جلالة الملك المعظم يستقبل المهنئين من أهالي محافظات المملكة بمناسبة شهر رمضان المبارك

المنامة في 19 مارس/ بنا / استقبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، في قصر الصخير هذا اليوم المهنئين من أهالي محافظات المملكة، وذلك في إطار حرص جلالته على التواصل والالتقاء مع أهل البحرين الكرام بمناسبة شهر رمضان المبارك.
واستهل اللقاء بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم، ثم تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، بإلقاء الكلمة السامية التالية، فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
أصحاب السمو والمعالي والسعادة، الحضور الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ونحن نسعد بالأيام والليالي الفضيلة من شهر الخير والغفران، أهنئكم جميعاً بحلول العشر الأواخر، داعياً المولى عز وجل أن يعيده علينا وعلى الأمتين العربية والإسلامية بوافر اليمن والبركات.
وفي هذه الأوقات ذات المكانة الرفيعة في نفوس المسلمين، حيث يجسدون المعاني السامية لموسم الطاعات، نشكر الله على نعمه علينا في بلادنا، وهي نعم لا تُعد ولا تُحصى. فله الحمد وحده جلَّ وعلا.
ومن أعظم ما أنعم الله به علينا؛ نعمة الأمن والاستقرار لمجتمع متحاب نفخر بإنجازاته المتميزة، ومواقفه المشرّفة، وخُلُقه السمح، إنه مجتمع لا يفرّط في وحدته، ولا يرضى إلا بأن تكون البحرين منارة رخاء وسلام، وموطن للتسامح والتعايش الحضاري لجميع أهلها ولكل من يقصدها.
ومن هذا المنطلق، فإنه مدعاة للفخر والاعتزاز ما حققه شباب البحرين في منتصف هذا الشهر الفضيل من إنجاز علمي رائد تمثل في إطلاق القمر الصناعي البحريني (المنذر)، وهنا نؤكد دعمنا المستمر في الاستثمار في الشباب البحريني لما لذلك من أثر إيجابي على مستقبل البحرين واقتصادها المعرفي، وندعوهم إلى مواصلة السعي لتحقيق المزيد من الإنجازات في مجالات الابتكار والتقدم التكنولوجي، وتعزيز مكانة المملكة في مجال الفضاء والتكنولوجيا المتقدمة. ونحث كافة المؤسسات الوطنية على تقديم كل الدعم لأبنائنا المتميزين، ليكونوا نموذجاً مضيئاً يسهم في رفعة هذا الوطن.
وهذا ما يدعونا جميعاً إلى التفاؤل بالمستقبل، والعمل بروح إيجابية وعزيمة صادقة لضمان استدامة التنمية والتطوير والتحديث لوطننا العزيز. ولهذا، فإننا نوجّه بمضاعفة الجهود لتلبية الطموحات الوطنية في القطاعات الحيوية، مع التركيز على تطوير قطاعي التعليم والصحة كونهما حجر الأساس في نهضة الإنسان ودوره في بناء الوطن.
كما نوجّه بتسريع وتيرة المشاريع الإسكانية لتوفير 50,000 وحدة سكنية جديدة، وتطوير الخدمات العامة لتحقيق نقلات نوعية تواكب تطلعاتنا لرفعة البحرين وازدهار الأسرة البحرينية.
الإخوة والأخوات، تواصل البحرين جهودها الحثيثة والمخلصة للمساهمة في معالجة ما يهدد الاستقرار العالمي والإقليمي، بهدف إيجاد حلول جذرية تنهي النزاعات وتُثَبّت دعائم السلام الشامل والدائم.
وهذا النهج ينبع من التزام بلادنا بمواقفها الراسخة التي تدعو إلى وحدة الصف العربي، وحرصها على عودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما يحقق تطلعاتنا وآمالنا المشتركة في نظام عالمي يسوده التفاهم والوئام.
وفي الختام، نسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يُؤلّف بين قلوبنا، ويوفقنا جميعاً لخدمة ديننا ووطننا، إنه الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كما ألقى معالي الفريق أول الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، وزير الداخلية، كلمة هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الكريم، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه،
أصحاب السمو والمعالي والسعادة،
الحضور الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بفيض من مشاعر الوفاء والولاء والإخلاص، يشرفني في هذه المناسبة المباركة أن أرفع إلى مقام جلالتكم السامي، حفظكم الله ورعاكم، أسمى آيات التهاني والتبريكات وأنتم تستقبلون أعياناً من أهالي المحافظات بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، سائلاً الله أن يُعيدها على جلالتكم وعلى مملكة البحرين العزيزة وشعبها المخلص بمزيد من الرفعة والتقدم والازدهار.
سيدي حضرة صاحب الجلالة،
يزيدنا فخراً واعتزازاً ونحن نستبشر شرف لقاء حضوركم الملكي السامي، وما يعكس من حرصٍ دائم من جلالتكم، حفظكم الله ورعاكم، في التواصلِ مع أبناء شعبكم الوفي، انطلاقاً من نهجكم الكريم، الذي يمثل أجمل عناوين القيادة الجامعة في كتاب الوطن، وتأصيلاً لمفهوم اللحمة الوطنية بين القائد والشعب المرتكزة على عمق الولاء وصدق الانتماء.
