هنية: لا أمن ولا استقرار ولا مستقبل في المنطقة إلا بحصول شعبنا على كامل حقوقه المشروعة
أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، اليوم الثلاثاء، أنه لا أمن ولا استقرار ولا مستقبل في المنطقة إلا بحصول شعبنا على حريته وحقوقه المشروعة في أرضه ووطنه وإقامة دولته المستقبلة وعاصمتها القدس وإنجاز حق العودة.
وقال هنية في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء، :”في اليوم الثامن والثمانين للعدوان الصهيوني على قطاعنا الحبيب لا يزال شعبنا الفلسطيني يضرب أروع الأمثلة في الثبات والصمود والتحدي، وهو يقدم نماذج أعجزت العالم وجعلته يقف احتراما واجلالا أمام هذا العطاء.
وأضاف: “شعبنا العظيم يستحق أسمى آيات التحية والتقدير والاحترام، فقد أثبت رغم الوجع الكبير الذي يعيشه من ألم النزوح والتدمير والمجازر التي تعرض لها رغم ما يواجهه من أهوال وجرائم يندى لها جبين الإنسانية يقوم بها هذا العدو الذي استباح كل شيء بمنتهى الهمجية والوحشية.
وتابع:”شعب راسخ العقيدة متشبع بالإيمان متمرس على المقاومة والصمود تربى على الثقة بالله والتوكل عليه واليقين بحتمية الانتصار والإعداد والمرابطة والمصابرة والاحتساب، شعب يليق به شرف الانتماء لهذه الأرض المباركة والحفاظ عليها وحماية مقدساتها.
وأردف: ” شعبنا في القدس والضفة رغم التنكيل والقمع والارهاب والاقتحامات والإعدامات والاعتقالات التعسفية وعربدة المستوطنين وتقطيع الأوصال إلاّ أن الضفة ستبقى عصية شامخة ومتجددة في مقاومتها وأجيالها محتفظة بحقها في المواجهة الموحدة والشاملة مع إخوانهم في غزة وفي كل مكان.
وواصل: “نؤمن بأن إرادة الله غالبة وجبروت الاحتلال زائل، وفلسطين وغزة شاهدة على الغزاة الذين تعاقبوا على هذه الأرض فذهبوا واندثروا، وبقيت غزة شامخة، وبقي أهلها ثابتون في أرضهم لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم إلا ما أصابهم من لأواء.
وبين هنية أنه خلال ثمانية وثمانون يوما والمقاومة مستبسلة في الميدان تسقط أهداف العدو الموهومة واحدا تلو الآخر وخاصة في مراحل العدوان الأولى والثانية والتي أراد فيها تفكيك وتدمير المقاومة وتهجير شعبنا، واستعادة جنوده الأسرى
وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن المقاومة ما زالت بفضل الله في تصاعد متواصل تذيق هذا العدو وجيشه جزاء جرائمهم، فالمقاومة بخير، والمقاومون وقياداتهم بخير، والنصر صبر ساعة، وعدونا إلى اندحار، ولن يطلق سراح أسرى العدو إلا بشروط المقاومة سيدة المكان والزمان في غزة وفلسطين
ولفت إلى العمليات البطولية الاستثنائية التي نراها وشعبنا وأمتنا هي غيض من فيض مما تقوم به المقاومة كل يوم وساعة، وتؤكد أن هؤلاء الأبطال يستبسلون لدفع حياتهم ثمنا لحرية شعبهم ووطنهم.
وقال:” كل يوم يمر يزيد مقاومتنا قوة وصلابة وثقة بالنصر، كيف لا والمجاهدون حينما يرمون يصدحون بقوله سبحانه (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) وشاهدت الأمة جمعاء الشهيد الرباني الذي صعدت روحه وهو ساجد مقبل غير مدبر.
وأضاف:” أيها الأبطال لقد جعلتم دبابات الاحتلال وناقلاته توابيت متفحمة واستطعتم أن تقهروه على أعتاب أحياء غزة وأصبحتم أمام العالم أساطير يتغنى بها وهم يشاهدون بطولاتكم الفذة بل إن قادة دول، ومسؤولين في جيوش يعيدون مشاهدة صور إبداعاتكم مذهولين وأنتم تواجهون الجيش الذي كان لا يقهر وتحيون المعاني العظيمة في هذه الأمة.
وتابع: “واطمئن شعبنا وأمتنا أن المجاهدين وقياداتهم بخير ويمارسون مهامهم القيادية بكل جدارة واقتدار، فخورون بشعبهم وأمتهم وبكل أحرار العالم الذين وقفوا مع الحق الفلسطيني.
ووجه هنية التحية إلى الإعلام العسكري للقسام ولفصائل المقاومة الذي أبدع في الميدان بجانب المقاتلين ينقل صورة البطولات إلى جماهير الأمة العربية والإسلامية والعالم كله، ويظهر جبن الجندي الصهيوني وهزيمته أمام الرجال.
ونوه هنية إلى أن الاحتلال أرد من هذه المعركة بث روح الهزيمة والانكسار لدى عموم شعبنا فانقلب السحر على الساحر، وظهر كذب الاحتلال وانكشف وجهه القبيح.
وأوضح:” بدأ الاحتلال يروج بأنه ينتقل من المرحلة الثانية إلى الثالثة للقيام بعمليات عسكرية مركزة لمنع المقاومة من النهوض، ولكنها ستسقط على يد المقاومة كما سقطت سابقاتها فأبطال فلسطين، أبطال غزة، أبطال القسام وكل فصائل المقاومة، يصنعون اليوم تاريخا وعهدا جديدا لفلسطين حرة عزيزة كريمة.
