| بين القلق والترقب.. طلبة “التوجيهي” يستعدون لـ “رياضيات الثانية” بعد جدل “الورقة الأولى”

قاعة امتحان توجيهي
نشر :
منذ ساعتين|
- وزارة التربية تؤكد أن الملاحظات قيد الدراسة والطلبة يأملون أن تكون الأسئلة أكثر توازناً
تعيش بيوت الأردنيين حالة من الترقب المشوب بالقلق، مع تكثيف طلبة شهادة الدراسة الثانوية العامة “التوجيهي” استعداداتهم لتقديم امتحان الرياضيات في ورقته الثانية، والمقرر عقده يوم الاحد، في أجواء غير اعتيادية فرضها الجدل الواسع الذي أعقب امتحان الورقة الأولى الأسبوع الماضي.
فبعد ضجّة كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي وعدد من وسائل الإعلام حول ما وصفه الطلبة بـ “صعوبة وطول أسئلة” الورقة الأولى، يجد آلاف الطلبة أنفسهم اليوم أمام تحدٍ مزدوج: التحضير النفسي لتجاوز أثر الامتحان السابق، والتركيز الأكاديمي لخوض غمار الورقة الثانية التي يعلقون عليها آمالاً كبيرة لتعويض ما فاتهم.
مشاعر متضاربة في صفوف الطلبة
في جولة على عدد من الطلبة، تبدو المشاعر متضاربة. يقول الطالب “أحمد. ك” من الفرع العلمي: “الضغط هائل. الورقة الأولى كانت صادمة للجميع، ليس فقط لصعوبتها بل لأنها استهلكت الكثير من الوقت والجهد الذهني. حالياً، أحاول نسيان الأمر والتركيز على المادة المتبقية، لكن الخوف من تكرار نفس السيناريو قائم”. ويضيف: “نأمل أن يكون واضعو الأسئلة قد أخذوا ملاحظاتنا بعين الاعتبار”.
أما الطالبة “لمى. س” من الفرع الأدبي، فتشير إلى أنها وزميلاتها يعتمدن على مراجعة مكثفة مع أساتذتهن الذين يحاولون طمأنتهن. وتقول: “نثق بقدراتنا، ولكننا نطالب بأسئلة متوازنة تقيس الفهم والتحليل، لا أسئلة تعجيزية الهدف منها التعقيد فقط. بيان الوزارة كان خطوة إيجابية، لكننا ننتظر الترجمة العملية في ورقة الامتحان”.
بيان “التربية” وصدى الشارع
وكانت وزارة التربية والتعليم قد أصدرت بياناً رسمياً الجمعة، رداً على الشكاوى المتداولة. وأكدت الوزارة في بيانها أن أسئلة الامتحان كانت من ضمن المنهاج المقرر وشملت مستويات متفاوتة لقياس قدرات الطلبة المختلفة، مشيرةً في الوقت ذاته إلى أنها “تأخذ جميع الملاحظات الواردة على محمل الجد وسيتم دراستها من قبل اللجان المتخصصة وأخذها بعين الاعتبار أثناء عملية التصحيح”.
وقد لاقى بيان الوزارة ردود فعل متباينة، فبينما اعتبره البعض محاولة لامتصاص الغضب الطلابي، رآه آخرون تأكيداً على أن الوزارة تستمع لصوت الميدان، مما خلق بصيص أمل بأن تكون الورقة الثانية أكثر مراعاة للوقت والمستوى العام للطلبة.
نصائح الخبراء والكلمة الفصل
من جهتهم، ينصح خبراء تربويون ومعلمو رياضيات الطلبة بالابتعاد عن التوتر والتركيز على المادة بهدوء خلال الساعات المتبقية. يؤكد الأستاذ “خالد المصري”، وهو معلم رياضيات بخبرة طويلة، على أهمية “إدارة الوقت داخل قاعة الامتحان والثقة بالنفس، والبدء بالأسئلة السهلة، وعدم السماح لأي سؤال صعب بسرقة وقت وتفكير الطالب على حساب بقية الأسئلة”.
وبينما يقلّب الطلبة صفحات كتبهم الأخيرة، يبقى الشارع الأردني وأولياء الأمور في حالة انتظار، على أمل أن يكون صباح الاحد بداية لفصل ختامي أكثر إيجابية في ملحمة امتحان الرياضيات، وأن تكون ورقة الامتحان الثانية بمثابة طمأنة تعيد التوازن إلى نفوس الطلبة وتطلعاتهم.