اخبار البحرين

وحدة الأمة عهد وميثاق.. والمطلوب حوار تفاهمٍ بنَّاءٍ يستوعب عناصر الوحدة الكثيرة

المنامة في 20 فبراير /بنا/ أعرب المشاركون في مؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي في بيانهم الختامي عن خالصِ العرفانِ والتقديرِ لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ الملكِ حمدِ بنِ عيسى آل خليفة، ملكِ مملكةِ البحرينَ المعظمِ، حفظه الله ورعاه، على رعايته الساميةِ للمؤتمرِ، واستضافةِ مملكةِ البحرينِ له. معبِّرينَ عن شكرِهم لفضيلةِ الإمامِ الأكبرِ الأستاذِ الدكتورِ أحمدِ الطيبِ، شيخِ الأزهرِ الشريفِ، رئيسِ مجلسِ حكماءِ المسلمينَ، على حضورِه وإسهامِه القيِّمِ في أعمالِ المؤتمر، وللمجلسِ الأعلى للشؤونِ الإسلاميةِ على كرمِ استقبالِ الضيوفِ وحسنِ التنظيم. مقدِّرينَ جميعَ الجهودِ المبذولةِ من الأزهرِ الشريفِ ومجلسِ حكماءِ المسلمينِ في الإعدادِ والتنظيمِ للمؤتمرِ، حتى تمَّ بالمستوى الذي أُنجِزَ به.

 

وأكد البيانُ الختاميُّ للمؤتمرِ أنَّ “وحدةَ الأمةِ عهدٌ وميثاقٌ”، وأنَّ “التفاهمَ والتعاونَ على تحقيقِ مقتضياتِ الأخوَّةِ الإسلاميةِ واجبٌ متعيِّنٌ على المسلمينَ جميعًا”. مشيرًا إلى أنَّ “الحوارَ الإسلاميَّ المطلوبَ اليومَ، والذي تحتاجُه الأمةُ، ليسَ حوارًا عقائديًّا ولا تقريبيًّا، بل هو حوارُ تفاهمٍ بنَّاءٍ، يستوعبُ عناصرَ الوحدةِ الكثيرةَ، في مواجهةِ التحدياتِ المشتركةِ، معَ الالتزامِ بآدابِ الحوارِ وأخلاقِه”.

 

وحثَّ المؤتمرُ على التعاونِ المشتركِ بينَ المرجعياتِ الدينيةِ والعلميةِ والفكريةِ والإعلاميةِ لمواجهةِ ثقافةِ الحقدِ والكراهيةِ، مؤكِّدًا تجريمَ الإساءةِ واللعنِ بكلِّ حزمٍ من جميعِ الطوائفِ. وأشارَ إلى أنَّ التراثَ الفكريَّ والثقافيَّ في مدارسِ المسلمينَ جميعًا لا يخلو من أخطاءٍ اجتهاديةٍ ينبغي أنْ تُتَجاوزَ، داعيًا إلى التزامِ الحكمةِ والجرأةِ في النقدِ الذاتيِّ لبعضِ المقولاتِ، وإعلانِ الأخطاءِ فيها؛ استئنافًا لما بدأَهُ الأئمةُ السابقونَ، والعلماءُ المتبوعونَ من كافةِ المدارسِ الإسلاميةِ.

 

وشدَّدَ على “ضرورةِ توحيدِ الجهودِ في قضايا الأمةِ الملحَّةِ كدعمِ القضيةِ الفلسطينيةِ، ومقاومةِ الاحتلالِ، ومواجهةِ الفقرِ والتطرُّفِ؛ إذ حينَ يتكاتفُ المسلمونَ جميعًا باختلافِ مدارسِهم لدعمِ هذه القضايا عمليًّا، تذوبُ الخلافاتُ الثانويةُ تلقائيًّا تحتَ مظلَّةِ ‘الأخوَّةِ الإسلاميةِ’ التي أمرَ بها القرآن”.

 

ودعا المؤتمرُ المؤسساتِ العلميةَ الإسلاميةَ الكبرى إلى إنجازِ مشروعٍ علميٍّ شاملٍ، يُحصي جميعَ قضايا الاتفاقِ بينَ المسلمينَ، مؤكدًا أنَّ هذا المشروعَ سيكونُ له الأثرُ الكبيرُ في معرفةِ الأمةِ بنفسِها، وإصلاحِ تصوُّرِ بعضِها عن بعضٍ، وتنميةِ ثقافتِها الإسلاميةِ المشتركةِ، وتعزيزِ دعوتِها الإنسانيةِ.

 

وأكد أنَّ “الوحدةَ الإسلاميةَ يجبُ أنْ تصبحَ نظامًا مؤسسيًّا يبدأُ من مناهجِ التعليمِ، ويمتدُّ إلى خطبِ المساجدِ والإعلامِ”، داعيًا إلى أنْ تتحوَّلَ “ثقافةُ التفاهمِ” إلى سياساتٍ ملموسةٍ في كتبٍ تُعلِّمُ فقهَ الاختلافِ، ومنصاتٍ تقوِّضُ خطابَ الكراهيةِ، ومشاريعَ اجتماعيةٍ تنمويةٍ وحضاريةٍ مشتركةٍ.

 

وفي السياقِ نفسه، أعلنت الأمانةُ العامةُ لمجلسِ حكماءِ المسلمينَ أنها ستتابعُ خطواتِ تشكيلِ لجنةٍ مشتركةٍ للحوارِ الإسلاميِّ، والخطواتِ العمليةِ اللازمةِ لتنفيذِ مقرَّراتِ هذا المؤتمرِ، وبدءَ التحضيراتِ بالتنسيقِ معَ الأزهرِ الشريفِ، لتنظيمِ المؤتمرِ الثاني للحوارِ الإسلاميِّ الإسلاميِّ بالقاهرةِ، تلبيةً لما أعلنَ عنه فضيلةُ الإمامِ الأكبرِ الأستاذُ الدكتورُ أحمدُ الطيبُ، شيخُ الأزهرِ الشريفِ، في كلمتِه بالمؤتمرِ.

 

ع.إ , M.B

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى