اخبار البحرين

مجلس حكماء المسلمين ينظم ندوة بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب عن “الحوار الإسلامي الإسلامي”

أبوظبي في 29 أبريل/ بنا / نظَّم جناح مجلس حكماء المسلمين في إطار فعالياته الثقافية والمعرفية في الدورة 34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ندوة ثقافية بعنوان: “الحوار الإسلاميالإسلامي.. أمة واحدة ومصير مشترك”، قدَّمها فضيلة الدكتور أحمد عبد العزيز الحداد عضو مجلس حكماء المسلمين كبير مفتين إدارة الإفتاء في دبي، وعضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي.

 

وأكَّد الدكتور أحمد الحداد، بحسب الموقع الالكتروني لمجلس حكماء المسلمين، أن وحدة الأمة الإسلامية تمثل ركيزة أساسية لتحقيق السلم والاستقرار، مشيرًا إلى أن التفرق والتمزق يفتحان الأبواب للدمار والفتن والغزو الفكري، موضحًا أن وحدة الأمة الإسلامية إرادة شرعية نص عليها القرآن الكريم ودعا إليها الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث أمر الله تعالى المؤمنين بالاعتصام بحبله وعدم التفرق، يقول جل وعلا: {واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا}.

 

وأضاف أن مجلس حكماء المسلمين منذ تأسيسه، حرص على بناء جسور الحوار بين مختلف الأديان والثقافات، وكانت أبرز محطاته توقيع “وثيقة الأخوة الإنسانية” في أبوظبي عام 2019، التي وقَّعها فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي مثلت لحظة تاريخية فارقة عزَّزت مفهوم التعايش والسلام العالمي.

 

وأوضح أن مجلس حكماءالمسلمين بعد نجاحه في مد جسور الحوار مع أتباع الديانات الأخرى، وجد أن الحاجة ماسة للتركيز على الحوار الإسلامي ـ الإسلامي، بسبب التباينات والاختلافات المذهبية التي أضعفت الأمة وأدت إلى تفككها، مؤكدًا أن الدعوة للوحدة الداخلية أصبحت واجبًا شرعيًّا ومسؤولية جماعية، لافتًا إلى أن مؤتمر البحرين للحوار الإسلامي مثَّل نقلة نوعية في هذا الاتجاه؛ حيث دعا إلى وحدة كلمة المسلمين تحت “نداء أهل القبلة”، وهو الميثاق الذي أطلقه شيخ الأزهر، داعيًا إلى جعله ركيزة للثوابت الإسلامية والعمل الجماعي المشترك.

 

وأكد أن التحديات الراهنة التي تواجهها الأمة، سواء كانت فتنًا طائفية أم غزوًا فكريًّا أو أخلاقيًّا، تتطلب أن تكون الأمة على قلب رجل واحد، لافتًا إلى أن قوتها لا تتحقق إلا بوحدتها وتضامنها، موجهًا عددًا من الرسائل المهمة للمسلمين جميعًا تتمثل في ضرورة استشعار أن الوحدة الإسلامية فريضة شرعية وليست خيارًا، والتمسك بالقيم الأخلاقية المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية، والوعي بخطورة الفرقة وما تسببه من تمزق وضعف وتشرذم، وتعزيز التكاتف والعمل المشترك بين أبناء الأمة بعيدًا عن التناحر، وإعلاء مصلحة الأمة فوق المصالح الضيقة، داعيًا إلى تعاون المرجعيات الدينية والعلمية والإعلامية لترسيخ قيم التفاهم والأخوة الإنسانية.

 

وكان مؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي الذي استضافته مملكة البحرين في فبراير الماضي قد أطلق نداءً بعنوان (نداء أهل القبلة: أمة واحدة ومصير مشترك)، والذي أكد أن هدفه وروحه هو وحدة الأمة المسلمة التي جعلها ربها أُمَّة واحدة، وضرورة الحفاظ على الأخوَّة الإسلامية، والاهتمام بشأنها “عُلمائيًّا وإعلاميًّا”، مع إقرار شرعية الاختلاف المذهبي، وتشجيع التفاهم العلمي والمذهبي، وإطلاق حرية اللقاءات العلمية ودعمها بكل الوسائل المتاحة، مع التيقظ الدائم لدعاوى الفُرقة والفتنة والخصومة، والتعامل معها بحسبانها خطرًا متربصًا بالأمة وكيانها ووحدتها.

 

ولفت النداء إلى أن الاحترام المتبادل بين أئمة المذاهب وأتباعها منصوص عليه شرعًا، مشددا على أن التفاهم والتعاونُ على تحقيق مقتضيات الأخوة الإسلامية واجبٌ متعينٌ على المسلمين جميعًا، وأن الحوار الإسلامي المطلوب اليوم، والذي تحتاجه الأمة ليس حوارًا عقائديًّا ولا تقريبيًّا، بل هو حوار تفاهم بنَّاء يستوعب عناصر الوحدة الكثيرة، في مواجهة التحديات المشتركة، مع الالتزام بآداب الحوار وأخلاقه. بالإضافة إلى أن تجدُّد الخطاب الإسلامي ضرورة لطرد الفتنة، وعزل الأصوات الغالية المتطرفة في كل مذهب.

 

ودعا النداء إلى التعاون المشترك بين المرجعيات الدينية والعلمية والفكرية والإعلامية لمواجهة ثقافة الحقد والكراهية بين المسلمين.  وضرورة استنقاذ رسالة الإسلام وخطابه، من نوازع الخلاف السياسي وضغوطه.

 

م.ص, خ.س, s.a

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى