تكريم شخصيات مسرحية بارزة وحلقة نقاشية تسلط الضوء على أثر عبدالله السعداوي في المسرح البحريني
المنامة في 15 ديسمبر / بنا / ضمن فعاليات النسخة الثالثة عشرة من مهرجان الصواري المسرحي للشباب، تُقام اليوم 15 ديسمبر، حلقة نقاشية بعنوان “أثر عبدالله السعداوي في تجربتي” في الصالة الثقافية.
وتهدف هذه الحلقة إلى استعراض الإرث المسرحي والفكري الذي خلفه المسرحي الرائد عبدالله السعداوي، والذي يُعد من أبرز المساهمين في تطوير المسرح التجريبي في البحرين، ودوره الكبير في صقل مواهب الشباب وإثراء الساحة المسرحية.
يشارك في الحلقة عدد من المسرحيين الذين عملوا مع السعداوي أو تأثروا بفنه وأفكاره، من بينهم المخرج والممثل حسين عبدعلي، الدراماتورج والمخرج محمد رضوان، الممثل محمد الصفار، المخرج والممثل والسينوغراف سلمان العريبي، والمخرج والممثل حسين الرفاعي.
وتتناول الحلقة ثلاثة محاور رئيسية تبدأ بتسليط الضوء على دور السعداوي في تأسيس المسرح التجريبي في البحرين، وكيف ساهمت رؤيته الإخراجية والفكرية في تشكيل هذا النوع من المسرح، بالإضافة إلى مشاركاته البارزة في المهرجانات المسرحية العالمية.
كما تناقش الحلقة تأثير السعداوي على المشهد الفني والفكري للشباب من خلال حكايات شخصية وتجارب المشاركين الذين تعلموا تحت إشرافه، مسلطةً الضوء على الجانب الإنساني لشخصيته وكيف نجح في بناء تلاميذه فنيًا وفكريًا.
وفي تعليق على أهمية هذه الحلقة، قال رئيس مجلس إدارة مسرح الصواري حسين العريبي: “إن تقديم هذه الحلقة النقاشية ليس مجرد استعراض لمسيرة الأستاذ عبدالله السعداوي، بل هو عرفان وتقدير لجهوده العظيمة وإسهاماته التي لم تقتصر على البحرين فقط، بل امتدت لتشمل كافة أرجاء العالم العربي.
وكان السعداوي حاضنة للمواهب الشابة وداعمًا كبيرًا لهم، حيث ساعدهم على اكتشاف إمكاناتهم وتطويرها، ودفعهم لتقديم أعمالهم وفنهم بكل ثقة وإبداع من خلال المسرح. وهذه الحلقة تمثل رسالة شكر واحتفاء بشخصية صنعت الفارق في الحركة المسرحية والفنية بأبعادها المختلفة.
وتستعرض الحلقة النقاشية مستقبل المسرح التجريبي في البحرين في ظل المتغيرات العالمية والتكنولوجية، مع استحضار رؤية السعداوي حول الفن وتأثير العولمة والإمبريالية المعولمة على المسرح.
وتشكل هذه الحلقة فرصة استثنائية لاستكشاف تجربة عبدالله السعداوي من خلال شهادات حية تروي رحلته مع المسرح وتأثيره المستمر على الأجيال الجديدة من الفنانين.
كذلك وضمن فعاليات النسخة الثالثة عشرة من مهرجان الصواري المسرحي للشباب، كرّم المهرجان مجموعة من الشخصيات المسرحية البارزة التي قدمت إسهامات كبيرة في تطوير الحركة المسرحية في البحرين والمنطقة العربية.
وكان من بين المكرمين هذا العام المخرج والممثل أحمد الفردان، الذي بدأ مسيرته الفنية كممثل في المسرح المدرسي في عام 1990، ليصبح لاحقًا أحد الأسماء اللامعة في مجال الإخراج والتمثيل في البحرين. ويشتهر الفردان بمشاركاته العديدة في الأعمال المسرحية والسينمائية التي أثرت في الوسط الفني البحريني والخليجي، إضافة إلى دوره البارز في إحياء مهرجان الصواري المسرحي للشباب في عام 2013 بعد انقطاع دام 12 عامًا.
كما كرم الممثل والمؤلف والمخرج حسين عبدعلي خليل، الذي له حضور قوي في الساحة المسرحية من خلال أعماله المتنوعة التي شاركت في مهرجانات مسرحية دولية وحصدت العديد من الجوائز، بدوره في كتابة وإخراج المسرحيات التي لاقت نجاحًا كبيرًا.
