مجلس حكماء المسلمين ينظم ندوة حول “الحوار الإسلامي – الإسلامي” في معرض أمريكا الدولي للكتاب العربي

واشنطن في 07 مايو/ بنا / نظّم جناح مجلس حكماء المسلمين، في معرض أمريكا الدولي للكتاب العربي، ندوة نوعية بعنوان “الحوار الإسلامي – الإسلامي: قراءة في نداء أهل القِبلة”، بمشاركة كل من الإمام محمد مارديني إمام ومدير المركز الإسلامي الأمريكي في ديربورن، والإمام أحمد صبحي مصطفى الباحث المقيم في مدينة كانساس سيتي وعضو مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، حيث قدّما رؤى معمّقة حول أهمية الحوار في مواجهة الانقسام وتعزيز الهوية الإسلامية الجامعة.
واستندت الندوة إلى مخرجات مؤتمر الحوار الإسلامي – الإسلامي، الذي نظّمه مجلس حكماء المسلمين بالشراكة مع الأزهر الشريف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية في مملكة البحرين خلال فبراير 2025، وسلطت الضوء على “نداء أهل القِبلة” بوصفه ميثاقًا للوحدة والتضامن بين المذاهب الإسلامية، ومسارًا نحو تعزيز التفاهم المشترك بين المسلمين حول العالم.
وقال الإمام محمد مارديني في كلمته، بحسب الموقع الإلكتروني لمجلس حكماء المسلمين، :”في ديربورن، نُجسّد نداء أهل القِبلة من خلال العمل على وحدة المسلمين من مختلف المشارب تحت مظلة إيمان واحد، كما أمرنا الله تعالى في قوله: “واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرّقوا”. وعلى مدى أكثر من أربعة عقود، بنينا مجتمعًا يحتضن الجميع، حيث تفتح المساجد أبوابها للجميع دون تمييز”.
من جانبه، أكد الإمام أحمد صبحي مصطفى على الأبعاد العالمية لميثاق “نداء أهل القِبلة” في مكافحة التطرف وتعزيز التعاون بين مكوّنات الأمة، لا سيّما في البيئات التي تشهد تنوعًا ثقافياً وعرقيًا كالولايات المتحدة.
وقال: “إن نداء أهل القِبلة، الذي أطلقه فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر، يذكّرنا بأن قِبلتنا الواحدة هي رمز وحدتنا رغم اختلافاتنا، وأن الله تعالى أراد لهذا التنوع أن يكون مصدر غنى لا فرقة”.
وسلطت الندوة الضوء على دور الإعلام والتبادل الثقافي في ترسيخ قيم الوحدة الإسلامية، داعيةً إلى إطلاق مبادرات مجتمعية مستلهمة من “نداء أهل القِبلة”، وبناء منصات حوارية تُسهم في بناء وعي مشترك.
وكان مؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي الذي استضافته مملكة البحرين في فبراير الماضي قد أطلق نداءً بعنوان (نداء أهل القبلة: أمة واحدة ومصير مشترك)، والذي أكد أن هدفه وروحه هو وحدة الأمة المسلمة التي جعلها ربها أُمَّة واحدة، وضرورة الحفاظ على الأخوَّة الإسلامية، والاهتمام بشأنها “عُلمائيًّا وإعلاميًّا”، مع إقرار شرعية الاختلاف المذهبي، وتشجيع التفاهم العلمي والمذهبي، وإطلاق حرية اللقاءات العلمية ودعمها بكل الوسائل المتاحة، مع التيقظ الدائم لدعاوى الفُرقة والفتنة والخصومة، والتعامل معها بحسبانها خطرًا متربصًا بالأمة وكيانها ووحدتها.
ولفت النداء إلى أن الاحترام المتبادل بين أئمة المذاهب وأتباعها منصوص عليه شرعًا، مشددا على أن التفاهم والتعاونُ على تحقيق مقتضيات الأخوة الإسلامية واجبٌ متعينٌ على المسلمين جميعًا، وأن الحوار الإسلامي المطلوب اليوم، والذي تحتاجه الأمة ليس حوارًا عقائديًّا ولا تقريبيًّا، بل هو حوار تفاهم بنَّاء يستوعب عناصر الوحدة الكثيرة، في مواجهة التحديات المشتركة، مع الالتزام بآداب الحوار وأخلاقه. بالإضافة إلى أن تجدُّد الخطاب الإسلامي ضرورة لطرد الفتنة، وعزل الأصوات الغالية المتطرفة في كل مذهب.
ودعا النداء إلى التعاون المشترك بين المرجعيات الدينية والعلمية والفكرية والإعلامية لمواجهة ثقافة الحقد والكراهية بين المسلمين. وضرورة استنقاذ رسالة الإسلام وخطابه، من نوازع الخلاف السياسي وضغوطه.
م.ص, خ.س, S.H.A