مقالات

“مفيش حاجة بيقولوا عليها حرام”.. أستاذ بالأزهر يرد على محاولات تشويه دار الإفتاء المصرية



11:02 ص


الأربعاء 16 أبريل 2025

كتب – علي شبل:

انتقد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأزهر، حملات التشكيك في دار الإفتاء المصرية وعلمائها وشيوخ لجان الفتوى بها، بدعوى أنها تحلل للناس جميع أمورهم ولا تبين الرأي الشرعي الصحيح.

وقال الداعية الأزهري: للأسف الشديد هناك بعض الناس يحاولون تشويه دار الإفتاء المصرية بحجة أنهم يحللون كل شيء، وهذا الكلام منتشر بين كثير من الناس خاصة عند غير الأزهرية.

وتابع تمام: اتصل بي أحد الناس يسأل في أمر يخص البورصة، فقلتُ له: لا أعلم، واتصل بدار الإفتاء فهم أعلم بهذا الأمر ، فدار هذا الحوار بيننا كالتالي:

– قال لي يا دكتور : في دار الإفتاء بيحللوا كل حاجة ، مفيش أي حاجة بيقولوا عليها حرام. وأحيانا بيقولوا على المسألة فيها قولين ، واحنا اخترنا لك الأسهل.

فقلتُ له : لو سألتهم عن الخمر أو الزنا هيقولوا حرام ولا حلال ، قال: هيقولوا حرام طبعا.. فقلت له يعني مش كل حاجة بيحللوها زي ما بتقول.. هذا أولا.

– قلت له، ثانيا: هل تعرف الشيخ اللي بيفتيك في دار الإفتاء؟ قال: لا. فقلت له: هل يعرفك ؟ قال لا . فقلت له : هل سيأخذ منك فلوس لما يفتيك؟ قال لا . فقلت له : هل تتوقع إن الشيخ اللي بيفتيك هايدخل نفسه النار عشان حضرتك وهو مش مستفيد منك حاجة ؟ قال لا.

– فقلت: إذن لماذا هذا التشويه والهجوم عليهم، القصة باختصار أنهم يتخيرون للناس ما هو أيسر لهم وأصلح؛ لأن وظيفة الفقيه التخفيف عن الناس والتيسير عليهم والبحث لهم عن مخارج.. وسهل جدا التضييق عليكم وتحريم كل شيء، لكن هذا ليس من الدين.

ولفت تمام، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، إلى أن المشكلة أن بعض الناس من غير المتخصصين يرون أن الأصل هو التحريم في كثير من الأشياء وهذه كارثة، مضيفا أن الفقه والفتوى باب واسع جدا ولا يحسن ذلك إلا أصحاب الفقه، والفقيه عندما يفتي الناس يفرق بين القطعي والظني ويراعي حال الزمان والمكان والسائل والاختلاف بين الأئمة وغير ذلك من الأمور التي تساعد على ضبط الفتوى.

وأضاف: دائما ما أقول لا بد من احترام المؤسسات الدينية وعلمائها والظن الحسن بهم وأنهم لا يبيعون دينهم كما يتوهم البعض.. ودائما ما أقول عندما يسألني أحد: إذا تعارض قولي مع قول دار الإفتاء أو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر الشريف ؛ فخذ بقولهم ، فهم أدرى وأعلم مني. وأحيانا كثيرة (وأنا أستاذ فقه ومتخصص) أتصل بهم لمعرفة الفتوى المعتمدة في بعض المسائل ولا أتحرج من ذلك.

وأكد أستاذ الفقه بجامعة الأزهر أن دار الإفتاء أو لجنة الفتوى ليسوا معصومين فقد يخطئون لكن خطأهم قليل بالنسبة للأسئلة المعروضة، ولا يتعمدون الخطأ وتضليل الناس كما يتوهم البعض ، ويكفي اجتهادهم في الوصول للحق والتخفيف عن الناس ، وهم مثابون إن شاء الله.

وختم تمام، ناصحا من ينتقد دار الإفتاء المصرية: كل ميسر لما خُلق له، فلو حضرتك مش متخصص في الفقه والفتوى، لا تفتئت على الناس في دار الإفتاء ولجنة الفتوى ولا تحقر من شأنهم فهم علماء أجلاء يراعون الله قدر الطاقة والإمكان في فتاواهم.

اقرأ أيضًا:

علي جمعة يكشف عن الكلمات العشر الطيبات: أوصى بها النبي ﷺ

كيف نعرف أننا صادقون مع الله؟”.. الدكتور أسامة قابيل يجيب

السيد عبد الباري: الدنيا ليست دار النعيم والراحة لكن يجب السعى والعمل فيها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى