· جلالة الملك المعظَّم قدّم رؤية حكيمة ومبادرات تؤكد ضرورة بلورة موقف عربي ودولي مشترك لحماية الشعب الفلسطيني ووقف نزيف الحرب

القاهرة في 22 فبراير/ بنا / أكد معالي السيد علي بن صالح الصالح، رئيس مجلس الشورى،أن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظّم، حفظه الله ورعاه، قدّم مبادرات ورؤية حكيمة تؤكد ضرورة بلورة موقف عربي ودولي مشترك وعاجل لحماية الشعب الفلسطيني ووقف نزيف الحرب والعمل من أجل تحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني، بما يصب في صالح المنطقة كلها، لافتًا معاليه إلى الدعوات المستمرة من جلالة الملك المعظم لدعم المبادرات الدولية والإقليمية التي تعزز الحوار بين الحضارات، وترسخ مفاهيم التسامح ونبذ العنف، ومنها الكلمة التوجيهية لجلالته، حفظه الله ورعاه، في أعمال القمة العربية الثالثة والثلاثين التي أقيمت في مملكة البحرين خلال شهر مايو من العام الماضي (2024)، وحرص جلالته على تقديم تحليل دقيق وشامل لما تمر به القضية الفلسطينية حاليًا من منعطف خطير، في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات جِسام ومن إنكار لحقوقه المشروعة في الأمن والحرية وتقرير المصير.
وجدد معالي رئيس مجلس الشورى التأكيد على دعوة جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، إلى عقد مؤتمرٍ دولي للسلام في الشرق الأوسط، إلى جانب دعم الاعتراف الكامل بدولة فلسطين وقبول عضويتها في الأمم المتحدة.
جاء ذلك خلال كلمة معالي رئيس مجلس الشورى أمام المؤتمر السابع للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية، الذي عقده البرلمان العربي اليوم (السبت) في مقر جامعة الدول العربية بالعاصمة المصرية (القاهرة)، وشهد اعتماد “وثيقة برلمانية عربية لدعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضة ورفض مخططات التهجير والضم ومواجهة مخططات تصفية القضية الفلسطينية”، حيث يترأس معاليه وفدًا من مجلس الشورى يضم سعادة الدكتورة ابتسام محمد صالح الدلال، وسعادة الدكتور عادل عبدالرحمن المعاودة.
وأشار معالي رئيس مجلس الشورى إلى أن مملكة البحرين، بقيادة جلالة الملك المعظم، ما فتئت تؤكد سياستها الثابتة في تعزيز السلام والتعايش السلمي بين الشعوب، ورفضِ الحلول القائمة على العنف والطرق العسكرية، والدعوة إلى الحلول السلمية والدبلوماسية القائمة على الحوار والتفاوض في التوصل إلى حل أي نزاع، وهو الموقف الثابت الذي لا تحيد عنه مملكة البحرين، والنابع من قناعة متجذرة وسياسة متحققة ذات ثوابت تاريخية راسخة، مؤكدًا حرص المملكة على تأكيد موقفها الراسخ تجاه القضية الفلسطينية، وتجدد دعمها لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، بما فيها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وعدم تهجيره من أراضيه، وذلك كله وفقًا لحل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، ومبادئ القانون الدولي، ومبادرة السلام العربية، وقبول دولة فلسطين عضوًا كامل العضوية في منظمة الأمم المتحدة.
وذكر معالي رئيس مجلس الشورى أن مملكة البحرين أدانت واستنكرت بشدة التصريحات الإسرائيلية غير المسؤولة بشأن إقامة دولة فلسطينية في أراضي المملكة العربية السعودية، باعتبارها انتهاكًا صارخًا لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، إلى جانب إدانة التصريحات الإسرائيلية غير المسؤولة تجاه المملكة العربية السعودية الشقيقة، وشددت على تأكيد التضامن الكامل مع المملكة العربية السعودية الشقيقة، والوقوف إلى جانب أمنها واستقرارها وسيادتها.
