قمة الشرق الأوسط للرابطة الدولية للاجتماعات والمؤتمرات تبرز مكانة مملكة البحرين المتنامية في صناعة الفعاليات العالمية

خاص (بنا)
المنامة في 01 سبتمبر/ بنا / أبرزت قمة الشرق الأوسط للرابطة الدولية للاجتماعات والمؤتمرات 2025، التي استضافتها مملكة البحرين للمرة الأولى، المكانة المتنامية للمملكة في صناعة الفعاليات العالمية. فقد جمعت القمة قادة ومبتكرين وصنّاع قرار من قطاع الاجتماعات والفعاليات حول العالم، حيث ناقش المشاركون سبل تعزيز الدور المتصاعد للمنطقة كمركز رائد للأعمال، مع التركيز على التكنولوجيا والاستدامة وتطوير البنية التحتية كدعائم للنمو الاقتصادي.
وفي تصريحات لوكالة أنباء البحرين (بنا)، سلط المشاركون الضوء على كيفية مساهمة القيادة والابتكار والمنشآت المجهزة بكفاءة في رسم مستقبل الاجتماعات والمؤتمرات في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد الدكتور سنتيل جوبينات، الرئيس التنفيذي للرابطة الدولية للاجتماعات والمؤتمرات، أن البنية التحتية تمثل عنصرًا أساسيًا في تعزيز موقع أي مدينة على خريطة الاجتماعات العالمية، موضحًا أن مراكز المؤتمرات والفنادق لا تُعد مجرد أماكن للفعاليات، بل بمثابة محركات تُترجم رؤية المدن إلى واقع وتعزز نمو قطاعاتها الاقتصادية. وأشار إلى أن البحرين بما توفره من مرافق متطورة ورؤية طويلة المدى في تطوير البنية التحتية، ترسخ مكانتها كوجهة واعدة لاستضافة الاجتماعات الدولية.
وأضاف جوبينات أن الاستثمار في المرافق لا يتعلق بحجمها فقط، بل باستراتيجيتها في خدمة الوجهة، لافتًا إلى أن مراكز المؤتمرات تُعد ركيزة أساسية لنجاح أي مدينة تسعى لتثبيت موقعها كمركز عالمي. وأوضح أن سرعة النمو في الشرق الأوسط تعكس إدراكًا متزايدًا من القيادات بأهمية صناعة الاجتماعات ودورها في دعم الاقتصادات المحلية، وهو ما يميز المنطقة عن غيرها من الوجهات.
كما شدد على أن انخراط قطاعات متعددة – مثل الرعاية الصحية والصناعة والزراعة – في صناعة الاجتماعات والمؤتمرات يعكس اتساع أثرها الاقتصادي بما يتجاوز حدود القاعات التقليدية، مؤكدًا أن هذا التوجه يجعل من المنطقة مركزًا مرشحًا لنمو غير مسبوق في هذا المجال. وأوضح أن التكنولوجيا، ولا سيما الذكاء الاصطناعي، أصبحت عنصرًا محوريًا في تطوير الصناعة، حيث تتيح سرعة أكبر في إنجاز المهام، واتخاذ قرارات أكثر دقة، وتقديم معلومات أوفى، بما يثري تجربة المشاركين. وبيّن أن الاستخدام الأمثل لهذه التقنيات ينبغي أن يكون بهدف تعزيز الخبرة البشرية لا استبدالها.
من جانبه، نوه خالد الزدجالي، رئيس فرع الرابطة الدولية للاجتماعات والمؤتمرات في الشرق الأوسط ومدير مكتب عمان للمؤتمرات، بالتزام البحرين بتطوير قطاع المعارض والمؤتمرات، مشيرًا إلى أن استضافة فعاليات مثل القمة تتيح المجال لتبادل المعرفة وتعزيز الشراكات وتعزيز موقع المملكة عالميًا في هذا المجال. وأضاف أن عوائد هذا القطاع لا تقتصر على منظمي الفعاليات والقاعات، بل تمتد لتشمل المجتمع ككل بما في ذلك شركات الطيران والمطارات ووسائل النقل والفنادق، ما يجعله صناعة ضخمة ومتكاملة. كما أوضح أن عناصر مثل البنية التحتية والخدمات المساندة أصبحت محددات رئيسية في تقييم الوجهات العالمية من قبل المنظمين.
وفي السياق نفسه، قالت أنجو جوميز، المديرة الإقليمية العليا للرابطة في الشرق الأوسط، إن أماكن انعقاد الفعاليات تمثل الركيزة الأكبر في نجاحها، بالنظر إلى ما تتطلبه من مساحات وخدمات ضيافة وتجهيزات تقنية وأمنية. وأشارت إلى أن الشرق الأوسط يشهد نموًا سريعًا غير مسبوق، إذ تحقق فيه إنجازات في غضون عام أو عامين تعادل ما استغرقته وجهات أخرى عقودًا طويلة، مؤكدة أن الزوار يلاحظون في كل زيارة إضافات جديدة تعكس حيوية المنطقة وتطورها.
أما سيف محمد المدفع، الرئيس التنفيذي لمركز إكسبو الشارقة، فقد نوّه بما تتمتع به البحرين من بيئة مضيافة وبنية تحتية متقدمة، مشيدًا بمركز البحرين الدولي للمعارض باعتباره من أبرز وأحدث المرافق في المنطقة. وأكد أن صناعة المعارض في المنطقة تقوم على مبدأ التكامل لا التنافس، نظرًا لتقارب المراكز من بعضها وتشابه مقوماتها، الأمر الذي يعزز قدرة المنطقة على استقطاب الفعاليات الكبرى بشكل جماعي.
وأشار المدفع إلى أن البحرين تستفيد من حجمها الصغير الذي يمنحها القدرة على تجربة المبادرات وتطبيق التغييرات بسرعة وفاعلية، إلى جانب ما تتميز به من موقع جغرافي استراتيجي وموانئ ومناطق حرة ورأسمال بشري مؤهل. واعتبر أن هذه العوامل مجتمعة تجعل المملكة وجهة متفردة في صناعة المعارض والمؤتمرات.
وفيما يتعلق بدور التكنولوجيا، أكد المدفع أن الذكاء الاصطناعي يمثل عاملًا أساسيًا في المرحلة المقبلة، إذ يسهم في تحسين تجربة العملاء وتسريع الحصول على المعلومات الدقيقة حول احتياجاتهم، مع ضرورة ضمان الاستخدام السليم والحفاظ على الأمن السيبراني. وأكد في الوقت نفسه أن المعارض والتواصل المباشر بين البشر سيبقيان جوهر هذه الصناعة مهما بلغ تطور التكنولوجيا.
من: زهراء باقر
ع.إ , A.A.M