نتنياهو يرفض “بشدة” مقترحا عسكريا بشأن الضفة الغربية
كشفت صحيفة “يديعوت احرنوت”، الثلاثاء 20/6/2023، عن خطط أمنية اقترحها مسؤولون إسرائيليون خلال الاجتماع الأمني الذي عقده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عقب عملية “عيلي”.
وقتل 4 “إسرائيليين”، وأصيب 4 أخرين في عملية إطلاق نار فدائية، قرب مستوطنة “عيلي” شمال رام الله، فيما استشهد منفذي العملية.
ووفقاً لوسائل الإعلام فإن إحدى السيناريوهات التي طرحت، هي عملية لمدة 12 إلى 24 ساعة في شمال الضفة الغربية.
وأفادت أن نتنياهو ووزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت يعارضان بشدة.
وفقاً لقناة كان الإسرائيلية: يوجد خلافات بين المؤسسة الأمنية والمستوى السياسي حول نطاق أي عملية عسكرية ضد الضفة الغربية ولا يوجد سبب لتحويل الضفة الغربية إلى قطاع غزة.
وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت، أن جيش الاحتلال لديه خطط نشطة لمداهمة مدينتي جنين ونابلس وتطهير مئات الأسلحة من أيدي المسلحة، العملية ستستمر مدتها 12-24 ساعة (بدون تعقيدات) بذكاء جيد وتقنيات مميتة لم تكن موجودة في السور الواقي.
وذكرت أن نتنياهو وغالانت يعارضان ذلك بشدة، والجيش الإسرائيلي لا يؤيد ذلك أيضًا، حتى لا يصلون إلى تصعيد كبير في “إسرائيل”.
واستشهد شابان فلسطينيان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، في عملية إطلاق نار نفذت قرب مستوطنة “عيلي” وسط الضفة الغربية المحتلة، أسفرت عن مقتل أربعة مستوطنين، وإصابة أربعة آخرين بجراح متفاوتة الخطورة.
والشهيدان هما مهند فالح شحادة (26 عاما) وخالد مصطفى صباح (24 عامًا) من بلدة عوريف، علما بأن صباح استشهد خلال مطاردته من قبل قوات الاحتلال قرب طوباس، بعد أن نجح بالانسحاب من موقع العملية.
وأعلن الشاباك وجيش الاحتلال، في بيان مشترك، تصفية شخص آخر يشتبه بأنه شارك في تنفيذ العملية، وذلك بعد مطاردة حاول خلالها الشاب الفلسطيني الفرار من المكان، قرب مستوطنة “إيلي” شمال شرق محافظة رام الله والبيرة.
في حين، أفادت تقارير أخرى بأن قوات الاحتلال عثرت على مركبة استخدمها صباح للانسحاب من موقع العملية، قرب حاجز “بكعوت” شمال غور الأردن، وبداخلها بندقية، قبل أن يستقل مركبة أخرى (أجرة فلسطينية) للهرب باتجاه نابلس.
وأفادت تقارير صحافية بأن منفذي عملية إطلاق النار هما أسيران محرران كانا يتشاركان في زنزانة واحدة في سجن مجيدو بين شهري تموز/ يوليو وتشرين الأول/ أكتوبر عام 2020، قبل أن يتم تحريرهما لاحقا.
وبحسب التقارير، فإن أحد الشهيدين قضى في الأسرى مدة شهرين والآخر مدة أربعة أشهر، في قسم “حماس” في سجن مجيدو، واعتقلا بعد رشق مستوطنين بالحجارة في منطقة نابلس.
وعُلم أن العملية نفذت في محطة وقود في شارع رقم 60 قرب مستوطنة “عيلي” بين رام الله ونابلس. ونشرت قوات الاحتلال قواتها في المنطقة، وأغلقت مقاطع من شارع رقم 60، ونصبت حواجز عسكرية على مداخل مدينة نابلس.
وفي حين شرعت قوات الاحتلال بعمليات بحث عن “آخرين” شاركوا في تنفيذ العملية، طالبت الجبهة الداخلية للاحتلال المستوطنين في “عيلي” بالاحتماء داخل المنازل وعدم مغادرتها.
وعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، جلسة لتقييم الأوضاع الأمنية في أعقاب العملية، وأفاد بيان صدر عن مكتبه بأنه تلقى تقارير ميدانية حول تفاصيل العملية التي وصفتها وسائل إعلام إسرائيلية بـ”الصعبة”.
