اخبار

136 شهيدا منذ الفجر: حرب الإبادة تشتد.. صواريخ الاحتلال والجوع يفتكان بأطفال غزة (صور وفيديو)

 ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة، مساء الثلاثاء، إثر قصفها منزلا مأهولا بالسكان في شمال غرب مدينة غزة، حيث استشهد 15 مواطنا بينهم 6 أطفال وأصيب عدد آخر.

وأفادت مصادر محلية بأن القصف استهدف منزلا يؤوي نازحين من عائلة مشتهى غرب مدينة غزة، حيث وصل عدد كبير من الأطفال المصابين إلى مجمع الشفاء الطبي.

 

 

 

وفي أحدث حصيلة، أفادت مصادر طبية، باستشهاد 136مواطنا بينهم 45 من منتظري المساعدات في القصف على قطاع غزة منذ فجر اليوم.

 

وذكر مراسل قناة الجزيرة أنس الشريف أن عددا من المسعفين أصيبوا جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلا مجاورا لموقع تواجد سيارة إسعاف تابعة لوزارة الصحة الفلسطينية في شارع المخابرات شمال غرب مدينة غزة.

 

 

وفي وقت سابق، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة ضد النازحين، إثر قصف مدفعي للخيام في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ما أسفر عن ارتقاء 14 شهيدا وسقوط عشرات الجرحى. ووقعت المجزرة في ساعات الفجر الأولى من يوم الثلاثاء، حيث قتلت القذائف المدفعية الأطفال والنساء والرجال وهم نيام، بعدما أصابت الخيام بشكل مباشر. وتناثرت الشظايا لتصيب نازحين يقيمون في خيام مجاورة. واضطرت طواقم الإسعاف إلى نقل أكثر من خمسة مصابين ومرافقيهم في سيارة إسعاف واحدة بسبب كثرة الإصابات ونقص سيارات الإسعاف، بينما دمرت القذائف خيام النازحين بالكامل.

 

وفي السياق نفسه، ارتقت الطفلة إيمان حرز (9 أعوام) متأثرة بجراحها في استهداف إسرائيلي لمجموعة من المواطنين قرب مجمع الصحابة وسط المدينة. كما استشهدت امرأتان وأصيب آخرون جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة دردونة قرب بركة الشيخ رضوان شمالي غزة، بالتزامن مع إطلاق مروحية إسرائيلية النار على المناطق الشرقية للمدينة، التي تعرضت أيضا لقصف مدفعي عنيف وعمليات نسف جديدة للمنازل في مناطق التوغل البري هناك.

كما استشهد ثلاثة أطفال بقصف قرب مسجد علي في حي الزيتون، وسقط شهداء وجرحى آخرون في قصف منزل قرب مسجد الشنطي بحي النصر غرب المدينة. وأعلن مستشفى القدس عن استقباله شهيدا و118 مصابا من المدنيين المجوَّعين، الذين استهدفتهم قوات الاحتلال فجرًا أثناء انتظارهم المساعدات قرب مفترق النابلسي جنوب غرب المدينة.

 

الأطفال يموتون جوعا

وكان هؤلاء ينتظرون قوافل المساعدات للحصول على الطعام لأسرهم التي تواجه الجوع وسوء التغذية، وسط مخاوف من ارتفاع عدد الوفيات بسبب المجاعة. وفي هذا الإطار، أعلنت مصادر طبية عن وفاة الرضيع يوسف الصفدي من غزة نتيجة الجوع ونقص الحليب.

 

واستمرت الهجمات البرية والجوية العنيفة التي ينفذها جيش الاحتلال على المناطق الشمالية للقطاع، حيث استهدفت بلدات جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون. وأعلن عن استشهاد مواطن من عائلة الدبور باستهداف في شارع البنا بجباليا النزلة، واستشهاد مواطنين آخرين وإصابة آخرين جراء استهداف طال منتظري المساعدات في منطقة السودانية شمال غرب القطاع.

ولم يتوقف موت الجياع عند هذا الحد، إذ أعلن أيضا عن وفاة المواطن أحمد الحسنات في وسط القطاع بسبب سوء التغذية. كما أعلن مستشفى العودة في النصيرات عن انتشال شهيد من محيط جسر وادي غزة جنوب “محور نتساريم” بعد إطلاق قوات الاحتلال النار على عدد من منتظري المساعدات، إضافة إلى وصول شهيد آخر إلى المستشفى جراء استهداف قرب نقطة توزيع المساعدات على شارع صلاح الدين، وانتشال جثمان شهيد آخر من محيط مركز توزيع المساعدات شمالي مخيم البريج.

 

وأعلن المستشفى أيضا عن استقبال شهيدين جراء استهداف في منطقة بلوك 12 بمخيم البريج، إضافة إلى شهيدين آخرين في قصف إسرائيلي على منطقة الحكر جنوب مدينة دير البلح. ومع تصاعد الهجوم البري على جنوب المدينة، استشهد مواطن وأصيب آخرون في قصف استهدف تجمعًا قرب تلك المنطقة، كما جرى انتشال جثمان شهيدين من عائلة أبو عمرة من منطقة حكر الجامع، إضافة إلى انتشال جثامين ثلاثة شهداء بينهم امرأة من مناطق التوغل نفسها.