فكم يدٍ يا سيدي بالود صافحتم، وكم رجل وامرأة وطفل بادلتموه التحية برحابة وبشاشة ومودة وصفاء، وكم أم عاشت فرحتها بلحظة لقاء ابنها المستفيد من عفوكم الملكي السامي، هذه هي الصورة الاجتماعية الواقعية العميقة المعبرة عن نهجكم الإنساني الذي تتجلى فيه معاني النُبل الملكي، ولنا أن نقول هنا أن البحرين بقيادتكم الإنسانية الحكيمة إنما تقلدت وسام الإنسانية والتسامح شاحاً وطنياً تزهو به بين الأمم.
سيدي حضرة صاحب الجلالة،
إن شهر رمضان المبارك تتجلى فيه قيم التواصل والمحبة وتماسك المجتمع وتقوية معاني الود والتآلف والإخاء في إطار روحانية شهر رمضان المبارك الذي تتعاظم فيه مشاعر المحبة والنفوس المستبشرة بالخير والبركة، وهو نهج سار عليه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي عهدكم الأمين رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ورعاه، هذا النهج المبارك الذي توارثه سموه أباً عن جد، نهج الالتقاء بالمواطنين الذي كرس التواصل والتآلف والترابط وتعميق الشعور بالانتماء وأهمية دور المجالس الرمضانية في الحفاظ على الهوية البحرينية، والتي تأتي في صدارة قيم ومبادئ مشروعكم الإصلاحي الوطني القائم على حكمة ملك ووفاء شعب، هذا المشروع الذي أصبحت جذوره راسخة وعروقه الإصلاحية يانعة حاضرة في جميع مكونات الدولة والمجتمع ومناحي الحياة، بخطى ثابتة وواثقة من أجل حياة آمنة مستقرة، ومسيرة إصلاحية شاملة متطورة تواكب تحقيق آمال المواطنين في دولة عصرية يسودها الأمن والرخاء، فقد تجاوزنا بقيادتكم ما واجهته البحرين من تحديات وتحققت بعزمكم آمال قد كانت صعبة المنال حتى بلغنا اليوم بتصميمكم وثقتكم مدار الفضاء.
سيدي جلالة الملك المعظم،
إن هذا الوطن تكمن قوته ومنعته بوحدته الوطنية وتماسك جبهته الداخلية والالتفاف الوطني نحو قيادتكم المظفرة، والسمات الأصيلة التي اتسم بها أهل البحرين أنهم دعاة محبة ووئام وتعايش وسلام، فالوحدة الوطنية ليست شعاراً يُرفع ولا كلمة تُردد، بل هي روح وجدانية إنسانية دالة على عمق حب الوطن والتلاحم بين قيادتكم وشعبكم المخلص الصادق الأمين، وإن أبناء البحرين على العهد ماضون، والفخر يعلو جباههم، ولا نكتفي بالقول في حضوركم السامي أننا نجدد العهد لأن عهدنا لكم يا سيدي يجري في عروقنا من المهد إلى اللحد، فامضِ بنا، يا سيدي وعين الله ترعاكم، أمضِ بنا يا صاحب الرفعة والحكمة والمجد، وهنيئاً للبحرين بما أسبغ الله عليها من نعم كثيرة، فله تعالى الحمد والمنة، ولمقامكم السامي، حفظكم الله ورعاكم، الشكر الجزيل على ما هيأتم من أسباب الحياة الكريمة في هذه الأرض الطيبة.
أسأل الله العلي القدير أن يحفظ جلالتكم لنا قائداً ورمزاً لمجد الوطن ونهضته، وأن يَدُم على البحرين وشعبها المخلص السعادة والعزة والرخاء، وأن يعيد على جلالتكم والوطن شهر رمضان المبارك وأنتم بكل خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعدها ألقى الشاعر هادي الحلواجي قصيدة بهذه المناسبة.
ثم تشرف محافظو المحافظات بتقديم الهدايا التذكارية إلى جلالة الملك المعظم.
ثم تشرف أهالي المحافظات بالسلام على حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، حيث رفعوا خالص التهنئة والتبريك وأطيب الأمنيات إلى جلالته بشهر رمضان الفضيل وقرب حلول العشر الأواخر منه، متوجهين بالدعاء إلى الله تبارك وتعالى أن يعيد هذه الأيام المباركة على جلالته بموفور الصحة والعافية ودوام السعادة وطول العمر، وأن يوفقه لمواصلة قيادة مسيرة النماء والتطور لتعزيز نهضة الوطن ومكتسباته.
وأعرب أهالي المحافظات عن سعادتهم البالغة بلقاء جلالته وعميق شكرهم وامتنانهم لما يوليه جلالته من رعاية واهتمام بمصالح وقضايا المواطنين وتأمين الحياة الكريمة لهم على المستويات كافة، وما تشهده محافظات المملكة بفضل توجيهات جلالته السامية من مشاريع خدمية وإسكانية وصروح تعليمية ومرافق صحية حديثة ومتطورة، مثمنين نهج التواصل الأصيل والدائم الذي يرسخه جلالته مع أهل البحرين جميعاً، وخاصة في هذه الليالي الكريمة من هذا الشهر المبارك، والذي يؤكد مدى الترابط والتلاحم الوثيق الذي يجمع قائد مسيرة الوطن المباركة بأبناء شعبه الوفي.
ع.إ , Z.I