اخبار البحرين

رعاية جلالة الملك المعظم لمؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي تعكس حرص جلالته على توحيد الصفوف وجمع الكلمة

المنامة في 15 فبراير/ بنا / أكد معالي الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة، رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ورئيس اللجنة العليا لمؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي، أن رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه لمؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي تعكس حرص مملكة البحرين بقيادة جلالته أيده الله على احتضان ورعاية ودعم كل مسعى نبيل يهدف إلى تنسيق الجهود، وتوحيد الصفوف، وجمع الكلمة، ولم الشمل، وخصوصًا بين المسلمين.

 

وأشار معاليه في مقابلة خاصة بمناسبة انعقاد مؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي في المنامة، يومي 19 و20 فبراير، إلى أن المؤتمر يهدف إلى لمّ شمل الأمة الإسلامية عبر الحوار البناء، وتسليط الضوء على المساحات الواسعة من الاتفاق بين المسلمين، مع التركيز على إيجاد آليات عملية ومستدامة لتعزيز التقارب بينهم. مبينًا أن مشاركة نخبة من العلماء والمفكرين تمنح المؤتمر فرصة حقيقية لتقديم مبادرات تعزز الوحدة الإسلامية، وتواجه خطابات التطرف.

 

وفي مايلي نص المقابلة:

 

·       صاحب المعالي، تحتضن مملكة البحرين مؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي تحت رعاية جلالة الملك المعظم، كيف يعكس ذلك الدور الريادي للبحرين في دعم الحوار والتسامح والتعايش المشترك بين المسلمين؟

 

إن مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، حريصةٌ على احتضان ورعاية ودعم كل مسعى نبيل يهدف إلى تنسيق الجهود، وتوحيد الصفوف، وجمع الكلمة، ولم الشمل بين الناس، وخصوصًا بين المسلمين.

 

فمنذ أطلق فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين نداءه التاريخي من على هذه الأرض الطيبة في ملتقى البحرين للحوار مناديًا بعقد حوار إسلامي إسلامي، بادر صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه كعادته النبيلة بتبني جلالته رعاية هذا الحدث، وحرصه على جمع علماء الأمة في بلدهم البحرين للحوار البناء على طريق وحدتهم وقوتهم.

 

ولطالما أكدت مملكة البحرين على التزامها بتعزيز قيم التسامح والتعايش بين مكونات الأمة الإسلامية. والمملكة لا تنطلق في ذلك من فراغ، بل تستمد ذلك من تاريخها وقيمها الحضارية وتجربتها وممارساتها في هذا الصعيد، فهي اليوم –بحمد الله نموذج يحتذى به في إدارة التنوع داخل نسيجها بما يحترم ويعزز الخصوصيات من جانب، ويحفظها ضمن الأطر الجامعة من جانب آخر، مما جعلها منصة مناسبة لإطلاق مبادرات تهدف إلى رأب الصدع بين المسلمين، وتعزيز وحدتهم، وجعلهم على خط الوحدة والتضامن.

 

 

·       كيف تقيمون معاليكم أهمية انعقاد هذا المؤتمر في هذا التوقيت؟

 

التواصل وبناء العلاقات وتعزيز الثقة هو أهم أهداف المؤتمر، خصوصًا وأن انعقاده يأتي في لحظة حساسة، تواجه فيها الأمة الإسلامية تحديات كبرى، كالنزاعات والتطرف. والحقيقة أن مملكة البحرين حرصت أن يكون المؤتمر جامعًا، وأن يضع آليات عملية ودائمة للحوار، مع مشاركة واسعة من مختلف المرجعيات والمذاهب الإسلامية، مما يعزز فرص نجاح المبادرات المطروحة، التي نأمل أن نجد مفاعيلها على الأرض قريبًا.

 

 

·       ما أبرز أهداف المؤتمر والمحاور التي سيناقشها؟ وكيف يمكن أن تسهم مخرجاته في تعزيز وحدة الأمة الإسلامية؟

 

هدف المؤتمر الأساس هو لمّ شمل الأمة الإسلامية بمكوناتها المتعددة من خلال الحوار، وبيان وتأكيد مساحات الاتفاق الواسعة بين المسلمين، والإفادة من كافة التجارب السابقة ومبادرات الحوار على طريق التقارب بين مكونات الأمة، لاستكمال ما بدأته برؤية جديدة أقوى وأوسع أفقًا، عسى أن يمثل ذلك مرحلة جديدة في مسار الوحدة بالانتقال من مقولات التقريب إلى التفاهم حول طبيعة العلاقة المطلوبة بين المسلمين.

 

ومن هذا المنطلق سيناقش المؤتمر محاور متعددة تشمل الرؤية والمفاهيم والمنهج لهذا الحوار، ودور العلماء والمرجعيات الدينية في تجاوز عوائق التفاهم بين المذاهب الإسلامية، وقضايا المواطنة، والتحديات أمام تحقيق التفاهم الإسلامي.

