| كشف أضخم سرقة بتكوين في التاريخ.. قصة اختفاء 127 ألف عملة من مجمع صيني دون أثر

عملة البيتكوين المشفرة
نشر :
منذ 58 دقيقة|
- منشأة تعدين تفقد 14 مليار دولار.. سرقة ضخمة تُكشف بعد 4 سنوات من الصمت
في واحدة من أعظم فضائح العملات الرقمية حتى اليوم، أزاحت شركة “آركهام إنتليجنس” الستار عن أكبر عملية سرقة لـ”بتكوين” على الإطلاق، تم تنفيذها قبل أكثر من أربع سنوات وبقيت طي الكتمان حتى منتصف عام 2024. العملية تعود إلى ديسمبر 2020، حين اختفى أكثر من 127 ألف عملة بتكوين من مجمع تعدين صيني يُدعى “لوبيان”، في هجوم إلكتروني مُحكم لم يُكشف عنه سابقًا.
في حين بلغت قيمة المسروقات عند وقتها نحو 3.5 مليار دولار، فإن قفزات البتكوين اللاحقة رفعت هذه القيمة إلى نحو 14.5 مليار دولار، ما يجعلها أكبر عملية اختراق مالي في تاريخ العملات المشفرة، متجاوزةً بذلك سرقة منصة “Bybit” الحديثة التي بلغت خسائرها 1.5 مليار دولار فقط.
مجمع “لوبيان”، الذي كان يتمتع بنفوذ كبير في مجال التعدين حول العالم من خلال منشآته في الصين وإيران، تلقى ضربة قاسية بعدما فُرغت أكثر من 90% من أرصدته الرقمية في يوم واحد. ولم تتوقف الضربة عند ذلك، بل تكررت بعدها بـ48 ساعة من عنوان آخر مرتبط بـ”Omni Layer”، ما أثار تكهنات بوجود ثغرة داخلية أو خلل أمني كبير في تصميم المحافظ الرقمية.
المثير للدهشة أن لا الجهة المالكة ولا الجهة المهاجمة أفصحت عن الهجوم. ولم يُلاحظ أي تحرك للأموال حتى يوليو 2024، حين تم تجميع العملات في معاملة واحدة ضخمة أثارت شكوك خبراء تحليل البيانات على “بلوك تشين”. عندها بدأت “آركهام” تحقيقًا كشف لاحقًا أن “لوبيان” بعث بأكثر من 1500 رسالة استغاثة رقمية باستخدام معاملات خاصة، في محاولة لاستعادة أرصدته، دون جدوى.
ويُعتقد أن السبب في الاختراق يعود إلى استخدام نظام توليد مفاتيح خاصة ضعيف الحماية، ما سمح للمخترق باستخدام تقنية “القوة الغاشمة” لاختراق المحافظ. ومع ذلك، لا يزال لدى “لوبيان” ما يقارب 11,886 بتكوين، تُقدّر اليوم بـ1.35 مليار دولار.
أما منفّذ الهجوم، فدخل دون أن يُعرف اسمه إلى قائمة كبار حائزي البتكوين في العالم، محتلاً المرتبة الـ13، من دون أن يُحرّك شيئًا من الأموال التي يملكها حتى الآن.
هذه القضية أعادت للأذهان ضعف الإجراءات الأمنية القديمة التي تستخدمها بعض مجمعات التعدين، وطرحت تساؤلات جدية حول الحاجة العاجلة لتحديث تقنيات حماية المفاتيح الرقمية، في وقت تتصاعد فيه قيمة الأصول الرقمية وتتوسع مجالات استخدامها عالميًا.