خبراء: دبي «وادي السيليكون» للبلوك تشين في العالم

ت + ت الحجم الطبيعي
أكد خبراء، في اليوم الثاني لقمة دبي للتكنولوجيا المالية، أن دبي تملك عوامل إطلاق شركات التكنولوجيا المالية العالمية، وأن الإمارة اليوم هي «وادي سيليكون البلوك تشين» التي تقوم عليها الكثير من حلول التكنولوجيا المالية والعملات المشفرة في العالم بلا منازع.
وأشار الخبراء، في تصريحات لـ«البيان»، إلى أن الإمارات من أولى الدول في المنطقة التي اعتمدت استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي، وذلك بوضع لوائح تسمح للبنوك والمؤسسات المالية الأخرى باستخدام تلك التقنية في عملياتها، مشيرين إلى أن الذكاء الاصطناعي يدخل اليوم في تطوير معظم المنتجات والحلول القائمة على التكنولوجيا المالية.
وناقش الخبراء في القمة سبل توظيف الذكاء الاصطناعي في القطاع المصرفي والمالي، إذ من المتوقع أن يؤدي تحوّل قطاع الخدمات المالية من اتّباع المنهجيات المالية التقليدية إلى اعتماد الذكاء الاصطناعي إلى توفير مبلغ كبير يصل إلى نحو 447 مليار دولار بحلول سنة 2030، بحسب «بيزنس إنسايدر».
وتستخدم العديد من البنوك في الإمارات الذكاء الاصطناعي اليوم في تحسين تجربة العملاء وأتمتة عمليات المكاتب الخلفية والمتوسطة للبنوك الاستثمارية وإدارة الأخطار، وتبسيط العمليات التشغيلية، وتقليل التكاليف، والتخطيط للفروع وحتى منع جرائم الاحتيال المالي.
وفي سبتمبر من سنة 2019، أصدر مصرف الإمارات المركزي إطاراً تنظيمياً لاستخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي، يوفر إرشادات ومبادئ يجب على المؤسسات المالية اتباعها عند اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي في الخدمات المالية، مثل خدمة العملاء، وتحليل الائتمان، وكشف الاحتيال والوقاية منه، ومكافحة غسيل الأموال.
حلول
وأكد الدكتور محمد الحسين المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «مُزن» السعودية نظرته الإيجابية لقطاع التكنولوجيا المالية في المنطقة، مشيراً إلى أن الشركة التي انبثقت من رؤية المملكة 2030 توسعت أخيراً في مركز دبي المالي العالمي بهدف دعم الاستفادة من حلول الذكاء الاصطناعي في المزيد من المؤسسات المالية في الإمارات.
وعن مدى مواءمة الضوابط والتشريعات الحالية لتبني المزيد من حلول الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي، قال: الابتكار أساس تطوير تقنيات وحلول تكنولوجيا مالية آمنة، ونحن على ثقة بأن الهيئات المالية التنظيمية حريصة على فهم أثر استخدام الذكاء الاصطناعي في الخدمات المالية وعمل ضوابط مناسبة تعزز بيئة آمنة ومحفزة على تطوير حلول الذكاء الاصطناعي.
ونعتقد أن البيئة التنظيمية في الإمارات مواتية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي بشكل عام. ولفت إلى أن حضور «مُزن» في دبي سيسمح للشركة السعودية بأن تكون جزءاً فعّالاً في النقاش في شأن تطوير ضوابط خاصة بالذكاء الاصطناعي نظراً للفهم العميق الذي تملكه الشركة بخصوص ما يحتاجه القطاع المالي لتطبيق حلول الذكاء الاصطناعي بشكل فعّال وآمن.
وأضاف: هنالك تجانس جيد في ضوابط التكنولوجيا المالية عبر أسواق دول الخليج، وأعتقد أن انطلاقتنا في السوق الإماراتي دليل على ذلك، وشهدنا في الأشهر الماضية تفاعلاً جيداً من قبل الجهات التنظيمية بهدف الاستفادة من الفرص السانحة في فضاء الخدمات المالية.
وأكد أن قدرات الذكاء الاصطناعي واستخدام خوارزميات التعلّم الآلي المتطورة يتيحان للبنوك اليوم على سبيل المثال رصد الجرائم والمخالفات المالية، وتعريف السلوك الطبيعي للعملاء ومن ثم رصد الأنشطة الاحتيالية، وإخطار مديري الشبكة فور رصد أي أنماط جديدة غريبة، ما يتيح لهم اتخاذ إجراءات سريعة.
وأضاف الحسين: منذ إطلاق منصة «فوكال» من «مُزن» والقائمة على الذكاء الاصطناعي، تعمل على تقليل عمليات الاحتيال المالي بشكل كبير والحد من الأخطار وتعزيز الامتثال ثم زيادة مستوى الأمن للمؤسسات ما يساعدها على تطوير منتجات مبتكرة في بيئة آمنة ونتطلع لاستخدام هذه التقنية في سوق الإمارات.
عوامل
من جانبه أكد نافين جوبتا، المدير التنفيذي لجنوبي آسيا والشرق الأوسط وشمالي إفريقيا في «ربيل» أن دبي اليوم دبي وادي سيليكون «بلوك تشين» في العالم، مؤكداً أن النظام البيئي في الإمارة يملك كل ما تحتاجه شركات التكنولوجيا المالية لإطلاق عملياتها نحو الأسواق العالمية.
وأضاف: دبي اليوم تذكرنا بوادي السيليكون في الولايات المتحدة في بدايات الألفية الثانية، حيث اجتمعت هنالك ثلاثة عوامل رئيسة وهي أصحاب المهارات ورأس المال والضوابط المالية الداعمة للأعمال القائمة في شبكة الإنترنت آنذاك.
واليوم نرى في دبي العوامل نفسها الممكنة لازدهار شركات تكنولوجيا المالية القائمة على البلوك تشين مثل العملات المشفرة وغيرها الكثير، وانطلاق عملياتها عالمياً فاليوم هنالك العديد من فئات الإقامة التي تدعم قدوم أصحاب المهارات إلى الإمارات، علاوة على توافر رأس المال وطبعاً الضوابط الداعمة والمتمثلة في سلطة دبي لتنظيم الأصول الافتراضية، وهذا بالطبع يدعم إطلاق العديد من الحلول والمنتجات المالية وفحص فرص نجاحها وانتشارها.
ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح مرتبطاً بالعديد من التقنيات المالية وخصوصاً لجهة تحسين تجربة العملاء فمثلاً، يستخدم الذكاء الاصطناعي اليوم في تحديد الممر الأمثل من ناحية القرب والسرعة – لتحويل الأموال إلكترونياً من دولة إلى أخرى.
وأضاف: هنالك العديد من الفرص التي يمكن للذكاء الاصطناعي دعم التكنولوجيا المالية وأعتقد أن هذه المشاركة من قبل شركات الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة في قمة دبي للتكنولوجيا المالية خير مؤشر إلى ذلك.
تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز