| صور أقمار صناعية تكشف أعمال بناء وحفر مكثفة في منشأة فوردو النووية بإيران بعد هجوم أمريكي

- صور أقمار صناعية جديدة تكشف عن توسيع إيران أعمالها في موقع فوردو النووي
أظهرت صور أقمار صناعية جديدة التُقطت الجمعة تكثيف إيران أعمال البناء والحفر في منشأة فوردو النووية، وذلك بعد أيام من قصف قاذفات الشبح الأميركية B2 للموقع المحصّن بقنابل خارقة للتحصينات (MOPs).
وكشفت الصور الأحدث، التي التقطتها شركة «ماكسار تكنولوجيز»، عن استمرار وجود آليات ثقيلة في الموقع، وأعمال تسوية إضافية للتربة، فضلاً عن مؤشرات على أن مداخل الأنفاق قد جرى إغلاقها عمداً قبل الضربات الجوية.
ويقع موقع فوردو النووي داخل جبل على بُعد 60 ميلاً جنوب طهران، وكان أحد ثلاثة مواقع إيرانية استهدفتها عملية «ميدنايت هامر» (مطرقة منتصف الليل) التي شنتها الولايات المتحدة ليل 2122 يونيو.
وتظهر الصور دلائل على «تحريك حديث للأتربة»، بما في ذلك طرق وصول جديدة ومناطق حفر متفرقة، خاصة قرب مداخل الأنفاق الرئيسية.
دلالات خطيرة
ورغم أن التقييمات الأولية للولايات المتحدة وصفت الأضرار بأنها «شديدة للغاية»، فإن الصور المستحدثة توحي بأن إيران ربما اتخذت إجراءات استباقية لتأمين مكوّنات حساسة.
وكانت وسائل إعلام رسمية إيرانية قد أفادت بأن المواقع النووية أُخلِيَت، ونُقل اليورانيوم المخصب إلى «مكان آمن» قبل الغارات.
وأثار مراقبون دوليون قلقاً بشأن إنتاج إيران لليورانيوم عالي التخصيب في فوردو، إلا أن حجم الكميات التي كانت موجودة في الموقع لحظة القصف لا يزال غير واضح.
ويرى محللون أن إغلاق الأنفاق بالأتربة ربما ساهم في حماية الأصول تحت الأرض، أو الحد من إمكانية تقييم حجم الأضرار بعد الضربات.
تفاصيل جديدة
وتُظهر الصور الأخيرة معدات تحريك التربة وهي تعمل قرب مجمع الأنفاق الشمالي، في حين تعيد الجرافات توزيع الأتربة حول أحد الفوهات الناتجة عن القصف، وتبدو مسارات وصول جديدة قد تشكّلت في المنطقة.
أما صور يومي 19 و20 يونيو فتُظهر وجود عدة جرافات وشاحنات قرب مدخل الأنفاق، ويعتقد مراقبون اليوم أن ذلك كان جزءاً من خطة منسقة لإغلاق أو تدعيم نقاط الدخول.
وتبدو المداخل مملوءة بالتراب، مع بقايا واضحة لانفجارات القنابل الخارقة في مواقع عدة.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لشبكة NBC إن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى وجود «كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%» دُفنت عميقاً في فوردو، لكنه أقرّ بوجود ضبابية في هذا الشأن، مضيفاً: «علينا أن نفترض أنه كان لا يزال هناك».
في غضون ذلك، يواصل البنتاغون تقييم نتائج المهمة، إذ صرح وزير الدفاع بيت هيغسيث: «تقييمنا الأولي أن كل ذخائرنا الدقيقة أصابت أهدافها وحققت التأثير المطلوب، خاصة في فوردو الذي كان الهدف الرئيسي، ونعتقد أننا دمّرنا قدرات هناك».
أما بشأن وضع أجهزة الطرد المركزي في فوردو على المدى الطويل، فقد ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأسبوع أنها «لم تعد قيد التشغيل»، فيما يرى خبراء أن الحقيقة لن تتضح إلا عبر عمليات تفتيش ميدانية أو معلومات استخباراتية إضافية.
وحتى الآن، تظهر الصور الجديدة أن إيران تعمل بوضوح إما على إخفاء أو إعادة تأهيل الموقع.