 

 

·       يشارك في المؤتمر الكثير من القيادات الدينية والفكرية من مختلف المذاهب، كيف يمكن لهذه النخبة من العلماء والمفكرين المساهمة في رأب الصدع بين المذاهب الإسلامية؟

 

يعتبر وجود هذه النخبة من القيادات الدينية فرصة جادة للحوار وتبادل الأفكار، إذْ يمكن لهؤلاء العلماء والمفكرين المساهمة من خلال تقديم رؤى بناءة تستند إلى قيم الإسلام السمحة، وطرح مبادرات عملية تعزز التقارب والتفاهم، وتوحيد الخطاب الديني بما يخدم مصلحة الأمة الإسلامية، ويسهم في تعزيز السلم الاجتماعي، ومحاربة الانقسام الطائفي أينما وُجِد، ومحاولة إطلاق المبادرات والمشروعات والبرامج لتشجيع التقارب والتفاهم بين المذاهب الإسلامية، والتحول المجتمعي على مستوى القاعدة الشعبية.

 

 

·       يتبنى المؤتمر شعار “أمة واحدة ومصير مشترك”، كيف يمكن ترجمة هذا الشعار إلى مشاريع ومبادرات عملية تحقق التضامن الإسلامي؟

 

ترجمة الشعار تأتي من مضمونه فـ أمة واحدة ومصير مشترك يعني الوحدة والتماسك، والهوية المشتركة، والمسؤولية الجماعية، والعدالة، والتكاتف، والرؤية المستقبلية الموحدة، والأهم هو الإيمان بالتنوع ضمن الوحدة. لذلك من المهم إطلاق برامج توعوية وتعليمية وإعلامية ومؤسسية مشتركة بين المذاهب، وتنظيم فعاليات للحوار الدوري، وإنشاء لجان تعاونية تعمل على حل النزاعات الطائفية. كما يمكن إطلاق مشاريع إعلامية تهدف إلى نشر خطاب الوحدة والتسامح، مع التركيز على القضايا المشتركة التي تجمع الأمة الإسلامية تحت راية واحدة، لتحقيق الأهداف الكبرى للدين الإسلامي.

 

 

·       كيف يمكن لمؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي أن يعزز دور العلماء والمؤسسات الدينية في مواجهة خطابات التطرف وتعزيز الفكر المعتدل؟

 

العلماء والمؤسسات الدينية هما من أهم مكونات المجتمع الفاعلة والمؤثرة، لذلك يمكن للمؤتمر أن يوفر منصة للعلماء والمؤسسات لتبادل الخبرات وتوحيد الجهود في مواجهة الانقسام المذهبي، من خلال طرح خطاب ديني وسطي، وتعزيز القيم الجامعة التي تشجع على التعايش ونبذ الكراهية. كما يمكن دعم المؤسسات الدينية لتطوير برامج تدريبية للقيادات الدينية لنشر الفكر الوسطي.

 

 

·       ما أبرز التحديات التي تواجه مشروع التقارب الإسلامي؟ وكيف يمكن تجاوزها من خلال مثل هذه المبادرات الحوارية؟

 

برأيي أن ضيق الأفق والتشدد يعتبران بشكل متزايد أحد أكبر التهديدات للتقارب بين الناس عمومًا. كما أن التوترات الطائفية، واللغة التحريضية والسلبية لبعض وسائل الإعلام والمنابر تعتبر مهددات كذلك. ولتجاوز هذه التحديات، يجب التركيز على تعزيز الثقة بين النخب التي تنتمي لكافة المذاهب الإسلامية من خلال الحوار المباشر، وإطلاق مبادرات تعليمية وثقافية مشتركة. كما أن دعم القيادات الدينية المعتدلة، والعمل على معالجة سوء الفهم مهما كان صِغره وضآلته، سوف يسهم في تحقيق التقارب، والقضاء على الفتن في مهدها.

 

 

·       كيف يمكن إشراك الشباب في هذا المشروع؟ وما الدور الذي يمكن أن يضطلعوا به في تعزيز ثقافة الحوار ونبذ الطائفية؟

 

نسبة الشباب في الدول الإسلامية كبيرة جدًّا. وبلحاظ قدرة الشباب على العطاء يتضاعف دورهم الاجتماعي المأمول. فالشباب هم ركيزة المستقبل، وإشراكهم في مشروع التقارب أمر بالغ الأهمية، وما يتوجب فعله هو متطلبات ذلك الإشراك، عبر تنظيم برامج تدريبية وورش عمل تركز على تعزيز قيم التسامح والتعايش. كما يمكن لهم القيام بدور رئيس في نشر ثقافة الحوار عبر منصات التواصل الاجتماعي، والمساهمة في مبادرات تعزز الوحدة بين مكونات الأمة الإسلامية، خاصة في الأوساط الطلابية، في المدارس والجامعات والمعاهد وغيرها.

 

 

·       كيف تقيّمون واقع الأمة الإسلامية اليوم؟ وهل ترون أن هناك تقدمًا في جهود التقريب؟

 

واقع الأمة الإسلامية في حاضرنا هو أنها تعاني من تحديات من أبرزها النزاعات الطائفية، ووجود تفسيرات مُتحيِّزة وحادة للنصوص تعيق جهود الوحدة. لكن، ومع ذلك، لا يمكن إغفال وجود جهود مستمرة لتعزيز التقارب بين المسلمين، وتحديدًا بين النخب والعلماء والمثقفين، تقودها مؤسسات وازنة مثل الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين ومجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية، لذلك، فإن مثل هذه المؤتمرات واللقاءات تمثل خطوات متقدمة نحو الحوار وتوحيد الصفوف على أساس المشترك الإنساني والديني.

 

 

·       ما أهمية الحوار بين المذاهب الإسلامية في ظل التحديات الراهنة التي تواجه الأمة الإسلامية؟

 

بداية يجب أن نُثبِّت قضية أساسية وهي أن مبدأ الحوار هو مبدأ قرآني، وبالتالي فهو أمر ممدوح، ومسعى نبيل. ومن هذا المنطلق أرى بأن الحوار بين المذاهب الإسلامية هو أمر بالغ الأهمية، خصوصًا في ظل تصاعد التحديات، كالتطرف والخلافات الطائفية ومنابر التحريض. فهذه التحديات تهدد وحدة الأمة الإسلامية، واستقرار مجتمعاتها، ولا توجد وسيلة ناجعة لمواجهتها سوى الحوار؛ لأنه الوسيلة الأنسب لتعزيز التفاهم، وإيجاد حلول مشتركة تسهم في تقوية أواصر الأخوة الإسلامية، وترسيخ السلام وجعله من التقاليد والأصول الدينية.

 

 

·       كيف يمكن للحوار الإسلامي – الإسلامي أن يعزز الوحدة الإسلامية دون المساس بالتعددية الفكرية؟

 

باعتقادي أن الحوار هو أكبر ضامن للتعددية، بشرط ألا يكون النهج في الحوار قائمًا على التحزبات واحتكار الحقيقة والنيل من الآخر. إن الحوار في حَدِّ ذاته يهدف إلى الحفاظ على التعددية باعتبارها مصدر غنى وتنوع داخل الأمة الإسلامية، ومن خلال التركيز على المشتركات الدينية والإنسانية، يمكن تجاوز الخلافات الجزئية والصغيرة؛ فالوحدة لا تعني إلغاء التعددية الفكرية، بل احتضانها في إطار تكاملي يعزز التنوع ويضمن الانسجام داخل المجتمعات الإسلامية، ويُبرِّد أي توترات قد يفتعلها الجهلة.

 

 

·       ما الأسس التي يجب أن يقوم عليها الحوار بين المذاهب الإسلامية لضمان نجاحه واستمراريته؟

 

لكي يكون الحوار بين المذاهب الإسلامية مثمرًا، يتعين على أطرافه كلها أن يتوجهوا نحو الأهداف العامة أولًا، ويتفقوا على قواعد أساسية من أن الاختلاف أمر طبيعي لا يستدعي العداوة والشحناء، وأن التفاهم مصدر قوة للجميع، ومصدر غنى للجميع، ومصدر استقرار للجميع. كما يجب التركيز على المشتركات الكثيرة ونقاط التلاقي والاتفاق، والتعاون فيها، وأن يعذر كل فريق الفرق الأخرى في المساحات التي يقع فيها الاختلاف.

 

فلضمان نجاح الحوار، يجب أن يقوم على الاحترام المتبادل، والاعتراف بشرعية الاختلافات الفقهية والفكرية. كما يجب تبنِّي خطاب وسطي معتدل، يعزز القيم المشتركة، بجانب تأسيس آليات مستدامة مثل لجان متابعة، وحوارات دورية، لضمان الاستمرارية. ونضيف إلى ذلك أن الشفافية والتوازن والالتزام بمبادئ الأخوة الإسلامية أمور ضرورية أيضًا لتحقيق النتائج المرجوة، وتكريس مثل هذه الأجواء.

 

 

·       في الختام، كيف يمكن تعزيز ثقافة قبول الآخر واحترام الاختلاف داخل المجتمعات الإسلامية؟

 

من ناحية المبدأ إذا ما أردتَ أن تعزز أي شيء في مجتمعك فإن هناك العديد من الوسائل التي تُمكنك من ذلك، مثل التوعية والتثقيف، وإشراك الشخصيات المؤثرة، والبرامج التعليمية، واستدامة الجهود، وخلق سياسات داعمة. هذا الأمر ينطبق على مساعي تعزيز ثقافة قبول الآخر في مجتمعاتنا الإسلامية، فذلك يتطلب برامج تعليمية ومبادرات إعلامية تُبرز أهمية الاختلاف كمصدر قوة، كما يمكن للمؤسسات الدينية والاجتماعية أن تنظم فعاليات تجمع بين أفراد من مختلف المذاهب لتقريب وجهات النظر. في المحصلة فإن تشجيع الحوار المباشر وإبراز النماذج الناجحة للتعايش يسهم في ترسيخ هذه الثقافة واستدامتها.

ع.س

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى