اخبار البحرين

مهرجان ليالي المحرق يختتم فعاليات نسخته الثالثة

المنامة في 30 ديسمبر/ بنا / أسدلت هيئة البحرين للثقافة والآثار الستار على فعاليات مهرجان “ليالي المحرّق” في نسخته الثالثة وذلك اليوم الإثنين الموافق 30 ديسمبر الجاري، ليختتم بذلك نشاطه الذي استمر منذ مطلع الشهر الجاري في تحويل المدينة التاريخية إلى وجهة ثقافية وسياحية جمعت ما بين التراث والحداثة، حيث ساهم في تعزيز مكانة المحرّق على المستوى المحلي والإقليمي.

 

وقد أقيم مهرجان “ليالي المحرّق” الذي يأتي ضمن أعياد البحرين، يومياً طوال مسار اللؤلؤ الممتد لمسافة 3.5 كيلومتر، بدءًا من ساحل بو ماهر وحتى متحف اللؤلؤ مجلس سيادي، وذلك بالتزامن مع احتفال مملكة البحرين بأعيادها الوطنية وعيد الجلوس الخامس والعشرين لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، وما يصاحبها من مناسبات وطنية.

 

وفي هذا الصدد، أكّد سعادة الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة، رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار، أن مهرجان ليالي المحرق يأتي تماشياً مع الرؤية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه بتعزيز مكانة مدينة المحرّق كمركز حضاري وثقافي إقليمي وعالمي، منوهاً بالجهود البارزة التي تبذلها الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، لتنفيذ مختلف المبادرات والمشاريع الرامية لإحياء مدينة المحرق والمحافظة على تراثها وتاريخها، باعتبارها تمتلك دوراً بارزاً في مسيرة مملكة البحرين التاريخية وما يزخر به تراثها الإنساني من مكونات حضارية وثقافية وإرث اجتماعي.

 

وقال سعادته “في ختام مهرجان ليالي المحرّق، نفخر بأننا استطعنا تحقيق أهدافنا في إحياء الإرث الثقافي والحضاري لمدينة المحرّق، حيث أمتدت الفعاليات على طول موقع مسار اللؤلؤ، المسجل ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، جعلت من المدينة مساحة نابضة تجمع بين التراث والحداثة في بيئة فريدة من نوعها”.

 

وأضاف قائلاً: “لقد أسهم المهرجان في تعزيز الوعي بأهمية المحرق التاريخية وزيادة ارتباط السكان بتراثهم الثقافي، فضلاً عن تشجيع الاعتزاز بالهوية البحرينية، كما صنع المهرجان مساحة للقاء ما بين سكّان المدينة وزوّارها من داخل مملكة البحرين وخارجها عبر أنشطة متنوعة في مجالات الفنون والحرف اليدوية والموسيقى والطعام والتصميم وغيرها الكثير، الأمر الذي ساهم في إنعاش المدينة اقتصادياً عبر استقطابه لعشرات الآلاف من الزوار يومياً، بما يدعم المشاريع الصغيرة ورواد الأعمال المحليين، ويجعل من الأسواق والمعارض المقامة في البيوت التراثية نقاط جذب أساسية.

 

وتابع قائلاً: “إن نجاح المهرجان يعكس أهمية دور الثقافة كمحرك أساسي لإحياء المدن التاريخية، وتحويلها إلى وجهات جذب سياحي وثقافي تسهم في دعم المجتمع المحلي وتعزيز الهوية الوطنية، ونتطلع إلى مواصلة مسيرة النجاح في جعل المحرق رمزاً ثقافياً وحضارياً يبرز مكانة مملكة البحرين على خارطة الثقافة العالمية”.

 

 كما توجه سعادته بجزيل الشكر إلى داعمي مهرجان ليالي المحرّق وكافة الجهات التي ساهمت إنجاحه من مؤسسات أهلية، وأهالي المحرّق الذين فتحوا بيوتهم لاستقبال زوار المدينة بشكل يعكس أصالة العادات والتقاليد البحرينية، مؤكداً أن المنجزات الثقافية يمكن تحقيقها بفضل التعاون ما بين كافة الجهات.

 

هذا، وقد قدم مهرجان ليالي المحرّق أنشطته في ثمانية مجالات، وهي: الفنون والتصميم والحرف وبرامج الأطفال والمأكولات والموسيقى والأنشطة المتنوعة والجولات، ولأول مرة ضمن مهرجان ليالي المحرّق تمكّن الجمهور من زيارة جميع بيوت مسار اللؤلؤ، والتي يذكر أنها تفتح أبوابها طوال العام، حيث قدّم المهرجان فرصة الاطلاع على معارضها ومقتنياتها الفريدة التي تحكي قصص ازدهار اقتصاد اللؤلؤ في مملكة البحرين.

 

وشهد المهرجان هذا العام مشاركة واسعة من عشرات الفنانين البحرينيين والعالميين، الذين قدموا أعمالاً عكست روح المحرّق وتاريخها العريق وتجارب بصرية متنوعة ومميزة، حيث كان هناك إقبال كبير من الزوار للاطلاع على الحراك الفني في المدينة من معارض داخلية وخارجية وجولات ثقافية، مما عزز مكانة المحرّق كجزء من شبكة المدن المبدعة التابعة لليونسكو منذ عام 2019.

 

 كما قدّم المهرجان تجربة ثقافية متميزة احتفت بالإبداع البحريني الذي يجمع بين التراث والتصميم المعاصر، وذلك عبر أنشطة وأسواق ومحلات استضافت أكثر من 90 مشروع محلي ألقت الضوء على الأعمال اليدوية والمنتجات التصميمية، وتوزعت فعاليات المهرجان في مجال التصميم بين عدد من البيوت التاريخية والمساحات الثقافية عبر المسار، والتي تحولت إلى منصات تستعرض أصالة التراث البحريني بروح عصرية.

 

وتميزت نسخة هذا العام من مهرجان ليالي المحرّق بأجواء موسيقية وفنية متألقة، فعلى مدار لياليه شهد مجموعة من العروض المميزة التي جمعت بين الأصالة والمعاصرة، وذلك في قلب المحرّق التاريخية، وقدّم هذا الحدث الثقافي البارز أكثر من 190 فعالية موسيقية لفرقٍ وفنّانين من مملكة البحرين والوطن العربي والعالم أقيمت في محطّات مختلفة على امتداد موقع مسار اللؤلؤ.  كما استضاف المهرجان مجموعة من الفرق الشعبية الرائدة التي قدمت الفنون الشعبية البحرينية الرجالية والنسائية، مما أتاح للزوار فرصة اكتشاف التراث البحريني الأصيل وفنونه الشعبية كالفجري، وفن الصوت، والعرضة، ودقّ الحب، وذلك في مواقع مثل دار المحرّق وبيت محمد بن فارس لفن الصوت الخليجي ومركز مسار اللؤلؤ وبيت جمشير.

 

وفي مجال الحرف التقليدية، فتحت العديد من المواقع والبيوت أبوابها للزوّار خلال مدة إقامة المهرجان من أجل التعرف على الحرف والصناعات التقليدية البحرينية التي تعد من أهم ملامح التراث الثقافي غير المادي، إضافة إلى عرض منتجاتها الإبداعية، ومن بين الحرف التي تضمنها هذا المجال: حرفة النقدة في بيت النقدة، حرفة الجبس في دار البنّائين للجبس والزخرفة، صياغة الذهب في متاجر الذهب والمجوهرات بشارع بوماهر وسوق القيصرية، ورشة ديباج للسيوف، الدروازة للأعمال الخشبية، السفن البحرينية في بوزبون للتحف والكورار في بيت الكورار.

 

وقدم المهرجان أيضاً وجهة مثالية عائلية للجمهور في مملكة البحرين، وخصص مساحة واسعة من أنشطته للأطفال، إذ تنوعت ما بين ورش العمل الفنية والحرفية، والأنشطة الترفيهية التي تُثري مخيلتهم وتعزز مهاراتهم، إلى جانب ما قدّمه من تجارب في مجال التذوق والطعام، فعلى امتداد المسار فتحت عدة مقاه وأكشاك أبوابها للجمهور لتقدّم الكثير من النكهات البحرينية والعالمية.

 

وفيما يتعلق بمجال الجولات، كان جمهور ليالي المحرق على موعد مع العديد من الأنشطة التي قدمت فرصاً لاستكشاف المحرّق وتوقفت في مختلف أجزاء موقع مسار اللؤلؤ وفي نسخة هذا العام، وتميز المهرجان بتنوع جولاته التي تشمل الثقافية والفنية، إضافة إلى جولات المأكولات، مما يتيح للمشاركين فرصة خوض تجارب متكاملة تتناسب مع مختلف الأذواق.

 

يذكر بأنه تم تنظيم هذا الموسم الثقافي السنوي لمهرجان ليالي المحرق من قبل هيئة البحرين للثقافة والآثار، بدعم استراتيجي من مجموعة جي إف إتش المالية (gfh) وبنك البحرين والكويت، وبالتعاون مع معارض فنية ومؤسسات من القطاعين العام والخاص، وروّاد الأعمال، والجهات الأهلية.

م.خ, M.B

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى