، داعيا اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات الدولية بتحمل مسؤولياتها في حماية المواطنين والطواقم المحاصرة.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة فجر الثلاثاء وحتى السبت، قتلت إسرائيل 634 فلسطينيا وأصابت 1172 آخرين معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
ويمثل هذا التصعيد، الذي قالت تل أبيب إنه يتم بتنسيق كامل مع واشنطن، أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي امتنعت إسرائيل عن تنفيذ مرحلته الثانية بعد انتهاء الأولى مطلع مارس/ آذار الجاري.
ورغم التزام حركة حماس بجميع بنود الاتفاق، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المضي قدما في المرحلة الثانية، استجابة لضغوط المتطرفين في حكومته.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 162 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.