وأبقت قوات الاحتلال على وتيرة غاراتها الجوية والمدفعية مرتفعة في المنطقة الواقعة جنوب وجنوب غرب دير البلح، حيث بدأ التوغل البري. وذكرت مصادر محلية أن الطائرات المسيّرة تطلق النار على كل متحرّك في المنطقة.

وكانت قوات الاحتلال قد توغلت الاثنين في تلك المنطقة ودهمت عدة مبانٍ تابعة لمنظمات أممية وإغاثية، من بينها مقر إقامة موظفي منظمة الصحة العالمية، حيث اعتُقل عدد من الموظفين وخضعوا للتحقيق قبل الإفراج عن بعضهم والإبقاء على أحدهم قيد الاعتقال.

وظهر الثلاثاء، انسحبت قوات الاحتلال من مناطق توغلت فيها جنوب غرب المدينة، بعد أن خلّفت دمارا واسعا، خصوصا في مناطق خيام النازحين، وسط مخاوف من تجدد التوغل وإقامة محور احتلالي جديد يفصل المدينة عن خان يونس جنوبًا، والتي تُفصل بدورها عن رفح عبر “محور موراج”، وعن مدينة غزة عبر “محور نتساريم”، ما قد يقطع التواصل بين وسط القطاع وجنوبه، ويمنع تشغيل محطة تحلية المياه المركزية جنوب غرب المنطقة الوسطى.

جوع يفتك بخان يونس ورفح

وفي خان يونس، ظل الوضع الميداني على حاله وسط تفاقم أزمة الجوع، إذ أعلنت مصادر طبية عن استشهاد الطفل عبد الحميد الغلبان (14 عاما) والمواطنة رحيل رصرص (32 عامًا) بسبب سوء التغذية. وأظهرت صور للضحايا كيف تحولت أجسادهم إلى هياكل عظمية، بينما نشرت عائلات صورًا لأطفالهم وقد برزت عظامهم من شدة الهزال.

 

ومع استمرار التصعيد، ارتقى ثلاثة شهداء من عائلة بربح في خان يونس جراء قصف قرب دوار أبو حميد وسط المدينة. واستمر القصف الجوي والمدفعي بكثافة على المناطق الشرقية والجنوبية للمدينة، خاصة مناطق التوغل البري، ما أدى إلى سقوط شهداء جدد، إذ ارتقى 17 فلسطينيا في خان يونس حتى ظهر الثلاثاء، بحسب إحصاءات طبية.

وسُمع دوي انفجارات جديدة في بلدتي القرارة وعبسان، فيما استمرت عمليات نسف المنازل شرق ووسط المدينة، وأطلقت الآليات المتوغلة النار بكثافة، بالتزامن مع قصف مدفعي متواصل، بينما دمر الطيران الحربي الإسرائيلي منازل عدة في حي بطن السمين جنوب المدينة.

وفي رفح، استشهد مواطنان وأصيب العشرات بنيران قوات الاحتلال قرب مركز مساعدات تديره شركة أمريكية جنوب غرب المدينة في منطقة “الشاكوش”، حيث اضطر السكان للتوجه إليه بحثًا عن فتات طعام لأسرهم وأطفالهم رغم مخاطر الاستهداف المتكرر.

وبسبب تصاعد المجاعة وسوء التغذية، بات من المألوف رؤية حالات إغماء في الشوارع تصيب الرجال والنساء والأطفال وكبار السن.

توقف الخدمات الطبية

ومع استمرار الحصار ومنع إدخال الإمدادات الطبية، أعلنت وزارة الصحة أنها اضطرت، بعد تحذيرات متكررة، إلى وقف الخدمات في مستشفى الخدمة العامة، ومحطة الأكسجين المركزية، وعيادة السلام، وعيادة الشاطئ، ومركز الجلاء الطبي، ومركز حيدر عبد الشافي الطبي، بسبب منع الاحتلال منظمة الصحة العالمية من إيصال الوقود لمستشفيات غزة والشمال. وحذرت الوزارة من توقف بقية المستشفيات خلال 48 ساعة فقط، مؤكدة أن الاحتلال يستهدف ما تبقى من المنظومة الصحية بوقف تزويدها بالوقود والإمدادات الطبية.

وفي هذا الإطار، قالت مديرة الإعلام والتواصل في وكالة “الأونروا” جولييت توما إن لدى المنظمة 6 آلاف شاحنة محملة بالغذاء والأدوية ومستلزمات النظافة في الأردن ومصر بانتظار الإذن بالدخول. وأضافت: “على بُعد كيلومترات قليلة من غزة، المتاجر ممتلئة، بينما الناس في غزة يتعرضون للتجويع، بمن فيهم موظفو الأونروا الذين يُغمى عليهم من شدة الجوع”.

هجمات المقاومة

وفي مواجهة هجمات الاحتلال، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس استهداف ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة “الياسين 105” قرب مفترق أبو هولي جنوب شرق دير البلح، ودبابة ميركافاه في منطقة شاليهات الجعفراوي جنوب شرق المدينة، وأكدت رصد هبوط مروحيات لإخلاء الموقع.

 

كما أعلنت كتائب المجاهدين استهداف تجمع لقوات الاحتلال في منطقة المحطة بخان يونس بقذائف هاون عيار 81 ملم. وكان جيش الاحتلال قد أعلن ليل الاثنين عن مقتل جندي وإصابة اثنين بجروح خطيرة بانفجار عبوة ناسفة داخل منزل في حي الجنينة بمدينة رفح جنوب القطاع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى