هاليفي يصف “كمين الشجاعية” بـ”الصعب”.. ونتنياهو: سنواصل الحرب حتى النهاية رغم الضغوط الدولية
قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، إن هجوما لـ”القسام” استهدف قوات جولاني في حي الشجاعية أمس الثلاثاء والذي أسفر عن مقتل 9 جنود، “صعب وخطير”.
وقال هاليفي خلال زيارته لجنود جرحى، “كما نعلم جميعا، شهدنا أمس حدثا صعبا (في الشجاعية)، تعرضت فيه إحدى وحدات القوات لمحنة، كما تعرض العديد من الضباط في الجيش لإطلاق النار والخطر”.
وأضاف: “الضباط في المقدمة لأن هذه هي الطريقة التي نعمل بها في الجيش الإسرائيلي، نعتقد أن من الصواب القتال بهذا الشكل، كما نعتقد أن من الصواب الانتصار”.
وفي السياق، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء اليوم، الأربعاء، إن إسرائيل ستواصل حربها التي تنشها على قطاع غزة المحاصر منذ 68 يوما “حتى النهاية”، على حد تعبيره، وذلك رغم الضغوط الدولية على إسرائيل لإنهاء الحرب التي أسفرت حتى هذه اللحظة عن استشهاد 18 ألفا و608 غزيين معظمهم نساء وأطفال.
جاءت تصريحات نتنياهو في مكالمة أجراها مع قوات اللواء 460 التابع لسلاح المدرعات التي تشارك في العمليات البرية لجيش الاحتلال في قطاع غزة، خلال جولة ميدانية له في منشأة التحقيق التابعة للوحدة 504 في شعبة الاستخبارات العسكرية، وموقع تجميع قوات اللواء 460، جنوبي البلاد.
وأفاد بيان صدر عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بأن نتنياهو اطّلع على عمليات التحقيق والاستجواب التي يخضع لها من تزعم السلطات الإسرائيلية أنهم مقاتلون في وحدات النخبة التابعة لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، كما أجرى نتنياهو محادثات مع القادة النظاميين والاحتياط التابعين للوحدة 504.
كما تجول نتنياهو في منطقة تجميع قوات اللواء 460، حيث استعرض قادة اللواء الأنشطة العملياتية للوحدة في قطاع غزة، وأجرى نتنياهو مكالمة مع القوات الموجودة في القطاع، وقال في محادثة أجراها مع قائد اللواء: “أريدكم أن تنقلوا عني هذا إلى جميع الجنود – سنواصل حتى النهاية، حتى النصر، حتى يتم تدمير حماس. هذه مسألة محسومة”.
وأضاف “استمروا، وقبل كل شيء، اعتنوا ببعضكم البعض. أريدك أن تنقل عني ذلك إلى جميع الجنود، سنستمر حتى النهاية، حتى النصر، وحتى تدمير حماس. لا ينبغي أن يكون هناك شك في هذا. إنه أمر مهم، إنها رسالة أريد أن أوصلها إلى كل جندي يقاتل في غزة”.
وتابع “أريد أن أعرب عن التقدير العميق من قبل جميع مواطني إسرائيل للجهد القتالي الذي تقومون به، وللتضحية والبطولة والنجاح. ومع ذلك، هناك ألم كبير نشعر به. في الأمس مررنا بيوم صعب جدًا وكل يوم يسقط المزيد من أبنائنا، قلبي وقلوبنا مع الضحايا وعائلاتهم. نحن نعلم أن حياتهم قد تغيرت”.
يأتي حديث نتنياهو عن “اليوم الصعب” في إشارة إلى “كمين الشجاعية” الذي نصبه مقاتلو كتائب القسام لجنود من لواء “غولاني” في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وأدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير من الضباط والجنود. وسمح الجيش الإسرائيلي بنشر أسماء 9 ضباط وجنود من لواء “غولاني” قتلوا في هذا الكمين، فيما أصيب 4 آخرون بجروح خطيرة.
وأضاف نتنياهو “ومع ذلك، أريد أن أقول بأوضح طريقة ما قلته للتو للقائد الميداني – سنواصل حتى النهاية. هذا السؤال غير مطروح على الإطلاق. أقول هذا أيضًا في مواجهة الألم الكبير، ولكن أيضًا في مواجهة الضغوط الدولية”. وتابع “لن يوقفنا شيء، سنمضي حتى النهاية، نحو النصر، لن نقبل بأقل من ذلك”.
وشدد على أن “هذه الحرب ستستمر، لكن من المهم أن تستمر بالتطور والحكمة التي تتحلون بها، هذا التطور ينقذ العديد من الأرواح ويمنحنا نفوذًا كبيرًا جدًا”. يذكر أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، قال إن إسرائيل بدأت تفقد الدعم الدولي بسبب “قصفها العشوائي” لقطاع غزة، ودعا نتنياهو إلى تغيير حكومته لأنها “لا تريد حل الدولتين”.
وقال بايدن، في كلمة خلال فعالية لجمع تبرعات لحملته الانتخابية بواشنطن، إن “أمن إسرائيل يمكن أن يعتمد على الولايات المتحدة، ولكن حاليا لديها أكثر من الولايات المتحدة.. لديها الاتحاد الأوروبي ومعظم دول العالم تدعمها”. غير أنه استدرك قائلا إن الإسرائيليين “بدأوا يفقدون هذا الدعم بسبب القصف العشوائي”.
وأقر نتنياهو الثلاثاء، بوجود هذه الخلافات مع بايدن بقوله عبر بيان: “نعم هناك خلاف بشأن اليوم التالي لحماس، وآمل أن نتوصل إلى اتفاق حول هذا أيضا”. وفيما ترغب واشنطن في أن تتولى السلطة الفلسطينية المسؤولية في غزة بعد الحرب، أعرب نتنياهو مرارا عن رفضه هذا الخيار، وكشف عن اعتزامه الاحتفاظ بـ”سيطرة أمنية” في القطاع.
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء الثلاثاء، قرارا يدعو إلى “هدنة فورية لأسباب إنسانية” في قطاع غزة، وذلك بعد أيام من هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.