| البرش “لرؤيا” : غزة تعيش “مثلث الموت” والمجاعة تضرب نصف الأطفال والحوامل
- البرش: أكثر من 13% من سكان القطاع يعيشون على مساحة لا تتجاوز كيلومترًا واحدًا بما يعادل 40 ألف شخص في بقعة صغيرة
- طبيب عائد من القطاع: الكادر الطبي منهار ويحاول إنقاذ الأرواح في ظروف مستحيلة
حذر د. منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في غزة، من تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع، مؤكداً أن غزة باتت تعيش في “مثلث الموت” وسط انهيار صحي وغذائي غير مسبوق، نتيجة الحصار المستمر
والعدوان الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من تسعة أشهر.
وفي حديثه عبر برنامج دنيا يا دنيا على قناة “رؤيا”، وجّه البرش الشكر للأردن، ملكاً وحكومةً وشعباً، على الدعم المتواصل لغزة، قائلاً إن مواقف الأردن “محط تقدير كبير لدى أبناء القطاع”.
وأشار البرش إلى أن سكان غزة يواجهون مجاعة متقدمة، موضحاً أن بعض المواطنين يعيشون منذ أيام على الماء والملح فقط ،مضيفا ” فقدوا بما يقارب 25 كغم من وزنهم خلال الفترة الأخيرة، وهذه حال
كثيرين من أهل القطاع”.
وكشف البرش عن نتائج مسح صحي أُجري حديثاً شمل النساء الحوامل والأطفال، حيث تبين أن أكثر من 50% منهم يعانون من سوء تغذية حاد، بعدما كانت النسبة لا تتجاوز 0.5% بداية الشهر، ما يشير
إلى “قفزات مرعبة” في مؤشرات الانهيار الغذائي.
وأكد أن الاحتلال يتعمد صناعة الأزمات وتنفيذ جريمة إبادة بطيئة بحق السكان، قائلاً إن أكثر من 13% من سكان القطاع يعيشون على مساحة لا تتجاوز كيلومترًا واحدًا، بما يعادل 40 ألف شخص في بقعة
صغيرة، مشبّهاً الوضع بـ”متاهة الموت”.
وختم البرش بالتأكيد على أن قطاع غزة يمر بالمرحلة الرابعة وربما الخامسة من المجاعة، في ظل صمت دولي وغياب الضغط الحقيقي لوقف الحرب المستمرة.
من جانبه، تحدث د. إيهاب جرادات، وهو طبيب أردني عاد مؤخراً من مهمة طبية إلى القطاع، عن مشاهداته خلال الرحلة التي استغرقت نحو 10 ساعات ضمن بعثة “رحمة حول العالم”.
وقال عبر البرنامج ذاته إن ما شاهده في مستشفى ناصر الطبي “كارثي بكل المقاييس”، موضحاً أن المنشأة الصحية تعمل دون إمكانيات حقيقية.
وأضاف: “توجهنا شمالاً ورأينا الناس يعيشون بأدنى سبل الحياة، الخيم والدمار يحيط بكل شيء”، لافتاً إلى أن الكادر الصحي في غزة “منهك بالكامل ويحاول إسعاف الناس وسط ظروف مستحيلة”، في ظل
نقص الأدوية والمعدات وانعدام البيئة الصحية.
وشدد جرادات على أن الكارثة في غزة ليست فقط إنسانية أو طبية، بل تتعلق باستمرار انهيار مقومات الحياة كاملة، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لإنقاذ ما تبقى من الأرواح.