ونوّه معالي رئيس مجلس الشورى إلى أن مملكة البحرين ماضية، بسلطتيها التنفيذية والتشريعية، في كل ما من شأنه تعزيز التضامن العربي، ودعم كل جهدٍ يسعى إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار، في سياق نهج رشيد مُؤداه أن السلام ليس مجرد غياب النزاعات، بل هو ثقافة يجب أن تُزرع في نفوس الشعوب.
كما أوضح معالي رئيس مجلس الشورى أن “اليوم نجتمع لوضع وثيقة برلمانية عربية، نؤكد فيها الدعم الراسخ، والمساندة الثابتة من البرلمانات العربية، للقضية الفلسطينية، ونقف متعاضدين صفًا واحدًا مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، في إقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وفي الوقت ذاته نرفض مخطط التهجير والضم وتصفية القضية الفلسطينية، فالقضية الفلسطينية تبقى محفورة في قلوبنا، وراسخة في وجدان الأجيال العربية المتعاقبة”.
ورأى معالي رئيس مجلس الشورى أن المنطقة تمر بمتغيرات على جميع الأصعدة، وعلى رأسها المتغيرات السياسية والاقتصادية، التي تتطلب حلولاً جماعية عاجلة، وقرارات حاسمة لمواجهتها، بما يخدم الصالح العام لدولنا وشعوبنا.
وأضاف معاليه في الكلمة: “نحن البرلمانيون، ممثلو الشعوب العربية، المجتمعون اليوم بصفتنا منظومة برلمانية عربية مشتركة، نؤكد من خلال مؤتمرنا، هذا وسائر فعاليات الدبلوماسية البرلمانية التي نشارك فيها، أن السلام هو الخيار الأوحد لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة، وأن الحوار هو السبيل الأمثل لحل الخلافات والنزاعات، ونرى ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وتوفير الحماية للسكان المدنيين، وتلبية احتياجاتهم الضرورية من المساعدات الإغاثية والغذائية والطبية والوقود دون عراقيل أو قيود، وفقًا للقانون الإنساني الدولي”.
وعبّر معالي رئيس مجلس الشورى عن التفاؤل والأمل الكبير في أن يكون تجمع رؤساء المجالس والبرلمانات العربية خطوة مهمة على طريق تعزيز التواصل بين المجالس التشريعية العربية، في كنف تعاضدِها وتآزرِها لتحقيق ما تتطلع إليه دول وشعوب الوطن العربي الكبير والعالم أجمع من خير ورخاء وأمن واستقرار، مؤكدًا على التعاون المثمر والبنّاء مع الحكومات لدعم عمل المؤسسات الدستورية في الدول العربية، والارتقاء بالمسيرة الديمقراطية، بما يعزز الجهود ويدفع بها نحو إيجاد إطارٍ أكثر فاعليةً لمزيدٍ من التعاون بين الدول العربية، على نحوٍ يستنهض مقومات التكامل والشراكة السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية بيننا، ويتخذ من التعايش السلمي والحوار سبيلًا قويمًا لبلوغ هذه الشراكة الفاعلة والمستدامة.
وأعرب معالي رئيس مجلس الشورى عن خالص الشكر لمعالي السيد محمد بن أحمد اليماحي، رئيس البرلمان العربي، وأعضاء البرلمان العربي، على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، مباركًا معاليه لمعالي رئيس البرلمان العربي الثقة التي حظي بها من أصحاب السعادة ممثلي البرلمانات العربية، ليتولى رئاسة البرلمان العربي، في خطوة تؤكد ما يمتلكه من خبرة برلمانية كبيرة، وإسهامات عديدة في مجال العمل البرلماني العربي.
وقال معالي رئيس مجلس الشورى: “إننا على ثقة بأن معالي رئيس البرلمان العربي سيواصل العطاء وبذل الجهود من أجل أن يحقق المزيد من التطور والتقدم في أداء البرلمان العربي، خصوصًا من خلال عقد اللقاءات والمؤتمرات البرلمانية، ومنها هذا المؤتمر السنوي المهم، الذي يحدونا العزم ويغمرنا الأمل في أن يتعاظم دوره، ليكون رافدًا مهمًا لتعزيز مسيرة التعاون بين المجالس التشريعية العربية، وفي تحقيق إنجازات مشتركة تصب في صالح تعزيز المسيرة العربية المباركة”.
ن.ع, M.B