| ارتفاع أسعار القهوة عالمياً بسبب نقص الإمدادات والظروف المناخية الصعبة
- تعود هذه الزيادة إلى عدة عوامل أبرزها الأضرار الناجمة عن الجفاف في البرازيل الذي يعتبر أكبر منتج للقهوة في العالم
شهدت أسواق القهوة العالمية ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار خلال الأشهر الأخيرة، مدفوعة بعدد من العوامل الرئيسية تشمل تراجع المخزونات، وصعوبة الأحوال الجوية في المناطق الرئيسية لإنتاج القهوة، مثل البرازيل وفيتنام.
بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج والنقل، ما أثار قلق العديد من التجار والمستهلكين حول استمرار هذا الاتجاه في المستقبل القريب.
ارتفاع الأسعار مدفوع بمزيج من العوامل الاقتصادية والمناخية
وفقًا لتقرير بلومبيرغ، ارتفعت أسعار القهوة بنسبة ملحوظة في الأشهر الأخيرة، حيث وصل سعر قهوة أرابيكا إلى مستويات غير مسبوقة، في حين سجلت قهوة روبوستا أيضًا زيادات قوية.
تعود هذه الزيادة إلى عدة عوامل، أبرزها الأضرار الناجمة عن الجفاف في البرازيل، الذي يعتبر أكبر منتج للقهوة في العالم.
بالإضافة إلى ذلك، تسببت التقلبات المناخية في فيتنام – التي تعتبر أكبر مصدر لحبوب روبوستا – في تدهور المحاصيل.
تجدر الإشارة إلى أن هاتين الدولتين تمثلان معًا نحو 60% من إجمالي إنتاج القهوة العالمي.
الظروف المناخية: الجفاف في البرازيل وتداعياته
البرازيل، التي تمثل حوالي 40% من إنتاج القهوة العالمي، عانت من موجات جفاف شديدة في العامين الأخيرين، ما أدى إلى تقليص محصول القهوة بشكل كبير.
حسب بيانات وزارة الزراعة البرازيلية، ظل تأثير الجفاف على الإنتاج مستمرًا في موسم 2024، ما أدى إلى انخفاض آخر في المحصول مقارنة بالموسم الماضي.
أشارت التقارير إلى أن البرازيل شهدت في الأشهر الماضية درجات حرارة أعلى من المعدلات المعتادة، مما أثر سلبًا على جودة المحاصيل.
وقال كارلوس هوغو، مختص في زراعة القهوة البرازيلية، في تصريح لصحيفة فاينانشيال تايمز: “إن تأثير الجفاف لا يتوقف عند محاصيل العام الحالي فحسب، بل يمتد أيضًا إلى المحاصيل المستقبلية.
نحن في مرحلة حرجة حيث يمكن أن يمتد هذا الوضع لعدة سنوات”.
فيتنام: تحديات إضافية لإنتاج روبوستا
في فيتنام، التي تُعتبر المصدر الرئيسي لحبوب روبوستا (النوع المستخدم في صناعة القهوة الفورية)، شهدت ظروفًا مناخية صعبة في بداية عام 2024.
ورغم تحسن الطقس في الآونة الأخيرة، إلا أن تأثير الجفاف الذي تعرضت له البلاد في عام 2023 لا يزال مستمرًا، ما أثّر على إنتاج الحبوب بشكل كبير.
تداعيات زيادة الأسعار على الأسواق العالمية
هذه الزيادات في أسعار القهوة تعني أن التجار والمستهلكين في جميع أنحاء العالم قد يواجهون تكاليف أعلى في المستقبل القريب.
حسب تقرير رويترز، قد يؤدي هذا إلى ارتفاع أسعار القهوة في المقاهي والمطاعم وكذلك في أسواق التجزئة.
ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه التصاعدي في أسعار القهوة حتى منتصف العام 2024، حيث يترقب التجار نتائج المحاصيل الجديدة في البرازيل وفيتنام.
ما الذي يمكن توقعه في المستقبل؟
على الرغم من المخاوف الحالية، يظل هناك تفاؤل بحلول تدريجية في قطاع القهوة. بعض التقارير تشير إلى أن أسواق القهوة قد تبدأ في التعافي من تراجع الإنتاج في السنوات المقبلة مع تحسن الظروف الجوية وتعديل أساليب الزراعة.
ومع ذلك، لا يزال استمرار التأثيرات المناخية والاقتصادية على أسعار القهوة يمثل تحديًا كبيرًا.
من جهتها، تستمر مراكز الأبحاث في مراقبة تطورات الإنتاج والتوريد لتقديم تنبؤات دقيقة حول الأسعار المستقبلية. إلا أنه، كما هو الحال دائمًا في أسواق السلع الزراعية، تبقى التقلبات الحادة جزءًا من المعادلة.