اليونسكو تكرس اليوم الدولي للتعليم لعام 2025 للذكاء الاصطناعي
باريس في 22 يناير / بنا / قررت المديرة العامة لليونسكو “أودري أزولاي” تكريس اليوم الدولي للتعليم لعام 2025 الذي يوافق 24 يناير، للتحديات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. داعية الدول الأعضاء إلى الاستثمار في تدريب المعلمين والتلاميذ على الاستخدام المدروس لهذه التكنولوجيا في التعليم.
وقالت “اليونسكو” عبر موقعها الالكتروني إن الذكاء الاصطناعي يقدّم فرصًا هامة في مجال التعليم، لكن شريطة أن يسترشد نشره في المدارس بمبادئ أخلاقية واضحة.
وأضافت: “لكي تُظهر هذه التكنولوجيا كل طاقاتها الكامنة، يجب أن تقترن بالأبعاد الإنسانية والاجتماعية للتعلم، لا أن تحلَّ محلها. ويجب أن تكون أداة في خدمة المعلمين والتلاميذ، وأن يكون هدفها الأساسي تحقيق استقلاليتهم ورفاههم”.
وذكرت أن “اليونسكو” تهدف من خلال تكريس اليوم الدولي للتعليم لعام 2025 للذكاء الاصطناعي إلى إثارة نقاش عالمي بشأن مكانة هذه التكنولوجيا في التعليم، وقد أدرجت المنظمة في البرنامج مؤتمرات سوف تُعقد في باريس ونيويورك وحلقة دراسية شبكية.
وأوضحت أن حضور الذكاء الاصطناعي يزداد أكثر فأكثر في التعليم، ففي البلدان ذات الدخل المرتفع، يستخدم أكثر من ثلثي تلاميذ المرحلة الثانوية أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في تحضير فروضهم المدرسية، كما يزداد لجوء المعلمين إلى الذكاء الاصطناعي في تحضير دروسهم وتقييم فروض التلاميذ، وأصبح الذكاء الاصطناعي يحدد التوجيه المدرسي والقبول اللذين كان يوجههما تقليديًا المعلمون والخبراء.
وقالت: “لكن لا تزال الأطراف الفاعلة في التعليم تفتقر إلى وجود توجيهات واضحة بخصوص هذه الممارسات. وتشير دراسة أجرتها اليونسكو في مايو 2023 في 450 مؤسسة إلى أن 10% من المدارس والجامعات فقط تؤطر رسميًا استخدام الذكاء الاصطناعي، وفي عام 2022، أعدت 7 بلدان فقط أطرًا أو برامجا للذكاء الاصطناعي موجَّهة إلى المعلمين، و15 بلدًا فقط أدرج في برامجه الدراسية الوطنية أهدافًا تتمثل في التدريب على استخدام الذكاء الاصطناعي. وفي الوقت نفسه، يزداد عدد الدول التي تفرض قيودًا على استخدام التكنولوجيات الجديدة في الفصول الدراسية”.
ولفتت إلى أن البيانات الجديدة لليونسكو تشير إلى أنَّ قرابة 40% من الدول لديها اليوم قانون أو سياسة تمنع استخدام الهواتف المحمولة في المدرسة، بينما كانت هذه النسبة 24% فقط في يوليو 2023.
وأوضحت “اليونسكو” أنها اهتمت منذ عشر سنوات تقريبًا بالتحديات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، مدفوعة بولايتها المستعرِضة للتربية والعلم والثقافة والمعلومات، وقد اعتمدت الدول الأعضاء في المنظمة في نوفمبر 2021 أول إطار تقنيني عالمي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي.
كما نشرت “اليونسكو” في مجال التعليم إرشادات استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم والبحث الأولى من نوعها في سبتمبر 2023، ونشرت أيضًا إطار العمل الخاص بالكفاءات في مجال الذكاء الاصطناعي للتلاميذ والمعلمين في عام 2024، وتطرق هذا الإطار إلى إمكانات الذكاء الاصطناعي ومخاطره من أجل استخدامه بطريقة آمنة وأخلاقية وشاملة للجميع ومسؤولة، وتقترح هذه الدراسات تحديد سن الثالثة عشرة كحدٍّ ادنى لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الفصول الدراسية.
وشددت “اليونسكو” على أن الإمكانات التي خصصتها الدول للذكاء الاصطناعي يجب أن تضاف إلى الموارد المالية المخصصة أصلاً للتعليم، لا أن تُقتطع منها، في الوقت الذي لا تحظى فيه مدرسة من كل 4 مدارس بالكهرباء، و60% من المدارس ليس لديها اتصال بالإنترنت.
م.ص, خ.س, A.A