قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن التهديد الإيراني “يفوق في خطورته التهديد القومي العربي في أوجه”، معتبرا أن المشروع الإيراني يشكل “مخطط إبادة متعدد المسارات”، وقارن بين “الخطر الوجودي” في مرحلة “الشتات اليهودي” و”التأسيس القومي لدولة إسرائيل”.
جاءت تصريحات نتنياهو خلال لقائه مع “منتدى هيئة الأركان العامة” في مقر وزارة الأمن بتل أبيب، اليوم الإثنين، بحضور وزير الأمن، يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان، إيال زامير، حيث قدّم نتنياهو شكره للقيادة العسكرية على العمليات التي نفذوها في إطر الحرب على إيران.
وقال نتنياهو: “أعبّر شخصيًا عن تقديري الكبير وامتناني لوزير الأمن، يسرائيل كاتس، ولرئيس الأركان إيال زامير، ولكم أعضاء هيئة الأركان العامة، على التنفيذ المتقن للمهام التي حُددت، وأكثر من ذلك”.
وأضاف نتنياهو “فقد الشعب اليهودي قدرته على التصدي للمعتدين خلال سنوات الشتات، وتعرض للنفي والمذابح، وصولًا إلى أكبر مجزرة في التاريخ. لكن الآباء المؤسسين للحركة الصهيونية رأوا أن إقامة الدولة ستمنحنا القوة السياسية والعسكرية للدفاع عن أنفسنا”.
وتابع: “هنا الخط الفاصل بين أجيال التاريخ اليهودي وما يجري في عصرنا، إنه قيام الدولة وتأسيس الجيش الإسرائيلي. في إيران نشأ تهديد يفوق حتى في حجمه التهديد القومي العربي عندما بلغ ذروته، ولا يزال هذا التهديد قائمًا”.
وقال نتنياهو “قبل 40 عامًا، اعتبرت أن الخطر الأكبر على البشرية هو الربط بين قنبلة نووية ونظام إسلامي متطرف. لكن إيران لم تكتفِ بذلك، بل بنت ثلاثة مسارات للإبادة: خنق عبر المحور، تهديد صاروخي، وتهديد نووي مباشر”.
وتابع “هذا هو سبب وجود النظام الإيراني، وليس لأنهم يريدون فقط القضاء علينا، فإسرائيل ليست هدفهم الأساسي، لكنها العقبة أمام تحقيق أهدافهم الكبرى. لا يمكنهم السيطرة على الشرق الأوسط من دون إزالة إسرائيل”.
واستطرد نتنياهو “إسرائيل تشبه جسدًا يعاني من ورمين سرطانيين – النووي والصاروخي. إذا لم تُستأصل هذه الأورام، نموت. وقد تعود مجددًا، كما في علاج السرطان، لكن إن لم نستأصلها، نحن في خطر وجودي”.
وأضاف “لم يكن هناك خيار أمامنا. كان يجب اتخاذ هذا القرار. وقد تم ذلك بإجماع تام على المستوى السياسي والعسكري، وبقيادتكم المتميزة، وتحسن يومي ملحوظ في الأداء”، معتبرا أن للحرب “تأثيرات كبيرة على اقتصادنا – بدأنا نشعر بذلك بالفعل”.
واختتم نتنياهو بالقول: “سُئلت عن موقف الولايات المتحدة، وقلت إننا سنبذل كل جهد لتجنيدها، لكنه ليس شرطًا مسبقًا. ما تحقق ما كان ليتحقق لولا هذه العملية العظيمة، التي ستُسجل في تاريخ شعبنا، وربما في تاريخ العالم، وفي جيوش العالم”.