وأكد أن هذا العدوان سيتوقف تحت ضربات المقاومة وصمود شعبنا، وليس أمام الاحتلال إلا الاستجابة لإرادة شعبنا
أما بشأن المبادرات العربية لوقف العدوان على غزة قال هنية: “في ضوء المبادرات والعروض التي وصلت إلى قيادة الحركة عبر الإخوة في مصر وقطر، وبعد دراسة هذه الأفكار بإيجابية فإن الحركة قدمت لقطر ومصر موقفها ورؤيتها الذي ترتكز فيه على الوقف الشامل للعدوان على شعبنا وإغاثته والاستجابة لمطالبه المحقة والعادلة.
وأضاف:” “الحركة تلقت العديد من المبادرات تتعلق بالوضع الفلسطيني الداخلي الصادرة عن جهات وشخصيات فلسطينية وعربية حريصة على شعبنا وقضيتنا وأكدنا للجميع تمسك الحركة بوحدة الشعب والقضية وهي منفتحة على كافة المكونات الوطنية من أجل اعادة بناء المرجعية الوطنية في إطار المنظمة عبر الخيار الديمقراطي إلى جانب الاتفاق على حكومة وطنية للضفة والقطاع.
و شدد على أن العمل على أساس برنامج المقاومة والثوابت وفي مقدمتها الدولة وعاصمتها القدس وحق العودة وتقرير المصير.
وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أنه لن يكون هناك فوضى أو فراغ في القطاع ، مشيرا إلى أن الأجهزة الشرطية والأمنية تعمل حاليا والمؤسسات الحكومية تقوم بجهدها بالإمكانات المتاحة في ظل الحرب والعدوان.
وقال: ” ندرك أن الأيام الحالية مؤلمة وثقيلة ولكنها سوف تمضي ويمضي معها الطغيان وسيعود شعبنا بإذن الله إلى بيوته التي نزح منها وسنعمل يدا بيد لإعادة بناء ما دمره الاحتلال والعدوان.
وأضاف:” نعمل على مدار الساعة مع الجميع من أجل أن يحصل شعبنا على احتياجاته وينعم بالحرية والاستقلال، وفي الوقت ذاته إذ نحمّل الاحتلال المسئولية الكاملة عن هذه المعاناة.
وحمل هنية الدول التي شاركت وساندت هذا العدوان وخاصة الإدارة الأمريكية المسئولية الكاملة من حيث دعمها العسكري والأمني والسياسي لدولة الاحتلال، والوقوف في وجه إرادة المجتمع الدولي الذي ينادي بوقف العدوان إنصاف شعبنا
ولفت هنية إلى أن هذه الحرب وضعت شعبنا وقضيتنا في محطة جديدة مختلفة يدرك فيها العالم أجمع أن لا أمن ولا استقرار ولا مستقبل في المنطقة إلا بحصول شعبنا على حريته وحقوقه المشروعة في أرضه ووطنه وإقامة دولته المستقبلة وعاصمتها القدس وإنجاز حق العودة، وأن لا مستقبل للاحتلال على أرضنا بل لا شرعية للاحتلال على شبر من أرض فلسطين.
وتابع: “كما أكدت هذه الحرب أن شعبنا ليس وحيدا، بل معه أمتنا العربية والإسلامية والكثير من الأحرار في العالم شرقا وغربا، ونوجه التحية لكل المشاركين في إسناد هذه المعركة العظيمة على امتداد الوطن العربي والإسلامي والتحية والاعتزاز للشهداء الذين قضوا في اسناد المعركة في لبنان واليمن والعراق.
وأشارهنية إلى أن الملايين في مدن وعواصم شرق الأرض وغربها تخرج لترفع صوتها عاليا ضد العدوان الغاشم ونصرة لشعبنا، وإدانة الكيان الصهيوني وجرائمه البشعة ضد الإنسانية، وهذا يؤكد أن العالم يدرك أن الاحتلال يمثل كل الشرور.
وأضاف:” آن الأوان للحكومات الاستجابة إلى الحق والضمير والمعاني الإنسانية التي نصت عليها القوانين والقرارات الدولية وأن تتخلى عن صمتها على الانحياز الأمريكي الغربي للاحتلال وتعاملها بإزدواجية معايير فيما يتعلق بفلسطين وقضيتها وحقوق شعبها.
وحيا هنية :”كل المواقف الداعمة والمساندة وأخص هنا دولة جنوب أفريقيا التي توجهت بشكوى إلى محكمة العدل الدولية ضد دولة الاحتلال بسبب جرائمها ضد الإنسانية والتطهير العرقي والإبادة الجماعية.
وواصل حديثه قائلاً: “القضية الفلسطينية وغزة هي قضية إنسانية سياسية عادلة ونتطلع كشعب عانى ويعاني من احتلال عنصري لأكثر من 75 عاماً أن يصدر قرار يحقق العدل لشعبنا وقضيته ويوقف جرائم الحرب التي تجري اليوم في غزة.
وأضاف:” كلي يقين أن هذا العام سيكون عاما ملؤه العزة والكرامة وسيفتح أجندة النصر والتحرير وكذلك سيفتح مسيرة الانهيار والزوال للاحتلال الفاشي الغاصب بإذن الله.
وأكد هنية أن “هذا عام تحرير أسرانا بحول الله وقوته وهو عام تجسيد وحدة شعبنا في الداخل والخارج.، مضيفا:”قلنا ونكرر “لا أمن ولا استقرار في المنطقة إلاّ بزوال الاحتلال”.
وشدد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أنه لن تمر مؤامرة التهجير، ولا عودة عن المطالبة بتحرير كافة الأسرى.
ولفت هنية في ختام حديثه أنه” أي ترتيبات في القضية الفلسطينية دون حركة حماس وفصائل المقاومة وهمٌ وسراب.”