(كوب 29 ) يتوصل لاتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمساعدة الدول النامية على مواجهة آثار تغير المناخ
باكو في 24 نوفمبر/ بنا / اختتم المؤتمر التاسع والعشرون للمناخ (كوب 29) أعماله صباح اليوم، الأحد، في العاصمة الأذربيجانية باكو، باتفاق تعهدت فيه الدول الغنية باستثمار 300 مليار دولار على الأقل سنويًا لمكافحة تغير المناخ.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتريتش” إنه كان يأمل في أن يخرج المؤتمر باتفاق أكثر طموحًا بشأن التمويل وتخفيف آثار تغير المناخ “ليرتقي إلى نطاق التحدي الذي نواجهه”، ولكنه أكد أن الاتفاق الحالي يوفر أساسًا للبناء عليه.
وأشار، بحسب موقع أخبار الأمم المتحدة، إلى أن المؤتمر عُقد في نهاية عام قاس شهد أرقامًا قياسية في درجات الحرارة وكوارث مناخية، فيما يتواصل انبعاث غازات الاحتباس الحراري، مؤكدًا أن الدول النامية الغارقة في الديون والتي ضربتها الكوارث وتخلفت عن ثورة الطاقة المتجددة في حاجة ماسة للتمويل.
وشدد على ضرورة الوفاء بشكل كامل وفي الوقت المحدد بالاتفاق الذي توصل إليه المؤتمر، وقال: “التعهدات يجب أن تتحول بسرعة إلى أموال، يتعين أن تجتمع الدول معًا لضمان تحقيق الحد الأقصى لهذا الهدف الجديد”.
وشدد غوتيريش على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات سريعة للوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها في “مـيثاق المستقبل”، وخاصة فيما يتعلق بالعمل الفعال بشأن الديون، وزيادة التمويل الميسرن وقدرة الإقراض للبنوك الإنمائية متعددة الأطراف بشكل كبير.
ويحل الاتفاق الجديد محل تعهدات سابقة من الدول المتقدمة بتقديم تمويل مناخي بقيمة 100 مليار دولار سنويًا للدول الفقيرة بحلول عام 2020، وتم تحقيق الهدف في 2022 بعد عامين من موعده، وينتهي سريانه في 2025.
ويتضمن الاتفاق أيضًا هدفا أوسع لجمع 1.3 تريليون دولار من تمويل المناخ سنويًا بحلول عام 2035، وهو ما يشمل التمويل من جميع المصادر العامة والخاصة، والذي يقول خبراء الاقتصاد إنه يعادل المبلغ المطلوب لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.
في المقابل، واجه الاتفاق انتقادًا من عدد من الدول النامية، التي كانت تسعى للتوصل إلى اتفاق يتضمن تمويلاً بأكثر من تريليون دولار، حيث وصفت الاتفاق بأنه “إهانة” وبأنه “فشل في توفير الدعم الضروري الذي تحتاجه لمحاربة أزمة المناخ”.
وتسعى دول العالم إلى الحصول على التمويل لتحقيق هدف اتفاقية باريس للمناخ المتمثل في الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل عصر الصناعة.
ومن المتوقع أن يشهد العالم ارتفاعًا في درجات الحرارة يصل إلى 3.1 درجة مئوية بحلول نهاية هذا القرن، وفقًا لتقرير فجوة الانبعاثات الصادر عن الأمم المتحدة لعام 2024، مع استمرار ارتفاع انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري واستخدام الوقود الأحفوري.
م.ص, s.a