اخبار الأردن

| فلسطينيون من غزة: علاج أبنائنا في الأردن أعاد لنا الأمل وخفف من معاناتنا وسط الأوضاع الكارثية

فلسطينية قادمة من غزة لعلاج ابنها في الأردن

1

Image 1 from gallery

نشر :  

منذ 5 ساعات|

  • الأردن استقبل 379 شخصًا من غزة منهم 119 مريضًا برفقة 260 من أفراد عائلاتهم

تحدثت والدة الطفل الغزي، عمر النجار، بنبرة مليئة بالحزن والأسى عن حالة ابنها البالغ من العمر 3 سنوات، والذي يعاني منذ 8 أشهر من ورم في الدماغ لم يتم اكتشافه إلا من خلال المستشفى الميداني الأردني. وتعود الأمل إلى قلبها بعدما شمل ابنها بمكرمة جلالة الملك عبدالله الثاني ضمن الممر الطبي الإنساني في مستشفى الحسين للسرطان.

وقالت الأم: “اليأس طغى على تفكيري عندما علمت أنه لا أمل في علاج ابني في مستشفيات غزة، بسبب عدم توفر العلاجات وقلة الإمكانيات الطبية نتيجة الحصار والاعتداءات المتكررة من جيش الاحتلال. ولكن لحظة سماعي عن إمكانية علاجه في الأردن كانت كخيط أمل انقطع ثم عاد من جديد، وأشعرتني بسعادة أنستني كل الأيام الصعبة التي مررت بها.”

وفي نفس السياق، تحدث الحاج خالد محمد عبدالعزيز من رفح، والد الطفلة ألما البالغة 10 سنوات، والتي عانت من مرض الاصفرار نتيجة تأخر علاجها بسبب ممارسات الاحتلال. قال: “حياة الحرمان التي عاشتها ألما بسبب الاحتلال أدت إلى تدهور حالتها الصحية، لكن بعد شمولها بالعلاج في المستشفيات الأردنية، تحولت معاناتنا إلى أمل وفرج. وبمجرد وصولنا إلى الأراضي الأردنية عبر جسر الملك حسين، شعرت أن كل التعب والضيق الذي عشنا فيه قد زال.”

وأضاف الحاج خالد: “كل ما قدمه الأردن لنا من دعم طبي وغذائي كان خيرًا وأملًا لنا في وقت نحن بأمس الحاجة إليه، وهذا ليس بغريب على جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يسعى دائمًا لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.”

من جهتها، عبرت عمة الطفلة ميسرا عمران ذات الـ 11 عامًا، والتي تعاني من مرض السرطان، عن شعورها بالأمان والطمأنينة خلال رحلتها إلى الأردن. قالت: “عندما كنت أرى الكوادر الأردنية تساعدنا، شعرت أنني في أيدٍ أمينة. لأول مرة شعرت بطعم النوم بعد ليالٍ طويلة من الأرق نتيجة القصف المتكرر. مكرمة الممر الطبي لجلالة الملك كانت بمثابة فرحة أمل في حياتنا، وهذا ليس غريبًا على ملك يحمل في قلبه الرحمة للشعب الفلسطيني.”

أما أم فتحي الخالدي، فقد تحدثت عن مشاهد إنسانية لا يمكن نسيانها أثناء زيارة المستشفى الميداني الأردني، حيث رأت طفلة صغيرة لم تتجاوز التاسعة، ملفوفة ببطانية، تمسك يد والدتها بينما يبتسم لها طبيب أردني. قالت: “ما رأيناه من الكوادر الطبية الأردنية لم يكن مجرد عمل مهني، بل كان عملًا إنسانيًا من الطراز الرفيع. كان هناك ممرض يمسح دمعة عن خد طفل قبل أن يضع له الإبرة، وآخر يجلس على الأرض ليرسم وجوهًا ضاحكة على الجبس الطبي لأحد المصابين. هذه المشاهد أفرحت أطفالنا وأعادت لهم الأمل.”

وأكدت الأم أنها تلقت إشعارًا من منظمة الصحة العالمية بأن ابنها فتحي سيحصل على العلاج في الأردن، مما كان له أثر عظيم في قلبها.

وفي إطار هذه المبادرة الإنسانية، قامت القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي الأربعاء بإجلاء الدفعة الثامنة من الأطفال المرضى من قطاع غزة، ضمن مبادرة “الممر الطبي الأردني”، بالتنسيق مع وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية. تضم الدفعة 34 مريضًا و95 مرافقًا، سيتلقى 7 أطفال منهم العلاج في مركز الحسين للسرطان، بينما سيتم نقل باقي الأطفال وذويهم إلى دول مثل إسبانيا وتركيا وأمريكا وفرنسا.

ومنذ انطلاق المبادرة في شهر آذار من العام الماضي، والتي جاءت بتوجيهات ملكية، استقبل الأردن 379 شخصًا من غزة، منهم 119 مريضًا برفقة 260 من أفراد عائلاتهم، تم نقلهم براً وجواً، في تأكيد على الدور الثابت والمستمر للأردن في دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات الصحية والإنسانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى