بعد حرائق كارثية.. مزارعو بوليفيا بين خيار الحرق والزراعة لمواجهة الجفاف

سانتا آنا دي فيلاسكو في 1 مارس /بنا/ يواجه المزارعون في بوليفيا تحديًا صعبًا بعد أقل من عام على اندلاع أسوأ حرائق غابات في تاريخ البلاد، إذ يجدون أنفسهم بين خيارين: مواصلة إشعال الحرائق لتطهير الأراضي الزراعية، أو الاتجاه نحو زراعة الأشجار للحد من تفاقم الجفاف.
ووفقًا للمعهد البوليفي لأبحاث الغابات، فقد التهمت الحرائق العام الماضي نحو 10.7 ملايين هكتار من الغابات الاستوائية الجافة في شرق بوليفيا، وهي مساحة تعادل حجم البرتغال، ما أدى إلى خسائر بيئية واقتصادية جسيمة. ورغم أن هذه الحرائق لم تحظَ بتغطية إعلامية واسعة مقارنة بتلك التي اندلعت في البرازيل المجاورة، إلا أنها تسببت في مقتل أربعة أشخاص على الأقل وارتفاع غير مسبوق في مستويات تلوث الكربون، بحسب هيئة مراقبة المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي.
وتُعزى هذه الحرائق في الغالب إلى ممارسات الزراعة المعتمدة على “القطع والحرق”، حيث يلجأ المزارعون إلى إشعال النيران لتنظيف الأراضي، غير أن الجفاف الحاد الناجم عن التغير المناخي زاد من خطورة انتشار الحرائق خارج السيطرة.
وتقول المزارعة البوليفية خوليا أورتيس، التي تعتمد على زراعة السمسم، إن الكثير من المزارعين في منطقة تشيكويتانيا الاستوائية لا يملكون خيارًا آخر سوى اللجوء إلى الحرق، مشيرةً إلى أن نقص المعدات الزراعية مثل الجرارات يدفعهم إلى اتباع هذه الطريقة التقليدية، رغم مخاطرها البيئية الكبيرة.
وفي ظل تفاقم نقص المياه وتلف المحاصيل، أطلقت مجموعة من النساء في قرية سانتا آنا دي فيلاسكو مبادرة لإعادة زراعة الأشجار باستخدام تقنية “القنابل البيئية”، وهي كرات صغيرة من التربة محشوة ببذور الأشجار المحلية، يتم نثرها جوًا عبر طائرات مسيّرة فوق الأراضي المتضررة. ومن المقرر أن يتم إسقاط نحو 250 ألفًا من هذه “القنابل” على مساحة 500 هكتار بدءًا من شهر مارس، بدعم من منظمة “سويسكونتاكت” السويسرية غير الحكومية ومؤسسة “فليدس” البوليفية.
ويأمل خبراء البيئة أن تساهم هذه الجهود في استعادة الغطاء النباتي، والحد من فقدان التربة للرطوبة، في ظل استمرار التهديدات البيئية الناتجة عن إزالة الغابات والحرائق المتكررة.
ع.إ , م.ا.ف