من بين المكرمين أيضًا المخرج حسين الحليبي، الذي يعتبر أحد الأسماء الكبيرة في مجال الإخراج المسرحي، وله العديد من الأعمال التي نالت جوائز متميزة في مهرجانات مسرحية محلية ودولية. أما محمود الصفار، المخرج والممثل الحاصل على عدة جوائز في مجال التمثيل والإخراج، فقد كان له دور بارز في إثراء العمل المسرحي من خلال إشرافه على العديد من المشاريع المسرحية والورش التدريبية وتطوير المواهب المسرحية الشابة في البحرين. وكذلك سيتم تكريم الصحفي والمؤلف حسام توفيق التي يعتبر عضو فاعل في مسرح الصواري منذ عام 1995، وله إسهامات ثقافية وفنية مهمة، منها إعداد كتب مسرحية توثق تجارب ريادية. وشارك في تنظيم العديد من المهرجانات وساهم في تطوير الحركة المسرحية عبر نشاطاته البحثية والفنية.
إلى ذلك، قال رئيس مجلس إدارة مسرح الصواري حسين العريبي: “إن تكريم هذه الشخصيات المسرحية هو تقدير مستحق لكل ما قدموه لمسرح الصواري على مدار سنوات طويلة. هؤلاء المبدعون لم يقتصر دورهم على تقديم عروض فنية فقط، بل ساهموا بشكل كبير في تطوير العمل المسرحي البحريني ورفعته، حيث كانوا حاضرين في مختلف مجالات المسرح من التمثيل والإخراج والتأليف، وكانت مساهماتهم محورية في ازدهار تجربة مسرح الصواري. من خلال مسرح الصواري، قدموا مسرحًا وفنًا وعروضًا ذات قيمة مضافة للحركة المسرحية في البحرين، وكان لهم دور كبير في إيصال تجربة مسرح الصواري إلى محافل المسرح العريقة في المنطقة العربية والعالمية، مما رفع من مستوى المسرح البحريني ليصل إلى مستويات عالية في العديد من المهرجانات المسرحية البارزة.”
وشدد العريبي على دور هؤلاء المبدعين في دعم الحركة المسرحية المحلية، حيث ساهموا في تأصيل فن المسرح في البحرين من خلال أعمالهم المبدعة وإسهاماتهم التي استمرت لعقود.
وكانت النسخة الثالثة عشرة من مهرجان الصواري المسرحي للشباب، انطلقت يوم الأربعاء 13 ديسمبر وشهد حفل الافتتاح عرض مسرحية بدأت الرحلة للمخرجة نور حميد.
ويعد مهرجان الصواري المسرحي للشباب، الذي انطلق لأول مرة في عام 1993، أول وأكبر مهرجان مسرحي للشباب في البحرين والمنطقة. يمثل هذا الحدث منصة فريدة للشباب للتعبير عن مواهبهم الإبداعية وخوض تجربة فنية مثيرة.
ويتضمن برنامج المهرجان عروضًا مسرحية تبدأ يوميًا الساعة 8 مساءً، ومن أبرز الأعمال المشاركة: مسرحية قهوة ساخنة للمخرج إبراهيم خلفان وتأليف الأستاذ عبدالله السعداوي. مسرحية موكشا للمخرج علي عادل وتأليف عيسى الدرازي. مسرحية التيه للمخرج جاسم العالي، من تقديم فرقة مسرح الريف.
من جانبه، أشار مدير المهرجان محمد شاهين إلى تميز الأعمال المشاركة هذا العام، مشيدًا بالجهود المبذولة من مجلس إدارة مسرح الصواري في تحفيز الإبداع وتنمية المواهب الشابة. وقال: “ما يميز هذه الدورة هو ظهور مجموعة من المواهب الجديدة التي ساهمت في تقديم أعمال مبهرة في مجالات الإخراج والتمثيل وغيرها من جوانب المسرح الفني. هذا الإنجاز هو ثمرة العمل المستمر للمجلس في تنظيم ورش فنية وتدريب مسرحي يعزز من قدرات الشباب ويوفر لهم الأدوات اللازمة لإطلاق إبداعاتهم على خشبة المسرح.”
ويجمع مهرجان الصواري بين عشاق المسرح والثقافة في تجربة تساهم في تعزيز الحراك الفني البحريني وإبراز الطاقات الشبابية الواعدة. ومن المتوقع أن يشكل ختام المهرجان في 21 ديسمبر محطة استثنائية تسلط الضوء على الإبداعات المسرحية المشاركة.
ع.ب.ع, خ.س, A.A