كما أعلن وزير أمن الاحتلال، يوآف غالانت، أنه عقد جلسة لتقييم الأوضاع، بمشاركة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، ورئيس الشاباك، رونين بار، بالإضافة إلى كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية، قبل المشاورات الأمنية مع نتنياهو.
وأجرى هليفي تقييما ميدانيا للأوضاع بمشاركة قيادات في جيش الاحتلال، ومسؤولين في الشاباك وشرطة الاحتلال، وأصدر تعليمات بعزيز قوات الاحتلال شمالي الضفة وتوسيع حملتي الاعتقالات وهدم منازل منفذي العمليات في الضفة.
وفي البداية، ذكرت التقارير الإسرائيلية أن الشبهات تشير إلى أن العملية نفذت بواسطة شخصين، أحدهما انسحب من المكان، في حين جرى “تحييد” الآخر؛ وأظهرت صورة متداولة من موقع العملية، شابا ملقى على الأرض وإلى جواره بندقية من طراز “إم 16”.
وجاء في بيان صدر عن جيش الاحتلال أن العملية نفذت بواسطة “عدد من المخربين”، على حد تعبيره، جرى “تحييد أحدهم، وشرعت قوات الجيش في ملاحقة مشتبه بهم إضافيين”. وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية استشهاد أحد منفذي العملية، قبل أن يتم تأكيد استشهاد الآخر.
وفي وقت سابق، ذكرت طواقم “نجمة داوود الحمراء”، أن عدد الإصابات ارتفعت إلى 8، من بينها أربعة بحالات تتراوح بين خطيرة وحرجة. وذكرت أنها نقلت شابين بحالة خطيرة إلى مستشفى “شعاري تيسيدك” (20 عاما) و”بيلنسون” (38 عاما).
وعملت الطواقم على تقديم العلاج الميداني لـ4 مصابين فاقدي الوعي قبل الإعلان عن مقتلهم. وبالإضافة إلى القتلى الأربعة، أكدت “نجمة داوود الحمراء” إصابة 4 آخرين بينهم شخص بحالة خطيرة و3 بحالة بين متوسطة وطفيفة.
وأغلقت قوات الاحتلال شارع رقم 60 في كلا الاتجاهين، وأصدرت تحذيرات لمستوطني “عيلي” وطالبتهم بالامتناع عن مغادرة المنازل، وإغلاق النوافذ والأبواب، في ظل الشبهات التي أشارت إلى أن أحد منفذي العملية تسلل إلى المستوطنة.
وقالت قيادة الجبهة الداخلية التابعة لجيش الاحتلال، في بيان، مخاطبة المستوطنين في “عيلي”، “لا تغادروا المنازل حتى تلقي إخطار بنهاية الحدث. الحركة في المنطقة محظورة والدخول إليها محظور حتى إشعار آخر”.
وبعد مرور نحو ساعتين، أعلنت قيادة الجبهة الداخلية للاحتلال عن رفع القيود، وقالت: “في أعقاب التحذير الذي تم تفعيله بشأن تسلل مخربين إلى مستوطنة عيلي؛ انتهى التعامل مع الحادث. يمكن مغادرة المنازل والتحرك دون قيود”.
وبحسب جيش الاحتلال، فإن “مخربين” وصلوا إلى محطة وقود بالقرب من مستوطنة عيلي وأطلقوا النار، مما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين وإصابة عدد آخر من المدنيين”، وأضاف أن مستوطنا كان في الموقع “قام بتحييد أحد المخربين”.
وأضاف جيش الاحتلال أن قواته “تواصل ملاحقة مشتبه بهم آخرين ونصبوا حواجز في المنطقة”. في حين ذكرت تقارير إسرائيلية أن التحقيقات الأولية تشير إلى منفذين اثنين، وصلا بسيارة شيفروليه سوداء إلى كشك الحراسة في المستوطنة.
وبحسب التقارير، قام المنفذان بإطلاق النار على حارس المستوطنة، ثم تقدما إلى محطة الوقود المجاورة واستهدفا شخصين، قبل أن يدخل أحدهما إلى مطعم في محطة الوقود، ويطلق النار على عدد من الأشخاص تواجدوا فيه.
وأشارت التقارير الإسرائيلية إلى أن أحد المنفذين انسحب من المكان بواسطة مركبة قادها باتجاه مدينة نابلس. في حين أشارت وسائل إعلام أخرى إلى أن العملية نفذت بواسطة ثلاثة أشخاص، انسحب اثنان منهما “بسيارة مسروقة” إلى نابلس.
وأطلق مستوطنون دعوات انتقامية للاعتداء على الفلسطينيين في ساعات مساء اليوم وخلال الليل.