مسؤول إسرائيلي: “نتوقع رد حماس الليلة أو غدا” على مقترح وقف إطلاق النار في غزة

قال مسؤول إسرائيلي كبير إن تل أبيب “تتوقع رد حماس الليلة أو غدا” على المقترح الجديد الذي قدم لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حسبما نقلت القناة 12 العبرية.
وبحسب ما أوردته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فإن الوسطاء المشاركين في المحادثات الجارية، لا سيما في الدوحة والقاهرة، يقدرون أن حركة حماس ستبلغ بردها خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة، في ظل وجود خلاف محوري لا يزال قائما حول مدى انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي أعادت احتلالها خلال العمليات العسكرية الأخيرة في غزة.
ورغم هذه الخلافات، تشير مصادر إسرائيلية مطلعة إلى أن التفاهمات التي جرى التوصل إليها حتى الآن تتيح إمكانية التوصل إلى اتفاق خلال مدة قصيرة، إذا ما أبدى الطرفان شيئا من “المرونة”، وفق تعبير تلك المصادر. ومع ذلك، لم يصدر عن حماس رد رسمي على مقترح الوسطاء الذي تم تقديمه يوم الخميس الماضي، رغم مرور نحو أسبوع على طرحه.
في المقابل، نقلت شبكة CNN عن مصدرين مطلعين على المفاوضات أن الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل للتخلي عن سيطرتها على “محور موراج”، الفاصل بين رفح وخان يونس، في إطار محاولة تسهيل الاتفاق، مشيرة إلى أن واشنطن وجهت رسائل مباشرة إلى قيادة حماس مفادها أن “صبرنا بدأ ينفد”، وأن الرد يجب أن يكون قريبا.
وفي تطور لافت، ذكرت الشبكة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أبدى مرونة غير مسبوقة في هذه الجولة من المفاوضات، ووافق مبدئيًا على التخلي عن محور موراج، وهو ما اعتبر اختراقا جزئيا في المفاوضات.
من جهته، أعرب القيادي في حركة حماس، خليل الحية، الذي يقود وفد الحركة في قطر، عن دعمه للاقتراح الأخير المقدم من الوسطاء، بحسب تقارير إعلامية، إلا أنه أشار إلى أن اتخاذ القرار النهائي لا يزال بيد القيادة داخل قطاع غزة.
وفي سياق متصل، حذر أحد المصادر ذاتها من أن بعض الضمانات التي قدمتها الإدارة الأمريكية لحماس في إطار هذا الاتفاق “قد تكون معرضة للخطر”، في إشارة إلى التزام واشنطن بإقناع إسرائيل بالتفاوض على إنهاء الحرب خلال فترة الهدنة المقترحة البالغة 60 يوما، وهو بند رئيسي في الاتفاق. وقال المصدر إن هذا الالتزام الأمريكي ليس مضمونا إذا لم تتجاوب حماس بسرعة.
الضغوط لا تقتصر على الجانب الأمريكي فقط، إذ تواصل قطر ومصر ممارسة ضغوط دبلوماسية مكثفة على قيادة حماس بهدف الإسراع في التوصل إلى اتفاق، وسط تحذيرات متزايدة من تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة وارتفاع أعداد الضحايا بشكل يومي.
في غضون ذلك، اعتُبر وصول ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، إلى قطر، مؤشراً هاماً على أهمية اللحظة الراهنة في سياق المحادثات. ورغم عدم تحديد موعد رسمي لوصوله، إلا أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر لا يزال يواصل العمل معه على محور تفاوضي مواز لا يدار من الدوحة، وقد ينضم لاحقا إليه في قطر.
مع ذلك، تبدي إسرائيل في الأيام الأخيرة تشاؤما متزايدا من إمكان التوصل إلى اتفاق نهائي هذا الأسبوع، خاصة في ظل ما تصفه بـ”مماطلة حماس” وتعقيداتها المتزايدة في شروطها. فوفق المسودة الجزئية المطروحة، تشمل الهدنة إطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين، حيث يتم الإفراج عن عشرة أسرى أحياء (ثمانية في اليوم الأول واثنين في اليوم الخمسين) إلى جانب تسليم جثث 18 أسيرا على ثلاث مراحل. كما تنص على بدء مفاوضات مباشرة لإنهاء الحرب وإطلاق سراح بقية الأسرى، وهو ما تطالب حماس بضمانات واضحة بشأنه لتمديد وقف إطلاق النار المؤقت بعد انقضاء مهلة الستين يوما، لكن تلك الضمانات لا تزال غامضة وغير محددة حتى اللحظة.
وكانت قد أعلنت حركة حماس أنها تتعاطى بإيجابية مع المقترحات التي تقدمها الأطراف الوسيطة، وتناقشها مع القوى والفصائل الفلسطينية بهدف التوصل إلى اتفاق يوقف العدوان.
وأكدت الحركة في بيان أنها “تدرك محاولات الاحتلال لفرض شروطه من خلال المجازر، لكنها ملتزمة بالتفاوض بمسؤولية وسرعة، من أجل التوصل إلى اتفاق مشرف يحقق وقف العدوان، وإنهاء الإبادة، ورفع الحصار، وإعادة إعمار غزة، وضمان حياة كريمة لأهلها”.