| في أولى حلقات “ما بعد الأسد “.. شاب سوري يروي حكاية 4 سنوات من الرعب في سجون “الأسد”

إسماعيل سعد الدين، حلاق من مدينة سقبا
نشر :
منذ 52 دقيقة|
اخر تحديث :
منذ 40 دقيقة|
- تبدأ حكاية إسماعيل عندما كان في السابعة عشرة من عمره، حين شارك في معركة “الدخانية”
في شهادة مؤلمة تروي فصلاً من فصول المعاناة في سوريا، في أولى حلقات برنامج “ما بعد الأسد” على قناة “رؤيا”، كشف الشاب إسماعيل سعد الدين، حلاق من مدينة سقبا، عن تفاصيل أربع سنوات قضاها في سجون النظام السابق في سوريا، وذلك خلال حديثه في برنامج “ما بعد الأسد” الذي عُرض على قناة “رؤيا”.
تبدأ حكاية إسماعيل عندما كان في السابعة عشرة من عمره، حين شارك في معركة “الدخانية”، التي أكد أنها كانت المعركة الوحيدة التي خاضها ضد قوات نظام الأسد لسنوات، بقيت هذه المشاركة سراً في ماضيه، إلى أن أوقفه حاجز أمني في عام 2018، ليتم اعتقاله بتهمة التخلف عن الخدمة العسكرية.
من الحاجز، تم نقله إلى منطقة معزولة ومليئة بالحراس تُعرف باسم “الإيواء”، حيث مكث لمدة ثمانية أشهر. لكن خروجه لم يكن نهاية محنته، فبعد فترة وجيزة، أُلقي القبض عليه مجدداً عند حاجز أمني آخر، ولكن هذه المرة بطريقة وحشية، ليجد نفسه في زنزانة مظلمة، حيث كان صوت صرخات المعذبين وأزيز أسلاك الكهرباء هو أول ما استقبله.
بعد ثلاثة أيام من الرعب النفسي، بدأ التحقيق معه، ومعه بدأت رحلة التعذيب الجسدي. يروي إسماعيل كيف مورس بحقه شتى أنواع التعذيب، من الضرب بالأحزمة إلى استخدام أدوات مختلفة، بينما كان النظام يتهمه بالمشاركة في المعارك ضده. ولإجباره على الاعتراف بتهم لا علاقة له بها، هدده المحققون بتعذيب أهله.
اشتدت وحشية السجانين حين نُقل إلى زنزانة تحت الأرض تسمى “زنزانة التابوت”، حيث قضى 20 ساعة من العذاب. وفي السجن ذاته، يضيف إسماعيل أنه سمع المحققين يبتزون فتاة معتقلة ويتحرشون بها للضغط على زوجها المعتقل أيضاً. ولم تقتصر الممارسات على التعذيب الجسدي، بل امتدت إلى التضييق الديني، فعندما اكتشف السجان أن إسماعيل يصلي سراً في رمضان لتجنب الكاميرات، اعتدى عليه بأدوات التعذيب.
كانت المحطة التالية في رحلة عذابه هي الأسوأ على الإطلاق، حيث تم نقله إلى سجن صيدنايا، الذي يصفه بالـ”مسلخ”. فور وصوله مع سجناء آخرين، استقبلهم السجانون بجولة تعذيب وحشية، وصلت قسوتها إلى درجة أن عيون إسماعيل، بحسب وصفه، كانت تذرف دماً. ويؤكد إسماعيل أن قسم العلاج في السجن ما هو إلا قسم وهمي، وأن “دكتور السجن هو أكبر مجرم في صيدنايا”.
حتى نقله إلى المحكمة كان تجربة مهينة، حيث تم وضعهم في شاحنات تبريد تشبه ثلاجات نقل الطعام. وهناك، في خضم اليأس، تفاجأ بمسجون آخر يخبره بأن شقيقه “بلال” قد اعتقل هو الآخر وموجود في نفس السجن.
لم تكن الحرية التي نالها عام 2022 مجانية، فقد اضطر والده لبيع سيارته من أجل دفع مبلغ مالي لـ”واسطة” تضمن خروجه.
ورغم أنه خرج من السجن حياً، إلا أن آثار التجربة لم تفارقه. يختم إسماعيل قصته بالقول إنه لم يستطع إعادة حياته كما كانت، وإنه يحلم كل يوم بما مر به في سجون النظام، لكنه رغم كل شيء، شعر عند خروجه من السجن كأنه “وُلد من جديد”.