اخبار

محلل عسكري إسرائيلي: هذه القضية مُقلقة ومُرهقة للجيش!

ذكر المحلل العسكري لصحيفة “ميكور ريشون” الإسرائيلية، عمير ربابورت، أن جيش الاحتلال يُعاني من “قضية مُقلقة” لقيادته كثيرًا، ولا يتم الحديث عنها وتداولها في الإعلام.

وأوضح “ربابورت” في مقال له أمس الجمعة، أن تلك القضية تتمثل في الإرهاق الجسدي والعقلي لجنود الاحتلال، خاصة النظاميين، والنقص الكبير في القادة والذخيرة.

وبيّن أن كمية الدبابات التي يمتلكها جيش الاحتلال حالياً أقل من نصف التي كانت لديه قبل 10 سنوات، وأقل بكثير من “الخط الأحمر” الذي رسمته هيئة الأركان العامة.

وأضاف: “الجيش الإسرائيلي جيش صغير جداً قياسًا بالمهمات التي يتعين عليه مواجهتها في الجبهات المختلفة”.

مرض نفسي..

واستطرد: “إضافة إلى نقص الذخيرة، قُتل مئات الجنود والضباط في الحرب الحالية، كما أن عدد الجنود المصابين كبير ولا يصدق، ويوجد حاليا 10 آلاف جندي معاق، وكثيرون بينهم شُخصوا بأنهم مرضى نفسيين”.

ولفت النظر إلى أن عدداً كبيراً من جنود الاحتلال يعانون من أعراض ما بعد الصدمة، “والوسيلة الأكثر نجاعة حاليا هي محادثات مع علماء وأطباء نفسيين”.

ونوه: “تتردد أعداد كبيرة من الأطباء النفسيين إلى قواعد الجيش الإسرائيلي حول قطاع غزة وأحياناً عند الحدود الشمالية، ويجرون محادثات مع الجنود قبل المعارك وبعدها”.

وأكد المحلل الإسرائيلي أن النقص في الجنود محسوس في جميع أنحاء الجيش، لكن “الفجوة” الأكبر موجودة على مستوى القادة الميدانيين، قادة الأقسام والسرايا؛ “هذه الظاهرة الخطيرة لم تُذكر إلا في حرب يوم الغفران”.

الإرهاق الذهني..

وأشار ربابورت إلى “مسألة اللياقة الذهنية للمقاتلين، خاصة لدى جنود جفعاتي، وهي وحدة عسكرية تتواجد في قلب المعارك منذ أشهر، ولها تكبدت العديد من الخسائر”.

ويعود الإرهاق الذهني والنفسي لدى جنود جفعاتي بسبب الضغوط الهائلة التي يتعرضون لها، دون راحة، خلال القتال فليس لديهم وقت للتعافي حتى من الأحداث التي يمرون بها بسلام، إلى جانب الحزن الشديد على القتلى والجرحى، الذين لا يمكنهم الذهاب إلى جنازاتهم، وفق المحلل الإسرائيلي العسكري.

“مثل هذه الفترة الطويلة من القتال المكثف والقوي، لم تحدث في الجيش الإسرائيلي منذ أيام حرب التحرير عام 1948، ويمكن مقارنة ما يمر به الجنود اليوم بتجارب الجنود الأمريكيين في العراق وأفغانستان، ورغم أن الأمريكيين كانوا جنودًا نظاميين أكبر سنًا بكثير من الجنود في الجيش الإسرائيلي، إلا أن العديد منهم لا زال يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة”، وفق ما جاء في مقال “ربابورت”.

القتال شمال غزة..

ويعتقد ربابورت أن “الغرض من نشاط الفرقة 98 في شمال قطاع غزة مثير للجدل لأنه يتم إجراؤه في مناطق يُزعم أن الجيش قد احتلها بالفعل مرة واحدة على الأقل”.

ويتساءل: “هل ستؤدي استعادة المنطقة إلى تقريب الجيش من النهاية؟ هزيمة حماس؟ هذا ليس أكيد”، وفق المحلل الإسرائيلي.

ولفت المحلل العسكري الإسرائيلي أن إعادة احتلال جباليا تعرض الجنود لإطلاق نار كثيف، تماماً كما حدث مع دخول المنطقة أول مرة، قبل أشهر.

ويردف: “لقد استعادت حماس قدراتها القيادية والسيطرة، وتستعد لاستقبال القوات في عدة خطوط دفاعية، وقد قامت بتجنيد أعداد كبيرة وجديدة من الشباب في صفوفها ليحلوا محل أولئك الذين قتلوا منذ أكتوبر/تشرين الأول”.

التهديد الرئيسي..

ويظل التهديد الرئيسي لقوات الجيش هي الصواريخ المضادة للدبابات والمصنعة ذاتياً من نوع “ياسين”، فضلاً عن العبوات المنتشرة في كل مكان، حسب المحلل الإسرائيلي.

ويأتي ضعف الجيش ونقص الذخيرة في ظل انهيار سياسي عالمي تواجهه “إسرائيل”، يقول ربابورت: “على سبيل المثال، ينشغل موظفو السفارة الإسرائيلية في بوغوتا، عاصمة كولومبيا، هذه الأيام بتعبئة الصناديق استعدادا لإخلاء السفارة بحلول 16 حزيران/ يونيو”.

واستدرك: “كما أن اتفاق التطبيع مع السعودية، الذي قد يغير وجه الشرق الأوسط، لا يبدو ملموسا في الوقت الراهن، إضافة إلى مطالبات محكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال لنتنياهو وغالانت والقرارات الأخرى التي قد تصدر عنها، ناهيك عن التأخير في شحنات الأسلحة من الولايات المتحدة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى