اخبار

هآرتس: نتنياهو قد يستغل “مشاعر الانتقام” في إسرائيل لاستئناف الحرب

من شأن دفعة تبادل الأسرى التي عرقلتها إسرائيل، أمس، بعدم الإفراج عن أكثر من 600 أسير فلسطيني بعد أن أفرجت حماس عن 6 أسرى إسرائيليين، أن تؤثر على مصير المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وأن يستغل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الخطأ الذي حدث، الخميس، عندما سلمت حماس جثة سيدة من غزة بدلا من جثة الأسيرة الإسرائيلية، شيري بيباس، إلى جانب انفجار حافلات في مدينة بات يام.

ووصف المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، هذه الأحداث بأن من شأنها أن تشكل “تطورا في تاريخ الحرب، وربما في تاريخ الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني كله”.

وأشار إلى أن نتائج تشريح جثتي الطفلين كْفير وأريئيل بيباس، والادعاء أنهما قُتلا “بأيد عارية” والخطأ في تسليم جثة والدتهما، وانفجار الحافلات، “عصفت بعقول الجمهور الإسرائيلي. وتوجد مشاعر انتقام في الجو، بشدة لم نشهدها منذ مجزرة 7 أكتوبر. وهذه مشاعر تتعالى في القنوات التلفزيونية، وتشمل دعوات لاستئناف الحرب، ولـ’نكبة’ ثانية ولتدمير شامل لقطاع غزة. وستتسلل من هناك إلى أماكن أخرى، أكثر أهمية، ومن الحكومة إلى الشارع”.

وشدد هرئيل على أنه “على عكس اتهامات نتنياهو، فإنه ثمة شك إذا كانت حماس قد تعمدت مسبقا إعادة جثة فلسطينية بدلا من جثة شيري بيباس. ومصلحتها العليا الآن هي استكمال المرحلة الأولى من الصفقة، وبضمنها تحرير 47 أسيرا الذين كانوا قد حُرروا خلال صفقة شاليط، في العام 2011، والذين أعيد اعتقالهم”.

وأشار إلى عدم وجود علاقة بين مقتل بيباس وطفليها وبين حماس. “لقد اختطفت أفراد عائلة بيباس الثلاثة حَمولة إجرام من منطقة خانيونس، والعلاقة بينها وبين حماس لم يكن هرميا ولا ملزما. وقضية الجثة قد تكون نتيجة فوضى، أو تضليلا مقصودا من جانب الحمولة. وبعد أن اكتشف، سارعت حماس إلى إعادة جثة الأم في الغداة”.

وأضاف أن انفجار الحافلات الفارغة، مساء الخميس، كان ينبغي أن يحدث صباح الجمعة بوجود مسافرين فيها، وأن “خللا فقط، لا يزال غير واضح، تسبب بانفجار الحافلات، وأعاد إلى الأذهان صدمة جماعية من فترة الانتفاضة الثانية، وعززت الدعوات إلى استئناف الحرب والانتقام”.

واتهم هرئيل الشاباك والشرطة بإخفاق شديد، لأنه لو انفجرت الحافلات صباح الجمعة لقتل عدد كبير من المسافرين فيها. وبعد ساعات من التحقيق في هذه الانفجارات، تم اعتقال مواطنين يهوديين إسرائيليين، بشبهة نقلهما واضعي المتفجرات “من الضفة الغربية إلى داخل الخط الأخضر. وهذا أمر آخر من مميزات الفترة الحالية، التي تُكشف فيها مرة تلو الأخرى في إسرائيل شبكات تجسس توجه من إيران”.

وأعلن نتنياهو من طولكرم بمقطع فيديو أنه “ندمر شوارع بأكملها التي يستخدمها الإرهابيون” وعن تعزيز قوات الجيش الإسرائيلي في الضفة وهدد بتوسيع عملياتها العسكرية.

ولفت هرئيل إلى أن “نتنياهو يرصد المخاوف ومشاعر الانتقام لدى الجمهور ويعقب بما يتلاءم معها، بهدف استغلالها في أقصى حد لصالح بقائه السياسي. فليس سرا أن نتنياهو يبحث عن طرق غير مباشرة، مثل تمديد المرحلة الأولى بدفعات تبادل أسرى أخرى، من أجل تأجيل المصاعب السياسية المقرونة بتحرير مئات آخرين من الأسرى الفلسطينيين، وانسحاب كامل لقوات الجيش الإسرائيلي من القطاع وإنهاء الحرب”.

ويتعين على الجيش الإسرائيلي، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، أن ينسحب من محور فيلادلفيا في بداية آذار/مارس المقبل. “وتلقت قوات الاحتياط هناك تعليمات بالإسراع في سد أنفاق التهريب الأخيرة، قبل انسحابها المخطط له”، حسب هرئيل.

واعتبر هرئيل أنه “إذا أراد نتنياهو ذلك، فإن خروقات حماس ومحاولة العودة إلى عمليات تفجير الحافلات ستزوده بتبرير مريح للتوقف عن تنفيذ الصفقة. وفي هذه الأثناء، يستعد الجيش الإسرائيلي لإمكانية التوغل مجددا في قطاع غزة، ورئيس أركان الجيش القادم، إيال زامير، الذي ستبدأ ولايته بعد عشرة أيام، يضع خطة عمل توصف بأنها هجومية للغاية”.

وأشار إلى أن “نتنياهو يسعى الآن إلى تشديد الأزمة بواسطة القرار الذي اتخذه الليلة الماضية، في نهاية مشاورات مع عدة وزراء، حول تأخير تحرير 602 أسير، كانوا يفترض أن يحرروا أمس. ويثير هذا الأمر تساؤلات حول قدرة القيادة الأمنية على تقديم رأي مستقل ومواجهة ضغوط نتنياهو. ويتعالى خصوصا السؤال حول قدرة جيش البرية، المتآكل والمنهك، على الدخول إلى اجتياح بري آخر ومستمر في القطاع”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى