| أبو طير: الحرب الحقيقية بدأت الآن.. وعياصرة: نتنياهو يفاوض وهو يضع سلاحه على رأس “حماس”

- عياصرة: نتنياهو انفلت من “عقاله” بعد عودة العدوان
- أبو طير: الاحتلال يعتبر الأردن جزءاً من مشروعه التوراتي
- عياصرة: يجب وضع الكرة في ملعب الدول العربية المهمة وصاحبة المبادرة
- أبو طير: يجب على العرب امتلاك “عقيدة وقضية” في مواجهة المشروع الإسرائيلي
عدي صافي قال عضو مجلس الأعيان عمر عياصرة إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “انفلت من عقاله” مع عودة العدوان على قطاع غزة في 18 آذار الماضي، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة قدمت دعماً كبيرا للاحتلال خلال فترة الرئيس السابق جو بايدن، لكن الوضع اختلف الآن في ظل إدارة الرئيس دونالد ترمب، حيث بات نتنياهو يفاوض وهو يضع سلاحه على رأس “حماس” في إشارة إلى الدعم المطلق المقدم له من ترمب.
وأضاف خلال استضافته في برنامج “نبض البلد” عبر شاشة “رؤيا”، أن المواقف الدولية من العدوان أصبحت “متكاسلة”، مشدداً على ضرورة أن تسلك المقاومة مساراً تفاوضياً جديداً، من خلال تسليم الملف لطرف ثالث قادر على طرحه أمام المجتمع الدولي والاحتلال والولايات المتحدة.
دعوة لإشراك الدول العربية في التفاوض ووقف استنزاف الحاضنة الاجتماعية
اعتبر عياصرة أن ما يجري في قطاع غزة هو “مقتلة”، محذراً من تآكل الحاضنة الاجتماعية للمقاومة، التي تمثل رافعتها الأساسية، في ظل غياب بوادر ملموسة على الأرض.
وأشار إلى أن تقديم المقاومة لتنازلات تكتيكية لإنهاء الحرب، أفضل من خسارة دعم البيئة الاجتماعية.
وقال: “المجتمع الفلسطيني تاريخياً لا ينقلب على مقاومته، ونأمل ألا نصل إلى تلك المرحلة”.
وتساءل: “هل لا تزال المقاومة تملك أوراق التفاوض المرتبطة بالمحتجزين لديها؟ أم يجب تسليم الملف لجهات أخرى تبحث فيه بكل مكوناته، بما في ذلك سلاح حماس ودورها في السلطة؟”، مؤكداً أن ذلك لا يعني إنهاء “حماس”.
ودعا إلى تحرك عربي فاعل بقيادة دول محورية مثل السعودية ومصر، لوقف “إشكالية المقاومة والاحتلال الذي يطيب له القتل”، بحسب تعبيره، مشدداً على أن نتنياهو بات يحقق أحلامه بزوال حزب الله وتراجع إيران.
أبو طير: الحرب ليست ضد حماس.. بل ضد كل الفلسطينيين
من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي ماهر أبو طير أن الصراع الحالي يتجاوز أحداث السابع من أكتوبر، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس القتل منذ أكثر من 76 عاماً، وشرد الملايين، وارتكب مجازر، واعتدى على المسجد الأقصى.
وأوضح أن المشروع الإسرائيلي لا يستهدف فقط “حماس”، التي تقدر أعداد مقاتليها بنحو 40 ألفاً أو اكثر، بل يهاجم الشعب الفلسطيني بأكمله، حيث استشهد وأُصيب أكثر من ربع مليون فلسطيني، مشيراً إلى أن الاحتلال يسعى إلى تفريغ فلسطين من سكانها.
الاحتلال يستهدف الديمغرافيا.. ومخاوف من ترحيل جماعي
وأشار أبو طير إلى أن الاحتلال يعمل على مشروع ترحيل الفلسطينيين، سواء في غزة أو الضفة الغربية أو الداخل المحتل، كاشفاً عن تسريبات بشأن نية الاحتلال ترحيل فلسطينيي الـ48 إلى جنوبي سوريا ولبنان، وأهالي الضفة إلى الأردن، وسكان غزة إلى مصر.
وأكد أن “الاحتلال لا يحتاج إلى ذريعة للقتل، وهو يهاجم دمشق ويسعى لتهجير الجنوب السوري، ويتعدى على جنوب لبنان، ويعتبر الأردن جزءاً من مشروعه التوراتي”، على حد وصفه.
خذلان عربي وتواطؤ دولي
وانتقد أبو طير “مناخ التلاوم” الذي يصنعه بعض الإعلام العربي تجاه المقاومة، قائلاً إن المسيرات الاحتجاجية في غزة ضد المقاومة صُوّرت بطريقة توحي بأنها كبيرة، لكنها لا تمثل إلا شريحة محدودة لها انتماءات متعددة.
واعتبر أن هناك أفراداً داخل القطاع يعملون على تقويض فكرة المقاومة لأسباب إنسانية أو اقتصادية، لكنه شدد على أن معاناة أهالي غزة ناتجة عن خذلان ملياري عربي ومسلم.
كما أشار إلى وجود انقسامات عربية حتى فيما يخص إعادة إعمار القطاع، موضحاً أن بعض الدول تشترط “دفع ثمن سياسي” مقابل الدعم، بينما تتواطأ دول أخرى مع المشروعين الإسرائيلي والأمريكي.
المقاومة مطالبة بتقييم المرحلة.. والمشروع الإسرائيلي مستمر
وفي ختام حديثه، أكد عياصرة أن المقاومة لم تعد قادرة على التفرد بإدارة المشهد، داعياً إلى تسليم زمام المبادرة لدول عربية تمتلك أدوات التأثير.
وأوضح أن ذلك لا يعني تراجع المقاومة، بل توسيع دائرة المسؤولية، خاصة مع ازدياد معاناة الحاضنة الاجتماعية في غزة.
من جانبه، شدد أبو طير على أن الحرب الحقيقية بدأت الآن، وهي حرب ضد الوجود الفلسطيني، داعياً العرب إلى امتلاك “عقيدة وقضية” في مواجهة هذا المشروع الاستيطاني الإقصائي.