| من هو القيادي في حماس خالد مشعل؟

نشر :
منذ ساعتين|
يُعد خالد مشعل واحداً من أكثر الشخصيات تأثيراً في تاريخ حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وهو القائد الذي تولى رئاسة مكتبها السياسي لأكثر من عقدين، ونجا من محاولة اغتيال شهيرة ليعود ويصبح اليوم رئيس الحركة في الخارج، والوجه الدبلوماسي الأبرز لها على الساحة الدولية.
من الفيزياء إلى قيادة أحد أكثر التنظيمات تعقيداً في الشرق الأوسط، يمثل مشعل نموذجاً للقيادي الذي جمع بين النشاط الطلابي المبكر، والعمل التنظيمي السري، والدور السياسي العلني، ليرسم مساراً طويلاً من التأثير في مسار القضية الفلسطينية.
من سلواد إلى قيادة الحركة
وُلد خالد مشعل في قرية سلواد قضاء رام الله عام 1956، وانتقل مع عائلته إلى الكويت بعد حرب 1967. هناك، أكمل تعليمه وحصل على شهادة البكالوريوس في الفيزياء، وبرز كقيادي طلابي إسلامي. كان من النواة المؤسسة لحركة حماس عند انطلاقتها عام 1987. بعد انتقاله للأردن في التسعينيات، لعب دوراً محورياً في بناء الهيكل السياسي للحركة خارج فلسطين.
محاولة الاغتيال التي غيّرت التاريخ
في 25 سبتمبر 1997، تعرض مشعل لمحاولة اغتيال في العاصمة الأردنية عمان على يد عملاء للموساد الإسرائيلي الذين حقنوه بمادة سامة. تحولت المحاولة الفاشلة، بفضل التدخل الحازم للعاهل الأردني الراحل الملك حسين، إلى نقطة تحول تاريخية.
فقد أجبر الأردن إسرائيل على تسليم المصل المضاد للسم، وفي صفقة لاحقة، أفرجت إسرائيل عن مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين مقابل إطلاق سراح عميلي الموساد. هذه الحادثة لم تنقذ حياة مشعل فحسب، بل منحت حماس انتصاراً سياسياً ومعنوياً كبيراً.
عشرون عاماً على رأس المكتب السياسي
تولى مشعل رئاسة المكتب السياسي لحماس من عام 1996 وحتى 2017، وهي فترة شهدت تحولات كبرى، من الانتفاضة الثانية، مروراً بالفوز في الانتخابات التشريعية عام 2006، وصولاً إلى السيطرة على غزة وحروبها المتكررة مع إسرائيل.
خلال قيادته، سعى مشعل إلى تقديم وجه سياسي أكثر براغماتية للحركة، وتُوج ذلك بإصدار “وثيقة المبادئ والسياسات العامة” عام 2017، التي قبلت فيها حماس بدولة فلسطينية على حدود 1967 دون الاعتراف بإسرائيل.
الدور الحالي: إدارة الحركة في الخارج
يشغل خالد مشعل حالياً منصب رئيس حركة حماس في الخارج، وهو دور قيادي يدير من خلاله شبكة علاقات الحركة الدولية، وملفات التمويل، والتمثيل الدبلوماسي من مقره في الدوحة. ورغم أنه سلم رئاسة المكتب السياسي لإسماعيل هنية، إلا أنه لا يزال عضواً فاعلاً في دوائر صنع القرار، وصوتاً مؤثراً يطل عبر وسائل الإعلام العالمية لشرح مواقف الحركة.